تحقيق “البلاد” عن تحكم عقاريين بأسعار بيوت “مزايا”

المُطفّفون الجدد .. مُطوّرون عقاريُون

| علوي الموسوي

‭ ‬الفلل‭ ‬عند‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬والأرباح‭ ‬تلامس‭ ‬الـ‭ ‬55‭ ‬ألفا خبراء‭: ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬التدخل‭ ‬لتوازن‭ ‬الأسعار كلفة‭ ‬بناء‭ ‬الفيلا‭ ‬35‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬فقط التطفيف‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬“مزايا”‭ ‬والضحايا‭ ‬المواطنون مطور‭ ‬عرض‭ ‬فللا‭ ‬بالسوق‭ ‬بـ‭ ‬120‭ ‬ألفا‭ ‬وباعها‭ ‬للوزارة‭ ‬بـ65‭ ‬ألفا هامش‭ ‬الربحية‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬ومطالبات‭ ‬بألا‭ ‬يفوق‭ ‬25‭ %‬ عقاريون‭: ‬على‭ ‬“الإسكان”‭ ‬أن‭ ‬تشدد‭ ‬في‭ ‬الاجراءات‭ ‬ فلل‭ ‬عرضت‭ ‬بـ‭ ‬95‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬ورفع‭ ‬السعر‭ ‬بعد‭ ‬“مزايا”‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬ألفا

في‭ ‬البحرين‭ ‬تستشري‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ممارسات‭ ‬التطفيف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المطففين‭ ‬الجدد‭ ‬من‭ ‬المطورين‭ ‬العقاريين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬والمنخرطين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مشروعات‭ ‬البرامج‭ ‬الإسكانية‭ ‬المشمولة‭ ‬بمشروع‭ ‬مزايا‭.‬

هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تجد‭ ‬أرضية‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العقارات‭ ‬المحلية‭ ‬ممن‭ ‬يراعون‭ ‬الحق‭ ‬لأنفسهم‭ ‬ولا‭ ‬يراعونه‭ ‬لغيرهم،‭ ‬ويستوفون‭ ‬حقوقهم‭ ‬كاملة‭ ‬ويبخسون‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬باعتبار‭ ‬أولئك‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬الدائرة،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التدليس‭ ‬والاحتيال‭ ‬والنصب؟‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬سلوك‭ ‬جبل‭ ‬عليه‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعنيون‭ ‬وأرادوا‭ ‬تطبيع‭ ‬فرضه‭ ‬وتطبيعه‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬فرضت‭ ‬عليهم‭ ‬الظروف‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬حيلة‭ ‬لشراء‭ ‬سكن‭ ‬العمر؟‭ ‬فهل‭ ‬المطففون‭ ‬الجدد‭ ‬ظالمون‭ ‬أم‭ ‬مظلومون؟‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬سنكتشفه‭ ‬بين‭ ‬جنبات‭ ‬الاستقصاء‭ ‬التالي‭.‬

 

كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬مشروع‭ ‬مزايا‭ ‬أمل‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬البسيط‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬لهم‭ ‬الخيار‭ ‬باقتناء‭ ‬منزل‭ ‬العمر،‭ ‬ولأن‭ ‬الأمل‭ ‬راوده‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمل‭ ‬بخشبة‭ ‬الأمنيات‭ ‬ويقع‭.‬

حسن‭ ‬جواد‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬واجهتهم‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التطفيف،‭ ‬رفع‭ ‬هاتفه‭ ‬الشخصي‭ ‬لأحد‭ ‬وسطاء‭ ‬شركة‭ ‬عقارية‭ ‬معروفة،‭ ‬بدأ‭ ‬الحديث‭ ‬“رأيت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬شركتكم‭ ‬في‭ ‬الانستغرام‭ ‬أرض‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬الهملة‭ ‬بحجم‭ ‬195‭ ‬مترا‭ ‬مربعا،‭ ‬عرضتموها‭ ‬بـ‭ ‬43‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وتصنيفها‭ ‬سكني‭ (‬RA‭) ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السعر‭ ‬النهائي؟”،‭ ‬يجيب‭ ‬الوسيط‭ (‬ونعني‭ ‬ممثل‭ ‬الشركة‭) ‬“نعم‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬موجودة‭ ‬وسعرها‭ ‬النهائي‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬دينار”‭.‬

