مبدأ البحرين قائم على الاندماج لا على المواجهة والعداء

الزياني: كورونا تدفعنا إلى زيادة التواصل وبناء شبكات أقوى للتعاون

| المنامة - وزارة الخارجية

شارك‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المرئي‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭ ‬البرازيلي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬برعاية‭ ‬وحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلي‭ ‬جائير‭ ‬بولسونارو‭ ‬ومشاركة‭ ‬وفود‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬وغرف‭ ‬التجارة‭ ‬العربية،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭.‬

وألقى‭ ‬الوزير‭ ‬كلمة‭ ‬أعرب‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬التقدير‭ ‬لرئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬البرازيل‭ ‬جائير‭ ‬بولسونارو؛‭ ‬لتنظيم‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المهم‭ ‬لتعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وجمهورية‭ ‬البرازيل،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الدولية‭ ‬الطارئة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

ولفت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬‮١٩‬‭ ‬قد‭ ‬غيرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمعتقدات،‭ ‬وتركت‭ ‬تأثيرات‭ ‬عديدة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وثقافية،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬فعلا‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للجائحة،‭ ‬والتدابير‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لاحتواء‭ ‬الفيروس‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭ ‬وسلامتهم،‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬ملموسا‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬قادمة‭.‬

وأشار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬عززت‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثابتة‭ ‬لدينا،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬لنا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬الحقيقي‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬هما‭ ‬الطريق‭ ‬الوحيدة‭ ‬والأفضل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع”،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الازدهار‭ ‬المشترك‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬المشتركة‭ ‬والاعتماد‭ ‬المتبادل‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأكثر‭ ‬ديمومة‭ ‬للسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬فبينما‭ ‬تسعى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬الخطيرة،‭ ‬فإن‭ ‬التعاون‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬يكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تتجاوز‭ ‬بكثير‭ ‬أي‭ ‬صفقة‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬قطاع‭ ‬محدد،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬سيكون‭ ‬المحرك‭ ‬الأساسي‭ ‬والدافع‭ ‬للانتعاش‭ ‬العالمي‭ ‬المنشود،‭ ‬وبناء‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬النماء‭ ‬والثقة‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لبلداننا‭ ‬وشعوبها‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬والأمل‭.‬

وأكد‭ ‬الزياني‭ ‬أن‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوار‭ ‬والتعاون‭ ‬والمشاركة‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭  ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬والثقة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والتعاون‭ ‬البناء‭ ‬بينهم،‭ ‬فقد‭ ‬استمرت‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬كيفية‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسة،‭ ‬وآخرها‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬الإعلان‭ ‬التاريخي‭ ‬لدعم‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والتوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقات‭ ‬تنظم‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭.‬

وأشار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأنها‭ ‬قامت‭ ‬باتخاذ‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬واقع‭ ‬جديد‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬وليس‭ ‬المواجهة،‭ ‬وعلى‭ ‬الاندماج‭ ‬معا‭ ‬وليس‭ ‬العداء،‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والوئام‭ ‬والتعايش؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬زخما‭ ‬جديدا‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬عصف‭ ‬بالمنطقة‭ ‬لعقود‭ ‬عديدة،‭ ‬ويفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬لجميع‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الطموح‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬فرصًا‭ ‬جديدة‭ ‬لزيادة‭ ‬النشاط‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولتسخير‭ ‬إمكانات‭ ‬شبابنا‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬الدائم‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وأكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬ثقته‭ ‬بأن‭ ‬الشركات‭ ‬العربية‭ ‬والبرازيلية‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الراغبين‭ ‬والحريصين‭ ‬على‭ ‬اغتنام‭ ‬هذه‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬أجواء‭ ‬السلم‭ ‬والاستقرار،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الكامل‭ ‬لهذا‭ ‬التوجه‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬‮١٩‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬الطارئة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬زيادة‭ ‬التواصل‭ ‬وبناء‭ ‬شبكات‭ ‬أقوى‭ ‬للتعاون‭ ‬وإتاحة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬والشركات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تدعم‭ ‬كافة‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التضامن‭ ‬العالمي‭ ‬وتوحيد‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانات‭ ‬لمواجهة‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭.‬