طبيبة توليد: فرص حياة الجنين بعمر أقل من 24 أسبوعا ضئيلة

الحبس 10 أيام إلى 3 سنوات للمتسبب بوفاة التوأم

| بدور المالكي

إذا‭ ‬كان‭ ‬عمر‭ ‬الجنين‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬أسبوعا‭ ‬ووزنه‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬غرام‭ ‬يعتبر‭ ‬إجهاضا  

بعد‭ ‬قصة‭ ‬وفاة‭ ‬التوأم،‭ ‬تواصلت‭ ‬“البلاد”‭ ‬مع‭ ‬طبيبة‭ ‬مختصة‭ ‬بالولادة؛‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬المعايير‭ ‬والإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬مع‭ ‬الأجنة،‭ ‬وما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬البروتوكولات‭ ‬الطبية‭ ‬لإنعاش‭ ‬الجنين‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬ولد‭ ‬بظروف‭ ‬صعبة‭ ‬والإجهاض‭ ‬وفرص‭ ‬حياة‭ ‬الجنين‭ ‬وخلوه‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭.‬

وقالت‭ ‬استشارية‭ ‬أمراض‭ ‬النساء‭ ‬والولادة،‭ ‬وتخصص‭ ‬دقيق‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬النسائية‭ ‬والتناسلية‭ ‬والتجميلية،‭ ‬وفاء‭ ‬أجور‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬برتوكولات‭ ‬إجراءات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬الأجنة‭ ‬تناولت‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬بينها‭ ‬عمر‭ ‬استحقاق‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يعيش،‭ ‬ومتى‭ ‬يقرر‭ ‬الأطباء‭ ‬المختصون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجنين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬له‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭ ‬ليعيش،‭ ‬وبالتالي‭ ‬وجوب‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬الإنعاش،‭ ‬ويتم‭ ‬وضعه‭ ‬ضمن‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المركزة‭ ‬وفي‭ ‬أجهزة‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المعايير‭ ‬تستوجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬عمر‭ ‬الجنين‭  ‬24‭ ‬أسبوعا‭ (‬منتصف‭ ‬الشهر‭ ‬السادس‭) ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬من‭ ‬مدة‭ ‬الحمل،‭ ‬ووزنه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬غرام‭.‬

واستدركت‭ ‬“لكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعايير،‭ ‬فتعتبر‭ ‬الحالة‭ ‬كأنها‭ ‬إجهاض،‭ ‬وفرصة‭ ‬نجاة‭ ‬الجنين‭ ‬للحياة‭ ‬ضئيلة‭ ‬جدا،‭ ‬وإذا‭ ‬عاش‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬يعيش‭ ‬لفترة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬مصابا‭ ‬بعيوب‭ ‬خلقية‭ ‬كثيرة‭ ‬ومشكلات‭ ‬صحية‭ ‬عديدة”‭.‬

‭ ‬واختمت‭ ‬بالقول‭: ‬“لكل‭ ‬حالة‭ ‬خصوصيتها‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭. ‬ويجب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الأجنة‭ ‬قبل‭ ‬تسليمهم‭ ‬للأب”‭. ‬

التوأم

وفي‭ ‬حال‭ ‬قصة‭ ‬التوأم‭ ‬المنتشرة‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬فإن‭ ‬والدة‭ ‬الجنينين‭ ‬المتوفين‭ ‬دخلت‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية،‭ ‬وكانت‭ ‬بالأسبوع‭ ‬22‭ ‬من‭ ‬الحمل‭ (‬بداية‭ ‬الشهر‭ ‬السادس‭).‬

إضاءة‭  ‬

وعن‭ ‬العقوبة‭ ‬المذكورة‭ ‬بالقانون‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬بقصة‭ ‬التوأم،‭ ‬أفادت‭ ‬المحامية‭ ‬سهى‭ ‬الخزرجي‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬بأن‭ ‬المادة‭ ‬342‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬تنص‭ ‬على‭: ‬“يعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬أو‭ ‬بالغرامة‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬بخطئه‭ ‬في‭ ‬موت‭ ‬شخص‭. ‬وتكون‭ ‬العقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬إذا‭ ‬وقعت‭ ‬الجريمة‭ ‬نتيجة‭ ‬إخلال‭ ‬الجاني‭ ‬بما‭ ‬تفرضه‭ ‬عليه‭ ‬أصول‭ ‬وظيفته‭ ‬أو‭ ‬مهنته‭ ‬أو‭ ‬حرفته‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬سكر‭ ‬أو‭ ‬تخدير‭ ‬عند‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬أو‭ ‬نكل‭ ‬حينذ‭ ‬عن‭ ‬مساعدة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬استطاعته‭ ‬ذلك‭ (...)‬”‭.‬

وذكرت‭ ‬المحامية‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ارتكب‭ ‬بحق‭ ‬التوأم‭ ‬يعتبر‭ ‬خطأ‭ ‬طبيا‭ ‬جسيما‭ ‬وفادحا،‭ ‬مشيرة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬المسؤول‭ ‬والمتواجد‭ ‬وقت‭ ‬الحادث‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬دراية‭ ‬وحذرا‭ ‬باتخاذ‭ ‬كافة‭ ‬الفحوصات‭ ‬اللازمة‭ ‬الطبية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والمختبرية،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬نتيجة‭ ‬الفحوص‭ ‬والتحاليل‭.‬

والمقصود‭ ‬بفترة‭ ‬الحبس‭ ‬ألا‭ ‬يقل‭ ‬حده‭ ‬الأدنى‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬ولا‭ ‬يزيد‭ ‬حده‭ ‬الأقصى‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭.‬

والمقصود‭ ‬بالغرامة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تنقص‭ ‬عن‭ ‬دينار‭ ‬ولا‭ ‬يزيد‭ ‬حدها‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬الجنايات‭ ‬على‭ ‬1000‭ ‬دينار،‭ ‬وفي‭ ‬الجنح‭ ‬على‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الإخلال‭ ‬بالحدود‭ ‬التي‭ ‬يبينها‭ ‬القانون‭ ‬لكل‭ ‬جريمة‭.‬