محدثي‭ ‬حسن‭ ‬معلقًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الوسيط‭ ‬أثناء‭ ‬حديثه‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬النهائي‭ ‬قال‭ ‬“اتفقنا‭ ‬على‭ ‬السعر،‭ ‬ولكني‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬حسابكم‭ ‬أيضًا‭ ‬أنكم‭ ‬تقومون‭ ‬ببناء‭ ‬الأرض‭ ‬وفقًا‭ ‬لتفاصيل‭ ‬ورغبات‭ ‬الزبون،‭ ‬وأنا‭ ‬أريد‭ ‬أخذ‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬وأن‭ ‬أبنيها‭ ‬طابقا‭ ‬واحدا‭ ‬بحجم‭ ‬بنيان‭ ‬سعته‭ (‬240‭ ‬مترا‭) ‬واشتريها‭ ‬وفقًا‭ ‬لأحكام‭ ‬وقوانين‭ ‬برنامج‭ ‬“مزايا”‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬فكم‭ ‬تكون‭ ‬حسبة‭ ‬البناء‭ ‬والبيع‭ ‬لديكم”،‭ ‬يرد‭ ‬الوسيط‭ ‬أعطني‭ ‬مجال‭ ‬لكي‭ ‬أعرض‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬التشييد‭ ‬لدينا‭ ‬وبعدها‭ ‬أعطيك‭ ‬السعر‭ ‬النهائي‭.‬

يقول‭ ‬حسن‭ ‬كنت‭ ‬متفائلا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬أذ‭ ‬إن‭ ‬سعر‭ ‬المنزل‭ ‬لن‭ ‬يفوق‭ ‬90‭ ‬ألف‭ ‬على‭ ‬أسوأ‭ ‬التقادير،‭ ‬بل‭ ‬سيكون‭ ‬أخفض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬نظري‭.‬

الوسيط‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬استفسر‭ ‬عنه‭ ‬محدثي‭ ‬حسن‭ ‬“إن‭ ‬السعر‭ ‬النهائي‭ ‬للفيلا‭ ‬سيكون‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار”،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬قاطعه‭ ‬حسن،‭ ‬“لماذا؟‭ ‬إنه‭ ‬سعر‭ ‬كبير‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنها”‭ ‬فأجابه‭ ‬الوسيط‭ ‬“إن‭ ‬هذا‭ ‬سعر‭ ‬السوق،‭ ‬فإن‭ ‬أردت‭ ‬حياك‭ ‬الله‭ ‬وإلا‭ ‬بين‭ ‬المشتري‭ ‬والبياع‭ ‬يفتح‭ ‬الله”‭ ‬وعند‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬انتهت‭ ‬المكالمة‭.‬

“البلاد”‭ ‬عرضت‭ ‬ظروف‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬بين‭ ‬محدثها‭ ‬حسن‭ ‬والوسيط‭ ‬إلى‭ ‬المختصين‭ ‬دون‭ ‬إضافة‭ ‬أو‭ ‬نقصان،‭ ‬فعلق‭ ‬أولهم‭ ‬وهو‭ ‬الخبير‭ ‬العقاري‭ ‬علي‭ ‬المخلوق،‭ ‬قائلا‭: ‬“إن‭ ‬الربح‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬الشركة‭ ‬غير‭ ‬منطقي،‭ ‬ونسبة‭ ‬الربح‭ ‬المنطقية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬سوق‭ ‬العقار‭ ‬من‭ ‬20‭ % ‬إلى‭ ‬30‭ % ‬من‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬كأقصى‭ ‬حد،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬20‭ %‬،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال،‭ ‬فلا‭ ‬أعلم‭ ‬لماذا‭ ‬فرضت‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬مبلغًا‭ ‬ربحيًا‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬وضع‭ ‬السوق‭.‬

ويتابع‭ ‬المخلوق‭: ‬“نسبة‭ ‬الربح‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬المثارة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ %‬،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬كبير،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المطور‭ ‬العقاري‭ ‬تحدث‭ ‬مع‭ ‬نفسه،‭ ‬وقال‭: ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬استطيع‭ ‬أن‭ ‬أربح‭ ‬40‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬لماذا‭ ‬أتقيد‭ ‬بالقليل‭ ‬من‭ ‬الربح‭ ‬تحت‭ ‬نسبة‭ ‬20‭ % ‬فقط”،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬النسبة‭ ‬التي‭ ‬يطلبها‭ ‬المطور‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬وكبيرة”،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬لطالما‭ ‬الأمر‭ ‬متروك‭ ‬لأمزجة‭ ‬المطورين‭.‬

