هدد بفرض عقوبات على من يبيع أو يشتري أسحلة من طهران

بومبيو يحذر إيران من انتهاك الحظر الأممي على الأسلحة

| واشنطن ـ وكالات

ذكر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬أسلحة‭ ‬لإيران‭ ‬ستؤدي‭ ‬الى‭ ‬عقوبات،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬اكدت‭ ‬طهران‭ ‬أنّ‭ ‬حظر‭ ‬شراء‭ ‬وبيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬عليها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رُفِع‭ ‬“تلقائيّاً”‭.‬

وقال‭ ‬بومبيو‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬“الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مستعدة‭ ‬لاستخدام‭ ‬سلطاتها‭ ‬الوطنية‭ ‬لفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬أو‭ ‬كيان‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬إمداد‭ ‬وبيع‭ ‬ونقل‭ ‬أسلحة‭ ‬تقليدية‭ ‬الى‭ ‬ايران”‭.‬

وأردف‭ ‬الوزير‭ ‬الأميركي‭: ‬“يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وتدعم‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أن‭ ‬تمتنع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬صفقات‭ ‬أسلحة‭ ‬مع‭ ‬إيران”‭.‬

واستطرد‭ ‬أنه‭ ‬“على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية،‭ ‬امتنعت‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬أسلحة‭ ‬لإيران‭ ‬بموجب‭ ‬إجراءات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المختلفة‭. ‬وأي‭ ‬دولة‭ ‬تتحدى‭ ‬الآن‭ ‬هذا‭ ‬الحظر‭ ‬ستختار‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬تأجيج‭ ‬الصراع‭ ‬والتوتر‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والأمن”‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬قرار‭ ‬الحظر‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬لإيران‭ ‬تدريجيا‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬أكتوبر،‭ ‬بموجب‭ ‬أحكام‭ ‬قرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والقوى‭ ‬العالمية‭.‬

وأشادت‭ ‬طهران،‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬الآن‭ ‬شراء‭ ‬أسلحة‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬بانتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬القرار‭ ‬باعتباره‭ ‬انتصارا‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬على‭ ‬عدوها‭ ‬اللدود‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬حاولت‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تجميد‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬لمبيعات‭ ‬الأسلحة‭.‬

سحب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي،‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬وبدأ‭ ‬من‭ -‬جانب‭ ‬واحد‭- ‬إعادة‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران‭.‬

 

ـ‭ ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬إيران‭ ‬فعلا‭ ‬شراء‭ ‬الأسلحة؟

الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬تشكك‭ ‬في‭ ‬تمكن‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬تعاملات‭ ‬لبيع‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬السلاح،‭ ‬نظرا‭ ‬للعراقيل‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬ستحول‭ ‬دون‭ ‬ذلك،‭ ‬بسبب‭ ‬إعادة‭ ‬واشنطن‭ ‬كافة‭ ‬العقوبات‭ ‬الأممية‭.‬

وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني،‭ ‬حسن‭ ‬روحاني،‭ ‬قد‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬تصريحات،‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي،‭ ‬مهنئًا‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بإنهاء‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة،‭ ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬“تستطيع‭ ‬شراء‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬تريد‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬وقت”‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تشكو‭ ‬فيه‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬عملتها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وزيادة‭ ‬الغلاء‭ ‬والتضخم‭ ‬والأزمات‭ ‬المعيشية‭.‬

وبينما‭ ‬يزعم‭ ‬مسؤولو‭ ‬النظام‭ ‬الايراني‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬تعرقل‭ ‬حتى‭ ‬شراء‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المواطنون‭ ‬الإيرانيون‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعفائها‭ ‬من‭ ‬العقوبات،‭ ‬وصف‭ ‬روحاني‭ ‬موعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬بأنه‭ ‬“‭ ‬يوم‭ ‬وطني”‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬ذكرت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬إيرانية‭ ‬أن‭ ‬حسين‭ ‬دهقان،‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السابق‭ ‬والمستشار‭ ‬العسكري‭ ‬للمرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬الايراني،‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬قد‭ ‬قدم‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬إيران‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الروس‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭.‬

وذكرت‭ ‬وكالة‭ ‬“تسنيم”‭ ‬التابعة‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬أن‭ ‬القائمة‭ ‬تشمل‭ ‬صواريخ‭ ‬مضادة‭ ‬للغواصات‭ ‬وسفناً‭ ‬برمائية‭ ‬وطائرات‭ ‬مقاتلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬سوخوي‭ ‬35‭ ‬ودبابات‭ ‬قتالية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬T-90‭.‬

لكن‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬الضغط‭ ‬القصوى‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬تعهدت‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬بمنع‭ ‬تدفق‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬الذي‭ ‬تعتبره‭ ‬واشنطن‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬داعمة‭ ‬للإرهاب‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬والأبحاث‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬أنه‭ ‬“من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬صفقات‭ ‬أسلحة‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬نظرا‭ ‬للمخاطر‭ ‬التي‭ ‬ستنجم‭ ‬عن‭ ‬ذلك”‭.‬

وحث‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬له‭ ‬السبت،‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“تنظر‭ ‬بعناية‭ ‬إلى‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬مع‭ ‬انتهاء‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة”‭.‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬“بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬الغربي‭ ‬المستمر‭ ‬للشركاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬والتوافق‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬انتهاء‭ ‬الحظر‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير”‭.‬

ورأى‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬“الطريقة‭ ‬البراغماتية‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جانبية‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬بشأن‭ ‬توقيت‭ ‬ونطاق‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬بطرق‭ ‬تمنع‭ ‬تصاعد‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭.‬