سفير سياسي أم مبعوث إرهاب

| بدور عدنان

في‭ ‬خطوة‭ ‬تعمدت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬طهران‭ ‬استفزاز‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وتحدي‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬أعلن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تعيين‭ ‬سفير‭ ‬لطهران‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الحوثي‭ ‬غير‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دولياً،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتعيين‭ ‬حسن‭ ‬إيرلو‭ ‬سفيراً‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭ ‬له‭ ‬مطلق‭ ‬الصلاحيات‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬طهران‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬أية‭ ‬صفة‭ ‬شرعية‭ ‬اليوم‭ ‬كون‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بمليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬كممثل‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬والشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬يصفهم‭ ‬بأنهم‭ ‬انقلابيون‭ ‬وطالبهم‭ ‬بتسليم‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬قاموا‭ ‬بالاستيلاء‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التيقن‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬طهران‭ ‬للإرهاب‭ ‬ورعايتها‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬الفعل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬أثبتته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قرارها‭ ‬هذا‭.‬

ففي‭ ‬حين‭ ‬سحبت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بعثاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وغادر‭ ‬سفراؤها‭ ‬وممثلوها‭ ‬صنعاء،‭ ‬نرى‭ ‬طهران‭ ‬وحيدة‭ ‬تهرب‭ ‬مبعوثها‭ ‬لليمن،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬شرحها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬دعمها‭ ‬الإرهاب‭ ‬الحوثي،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬الاستدلال‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلفية‭ ‬المبعوث‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬طهران‭ ‬ليمثلها‭ ‬في‭ ‬صنعاء،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬حسن‭ ‬إيرلو‭ ‬وهو‭ ‬السفير‭ ‬المعين‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬عنه‭ ‬قط‭ ‬اشتغاله‭ ‬بالسلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬بل‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬اشتهر‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬علاقته‭ ‬بفيلق‭ ‬القدس،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬إيرلو‭ ‬بتدريب‭ ‬الإرهابيين‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن،‭ ‬هنا‭ ‬تتضح‭ ‬الصورة‭ ‬والغاية‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬لها‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬تعيين‭ ‬سفير‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬فالتنسيق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬دعم‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬الغاية‭ ‬التي‭ ‬تنشدها‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التعيين‭. ‬

بذل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬جهوداً‭ ‬كبيرة‭ ‬لإتمام‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬خطوة‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬عكرت‭ ‬فرحتها‭ ‬طهران‭ ‬مجدداً‭ ‬بهذا‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬قرب‭ ‬تصعيد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنسيق‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬له‭ ‬بواسطة‭ ‬حسن‭ ‬إيرلو‭ ‬في‭ ‬الغد‭ ‬القريب،‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬اليوم‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬فالدعم‭ ‬السافر‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬طهران‭ ‬لمليشيا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الحوثي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التغاضي‭ ‬والتغافل‭ ‬عنه،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيؤدي‭ ‬لاستفحال‭ ‬وتفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