بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وسوء إدارة البلاد

صحف حكومية إيرانية تحذر النظام من “احتجاجات كبيرة”

| واشنطن ـ وكالات

حذرت‭ ‬صحف‭ ‬إيرانية‭ ‬يديرها‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬“احتجاجات‭ ‬كبيرة”‭ ‬و”اضطرابات”‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وطريقة‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭.‬

وأورد‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ (‬أن‭ ‬سي‭ ‬آر‭ ‬أي‭) ‬بعض‭ ‬المقالات‭ ‬لصحف‭ ‬مدارة‭ ‬بواسطة‭ ‬الدولة‭ ‬توجه‭ ‬انتقادات‭ ‬حادة‭ ‬للحكومة‭ ‬والرئيس‭ ‬الإيراني،‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬صحيفة‭ ‬“أرمان”‭ ‬الحكومية‭: ‬“الناس‭ ‬ليسوا‭ ‬راضين‭. ‬تعود‭ ‬مشاكل‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اتصال‭ ‬بالعالم‭ ‬الخارجي‭. ‬مشاكلنا‭ ‬حدثت‭ ‬لأننا‭ ‬فقدنا‭ ‬الاتصال‭ ‬بالنظام‭ ‬الدولي‭. ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ (‬المسؤولين‭) ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬أننا‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬نفس‭ ‬القارب،‭ ‬وأنهم‭ ‬يواصلون‭ ‬استهداف‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض”‭.‬

ومع‭ ‬انتهاء‭ ‬حظر‭ ‬التسلح‭ ‬الدولي‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬تباهى‭ ‬مسؤولون‭ ‬إيرانيون‭ ‬بالخطوة،‭ ‬وقال‭ ‬روحاني،‭ ‬إن‭ ‬الشعب‭ ‬سيكون‭ ‬سعيدا‭.‬

لكن‭ ‬صحيفة‭ ‬“اعتماد”‭ ‬الحكومية،‭ ‬كتبت‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها‭: ‬“خلافا‭ ‬لرأي‭ ‬الرئيس،‭ ‬فإن‭ ‬نبأ‭ ‬رفع‭ ‬الحظر‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬ليس‭ ‬خبرا‭ ‬جيدا‭ ‬للجمهور،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬قوبل‭ ‬بانتقادات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي”‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬“جهان‭ ‬صنعت”‭ ‬الحكومية‭ ‬أن‭ ‬“إعلان‭ ‬روحاني‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لانتهاء‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة،‭ ‬ستكون‭ ‬إيران‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬الأسلحة‭ ‬ليس‭ ‬خبرا‭ ‬جيدا‭ ‬للناس،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الحالي‭ ‬لإيران‭ ‬ووسط‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا”‭. ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬“يستمع‭ ‬إلى‭ ‬صرخات‭ ‬وشكاوى‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬إدارته”‭.‬

وقد‭ ‬استبعد‭ ‬محللون‭ ‬ومتابعون‭ ‬للشأن‭ ‬الإيراني‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬الأسلحة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحظر،‭ ‬وقالوا،‭ ‬وفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬“راديو‭ ‬فري‭ ‬يوروب‭/‬راديو‭ ‬ليبرتي”،‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬الساحقة‭.‬

وكانت‭ ‬واشنطن‭ ‬قد‭ ‬تعهدت‭ ‬بتعزيز‭ ‬ضغوطها‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬لخفض‭ ‬مصادر‭ ‬تمويلها،‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬ترسانتها‭ ‬العسكرية،‭ ‬محذرة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬حظر‭ ‬السلاح‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬فيه‭ ‬تهديد‭ ‬للأمن‭ ‬العالمي‭.‬

وفي‭ ‬مقال‭ ‬آخر،‭ ‬حذرت‭ ‬“جهان‭ ‬صنعت”‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬اندلاع‭ ‬احتجاجات‭ ‬كبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬المشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭: ‬“مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وإفراغ‭ ‬خزينة‭ ‬الحكومة‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬الريال‭ ‬والدولار،‭ ‬وعدم‭ ‬كفاية‭ ‬تخصيص‭ ‬الموارد‭ ‬لمختلف‭ ‬الفئات،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي”‭.‬

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬حمدلي‭ ‬اليومية،‭ ‬حذر‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فرشاد‭ ‬مؤمني،‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬خطيرة،‭ ‬وقال‭: ‬“تتعرض‭ ‬بلادنا‭ ‬لظاهرة‭ ‬بالغة‭ ‬الخطورة‭ ‬نتيجة‭ ‬الإهمال‭ ‬ونقص‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صنع‭ ‬السياسات‭ ‬وتخصيص‭ ‬الموارد‭. ‬لذلك،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنجذب‭ ‬أذهان‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الفقر،‭ ‬مثل‭ ‬البؤس‭. ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بصدق،‭ ‬فمن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬نتعرض‭ ‬لاضطرابات‭ ‬وأعمال‭ ‬شغب‭ ‬وأزمات‭ ‬خطيرة‭ ‬للغاية”‭.‬

ويكافح‭ ‬الإيرانيون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬لقمة‭ ‬عيشهم‭ ‬اليومية،‭ ‬حيث‭ ‬تعصف‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وصدمة‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬وسوء‭ ‬الإدارة‭ ‬باقتصاد‭ ‬البلاد‭.‬

ونقلت‭ ‬شبكة‭ ‬“رووداو”‭ ‬الكردية‭ ‬العراقية،‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬إيران‭ ‬الإحصائي،‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬تضخم‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بنسبة‭ ‬26‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬صيف‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

وأصبح‭ ‬الإيرانيون‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الضروريات‭ ‬اليومية،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬حسبما‭ ‬تقول‭ ‬“رووداو”‭.‬

وتكثف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬جديدة‭ ‬عليها،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري،‭ ‬بهدف‭ ‬تخلي‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬والباليستي،‭ ‬وتوقفها‭ ‬عن‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬عبر‭ ‬إمدادها‭ ‬المادي‭ ‬والعسكري‭ ‬لميليشيات‭ ‬تتدخل‭ ‬بشؤون‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

وتقول‭ ‬وزارة‭ ‬الخزانة‭ ‬الأميركية‭ ‬إن‭ ‬العقوبات‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬لتخصيص‭ ‬سلع‭ ‬زراعية‭ ‬أساسية‭ ‬أو‭ ‬أغذية‭ ‬أو‭ ‬أدوية‭ ‬أو‭ ‬أجهزة‭ ‬طبية‭ ‬لإيران،‭ ‬مضيفة‭ ‬أنها‭ ‬تدرك‭ ‬حاجة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬للسلع‭ ‬الإنسانية‭.‬