‭ ‬الآلة‭ ‬الحاسبة

ما‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للفيلا‭ ‬التي‭ ‬استعرضنا‭ ‬قضيتها؟‭ ‬هل‭ ‬سعرها‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬حسن‭ ‬جواد‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تفوق‭ ‬90‭ ‬ألف‭ ‬كأقصى‭ ‬حد،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬الشركة‭ ‬العقارية،‭ ‬طرحنا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬خبير‭ ‬العقارات‭ ‬والمقاولات‭ ‬محمود‭ ‬الشيخ،‭ ‬وقام‭ ‬ببسط‭ ‬الموضوع‭ ‬قائلا‭: ‬“إن‭ ‬سعر‭ ‬الأرض‭ ‬هو‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وهو‭ ‬ثاتب‭ ‬وواضح،‭ ‬وسعر‭ ‬بناء‭ ‬240‭ ‬مترا‭ ‬مربعا‭ ‬كأقصى‭ ‬حد‭ ‬للسعر‭ ‬التجاري‭ ‬للبناء‭ ‬140‭ ‬دينارا‭ ‬للمتر‭ ‬المربع‭ (‬بناء‭ ‬نهائي‭ ‬FINISHING‭)‬،‭ ‬وسيكون‭ ‬سعر‭ ‬البناء‭ ‬حسب‭ ‬هذه‭ ‬الحسبة‭ ‬33‭,‬600‭ ‬دينارا‭ ‬طبعًا‭ ‬هذا‭ ‬سعر‭ ‬يشمل‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬الربح،‭ ‬وكذلك‭ ‬سعر‭ ‬الأرض‭ ‬مع‭ ‬الربح‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬فسيكون‭ ‬مجموع‭ ‬سعر‭ ‬المنزل‭ ‬75‭,‬600‭ ‬دينار”‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬75‭,‬600‭ ‬دينار‭ ‬هو‭ ‬سعر‭ ‬مشمول‭ ‬فيها‭ ‬ربح‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الأرض‭ ‬وكذلك‭ ‬ربح‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬البناء؛‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬المعنية‭ ‬تعرض‭ ‬وكذلك‭ ‬تبني‭ ‬العقارات،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬السعر‭ ‬الحقيقي‭ ‬مع‭ ‬الربح‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ذكرناه،‭ ‬وأن‭ ‬مسألة‭ ‬رفع‭ ‬السعر‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬تربح‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬الفيلا”‭.‬

هذه‭ ‬القصة‭ ‬تكشف‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطورين‭ ‬العقاريين‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬إذ‭ ‬يبالغون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬المنازل‭ ‬وفوائد‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬التي‭ ‬يشملها‭ ‬برنامج‭ ‬مزايا‭ ‬بنسبة‭ ‬تفوق‭ ‬40‭ % ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬65‭ % ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬رأس‭ ‬المال‭.‬

صورة‭ ‬مروعة

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬الهامش‭ ‬تقاطعت‭ ‬معلومات‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬فضلوا‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬أسمائهم‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬قامت‭ ‬بشراء‭ ‬100‭ ‬فيلا‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المشروعات‭ ‬العقارية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جنوسان،‭ ‬إذ‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬سعر‭ ‬الفيلا‭ ‬الواحدة‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬معروضة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وسيط‭ ‬عقاري‭ ‬بواقع‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬للفيلا‭ ‬الواحدة‭.‬

ورأوا‭ ‬أن‭ ‬الفارق‭ ‬الشاسع‭ ‬بين‭ ‬السعرين‭ ‬لذات‭ ‬الفيلا‭ ‬العقارية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قريبة‭ ‬يعطي‭ ‬صورة‭ ‬مروعة‭ ‬عما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬موضوع‭ ‬التطفيف‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭.‬

‭ ‬ضرورة‭ ‬التدخل

وبدوره،‭ ‬قال‭ ‬الخبير‭ ‬العقاري‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬هاوس‭ ‬مي‭ ‬العقارية‭ ‬عمار‭ ‬البوسطة‭ ‬في‭ ‬نظرنا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسكن‭ ‬الاجتماعي‭ (‬مزايا‭) ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يتخطى‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬حاجز‭ (‬20‭ %) ‬على‭ ‬إجمالي‭ ‬تكلفة‭ ‬البناء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬المطورين‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬تسعير‭ ‬العقارات‭ ‬وفقًا‭ ‬للقيمة‭ ‬السوقية‭ ‬للوحدات‭ ‬المشابهة‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬فيها‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭.‬

البوسطة‭ ‬مشددًا‭ ‬طالب‭ ‬بضرورة‭ ‬تدخل‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تحديد‭ ‬سقف‭ ‬للوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬المعنية‭ ‬بمشروع‭ ‬مزايا‭ ‬واصفًا‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬بالجيد،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ترك‭ ‬السوق‭ ‬للعرض‭ ‬والطلب‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ ‬ستجد‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الوحدات‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬

