لعوامل اقتصادية متراكمة وجائحة “كورونا” فاقمت الانخفاض

10 % تراجع الطلب على الأسمنت والأسعار مستقرة

| علي الفردان

قال‭ ‬مسؤولون‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬مواد‭ ‬بناء‭ ‬“إن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الأسمنت‭ ‬شهد‭ ‬انخفاضا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬بنحو‭ ‬10‭ % ‬وذلك‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتي‭ ‬فاقمتها‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستقرة‭ ‬والأسعار‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬مستواها‭ ‬السابق”‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬التجزئة،‭ ‬فإن‭ ‬مصنعي‭ ‬الطابوق‭ ‬والخرسانة‭ ‬يواجهون‭ ‬منافسة‭ ‬شرسة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وفرة‭ ‬المعروض،‭ ‬ما‭ ‬أجبر‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬تخفيض‭ ‬الأسعار‭ ‬بصورة‭ ‬نسبية‭ ‬ومتفاوتة‭ ‬وسط‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬للسيولة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭.‬

ويقول‭ ‬مدير‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للأسمنت‭ ‬فيصل‭ ‬شهاب‭ ‬“إنه‭ ‬يقدر‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الأسمنت‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بنحو‭ ‬10‭ % ‬تقريبا”‭.‬

وأوضح‭ ‬شهاب‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمنت‭ ‬مستقرة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الجملة‭ ‬ولم‭ ‬يطرأ‭ ‬عليها‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬رغم‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬التأثر‭ ‬بجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كبقية‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الضيافة‭ ‬والسياحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمنت‭ ‬السائب‭ ‬للطن،‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬توريده‭ ‬لشركات‭ ‬المصنع‭ ‬لمنتجات‭ ‬الخرسانة‭ ‬والطابوق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الأسمنتية،‭ ‬يتراوح‭ ‬حاليا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬26‭ ‬إلى‭ ‬28‭ ‬دينارا‭ ‬للطن‭ ‬الواحد‭.‬

وبخصوص‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬التراجع،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬–‭ ‬19‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس،‭ ‬أوضح‭ ‬شهاب‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بأسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬أسعار‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬و‭ ‬45‭ ‬دولارا‭ ‬لبرميل‭ ‬النفط،‭ ‬ستظل‭ ‬هناك‭ ‬ضغوطات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬ميزانيات‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وأن‭ ‬المشروعات‭ ‬الجديدة‭ ‬القادمة‭ ‬ستعطي‭ ‬تصورا‭ ‬أفضل‭ ‬بخصوص‭ ‬مستوى‭ ‬الطلب‭.‬

وتابع‭ ‬بالقول‭ ‬“إن‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬كان‭ ‬مفاجئا‭ ‬للجميع،‭ ‬مشيدا‭ ‬بدور‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬مساعدة‭ ‬كبيرة‭ ‬للقطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬ولمصانع‭ ‬الأسمنت،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬دفع‭ ‬أجور‭ ‬البحرينيين‭ ‬وإعفاء‭ ‬من‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رسوم‭ ‬الأراضي‭ ‬الصناعية‭ ‬والتي‭ ‬تركت‭ ‬أثرا‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬وتحملها‭ ‬لتداعيات‭ ‬الجائحة”‭.‬

وتنتج‭ ‬المصانع‭ ‬المحلية‭ ‬أغلب‭ ‬احتياجات‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬الاسمنت،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬استيراد‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬إذ‭ ‬يقدر‭ ‬استهلاك‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬الأسمنت‭ ‬سنويا‭ ‬قرابة‭ ‬مليوني‭ ‬طن،‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬التراجع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬الطلب،‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬أسعار‭ ‬الخرسانة‭ ‬بالتراجع‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬العامين‭ ‬وذلك‭ ‬بفعل‭ ‬تغييرات‭ ‬تشريعية‭ ‬جديدة‭ ‬شملت‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الكهرباء‭ ‬وفرض‭ ‬رسوم‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬على‭ ‬المباني‭ ‬الجديدة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قلل‭ ‬من‭ ‬شهية‭ ‬المستثمرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬المباني‭ ‬الموجهة‭ ‬خصوصا‭ ‬للأجانب‭.‬