خطوة “زاهرة” نفّذتها جمعية المعاني السامية

إعادة الروح إلى “بمبرة الدراز” والقاحلة تخضر

| سعيد محمد من الدراز

منذ‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬مضت،‭ ‬كانت‭ ‬جمعية‭ ‬المعاني‭ ‬السامية‭ ‬تستهدف‭ ‬حيًّا‭ ‬معروفًا‭ ‬باسم‭ ‬“البمبرة”،‭ ‬وحسب‭ ‬المشهور‭ ‬بين‭ ‬الأهالي،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬ارتبط‭ ‬بوجود‭ ‬أشجار‭ ‬السبستان‭ ‬المعروفة‭ ‬شعبيًّا‭ ‬باسم‭ ‬“البمبر”،‭ ‬فتولدت‭ ‬فكرة‭ ‬إعادة‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬بغرس‭ ‬أشجار‭ ‬البمبر‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬بعض‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك،‭ ‬لزراعة‭ ‬الأشجار،‭ ‬ومنها‭ ‬أشجار‭ ‬النخيل‭.  ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬“الزاهرة”‭ ‬التي‭ ‬خطتها‭ ‬جمعية‭ ‬المعاني‭ ‬السامية،‭ ‬وحسب‭ ‬رئيسها‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬السيد‭ ‬سعيد،‭ ‬فإنها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نشاط‭ ‬بيئي‭ ‬واجتماعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إضفاء‭ ‬منظر‭ ‬جمالي،‭ ‬واستغلال‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وجمودها‭ ‬لحركة‭ ‬“ديناميكية”‭ ‬تنفع‭ ‬الأهالي،‭ ‬وبالطبع،‭ ‬لاقت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬استحسان‭ ‬الأهالي‭ ‬وتقديرهم‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬بالقرب‭ ‬منهم،‭ ‬مكانًا‭ ‬يتوافر‭ ‬فيه‭ ‬الظل،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العين‭ ‬تعشق‭ ‬الخضرة‭ ‬وجمالها‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬صوت‭ ‬الآليات‭ ‬مزعجًا‭ ‬وهي‭ ‬تحفر‭ ‬الأرض،‭ ‬فالجيران‭ ‬يعلمون‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬القريب،‭ ‬جميلًا‭ ‬بتمايل‭ ‬أغصان‭ ‬أشجاره،‭ ‬وهنا‭ ‬يقول‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬إن‭ ‬باكورة‭ ‬العمل‭ ‬شملت‭ ‬أرضًا‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬صالة‭ ‬الإمام‭ ‬الحسن‭ ‬“مأتم‭ ‬الحاج‭ ‬عبدالكريم”،‭ ‬والبداية‭ ‬كانت‭ ‬مشجعة‭ ‬جدًّا،‭ ‬حيث‭ ‬بدا‭ ‬المنظر‭ ‬مبهجًا‭ ‬بعد‭ ‬زراعة‭ ‬8‭ ‬أشجار‭ ‬نخيل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬لتشجير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭. ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الحفر،‭ ‬وكلمسة‭ ‬جمالية‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬“التدوير”،‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬الإطارات‭ ‬القديمة‭ ‬بعد‭ ‬تلوينها‭ ‬لتكون‭ ‬الحلقة‭ ‬حول‭ ‬حفرة‭ ‬الشجرة،‭ ‬وبهذا‭ ‬يمزج‭ ‬المشهد‭ ‬بين‭ ‬الخضرة‭ ‬واللون‭ ‬الزاهي،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬والأثر‭ ‬الإيجابي،‭ ‬بحيث‭ ‬شجعت‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتشجير‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى،‭ ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬مشاهدة‭ ‬هذه‭ ‬الأشجار‭ ‬تنمو‭ ‬وتزهر‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.‬