وقال‭: ‬“في‭ ‬اعتقادنا‭ ‬أن‭ ‬هامش‭ ‬الربحية‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية‭ ‬للعقارات‭ ‬المشابهة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬نفسها،‭ ‬فربما‭ ‬تكلف‭ ‬بناء‭ ‬وحدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كرزكان‭ ‬مثلا‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عند‭ ‬المطور‭ (‬أ‭)‬،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬المطور‭ (‬ب‭) ‬60‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬فقط،‭ ‬لسبب‭ ‬امتلاكه‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬تم‭ ‬الاستحواذ‭ ‬عليها‭ ‬بتكلفة‭ ‬أقل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية‭ ‬للعقارات‭ ‬المشابهة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬ولا‭ ‬يقبل‭ ‬أغلب‭ ‬المطورين‭ ‬بالبيع‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية،‭ ‬لذلك‭ ‬ستجد‭ ‬تفاوتا‭ ‬كبيرا‭ ‬بين‭ ‬أرباح‭ ‬المطور‭ (‬أ‭) ‬والمطور‭ (‬ب‭)‬”‭.‬

وحول‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقيمة‭ ‬الواقعية‭ ‬للفلل‭ ‬المعروضة‭ ‬للبيع‭ ‬وفقًا‭ ‬لمشروع‭ ‬مزايا‭ ‬قال‭: ‬حسب‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬وعمليات‭ ‬التداول‭ ‬الحالية‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬منطقية‭ ‬نوعًا‭ ‬ما،‭ ‬لقبول‭ ‬العملاء‭ ‬بها،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نهمل‭ ‬عامل‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تداول‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬مزايا،‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادنا‭ ‬لو‭ ‬لا‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬ستجد‭ ‬الأسعار‭ ‬أقل‭ ‬بنسب‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬10‭ % ‬إلى‭ ‬15‭ %‬”‭.‬

 

الخبير‭ ‬العقاري‭ ‬علي‭ ‬النشابة‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬اقتصار‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬مطورين‭ ‬عقاريين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عددهم‭ ‬عن‭ ‬أصابع‭ ‬الكف‭ ‬الواحد‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬والتطفيف‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه؛‭ ‬لأنهم‭ ‬يعتبرون‭ ‬هوامير‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬الذين‭ ‬يتحكمون‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬للعقارات‭ ‬المعنية‭ ‬بمزايا‭.‬

وقال‭: ‬وهنالك‭ ‬مطورون‭ ‬صغار‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬نعنيهم‭ ‬أبد،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تكلفة‭ ‬البناء‭ ‬لهؤلاء‭ ‬جدًا‭ ‬مرتفعة‭ ‬كذلك‭ ‬تكلفة‭ ‬شراء‭ ‬الأرض،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬الوحدات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تكلف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬كأحد‭ ‬أقصى”‭.‬

وتابع‭: ‬“هنالك‭ ‬مشروع‭ ‬يتبع‭ ‬أحد‭ ‬المطورين‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬صدد‭ ‬عرض‭ ‬الفلل‭ ‬بـ‭ ‬95‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وتم‭ ‬شراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفلل‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬السعر‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬طرحت‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬مشروع‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي‭ (‬مزايا‭ ‬حاليًا‭) ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الفيلا‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار”‭.‬

الإقرار‭ ‬بالانخفاض

ذلك‭ ‬ما‭ ‬أفاض‭ ‬به‭ ‬المعنيون‭ ‬وناقشت‭ ‬معهم‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجنبة،‭ ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭.‬

وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬أقرت‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬إحصائية‭ ‬نشرتها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ (‬مايو‭ ‬2020‭) ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬قيمة‭ ‬الوحدة‭ ‬السكنية‭ ‬التابعة‭ ‬لبرنامج‭ ‬مزايا‭ ‬للسكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بوزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬انخفض‭ ‬من‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬إجمالي‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬مزايا‭ ‬لنهاية‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬و449‭ ‬شخصًا‭ ‬وفقًا‭ ‬لإحصاءات‭ ‬الوزارة‭.‬

وبحسب‭ ‬البيانات،‭ ‬فقد‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬الإسكانية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬82‭ ‬شخصا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المذكورة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يصل‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمستفيدين‭ ‬بالبرنامج‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬و449‭ ‬شخصا‭.‬

ومشروع‭ ‬مزايا‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭  ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص؛‭ ‬لتوفير‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للمواطنين‭ ‬المدرجة‭ ‬أسماؤهم‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار،‭ ‬وتقوم‭ ‬فكرة‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬تنطبق‭ ‬عليه‭ ‬المعايير‭ ‬بشراء‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭ ‬المشاركة‭ ‬بقيمة‭ ‬أقصاها‭ (‬81‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الحكومة‭ ‬بتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬للمواطن،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬قيمة‭ ‬القسط‭ ‬الفعلي‭ ‬لمبلغ‭ ‬التمويل‭ ‬المحدد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬الممول،‭ ‬وقيمة‭ ‬القسط‭ ‬الشهري‭ ‬المستحق‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬25‭ % ‬من‭ ‬راتب‭ ‬المواطن‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭.‬