حوادث كثيرة ومرتفعات قليلة وغياب اللوحات الإرشادية

جبلة حبشي.. قرية الشوارع الضيقة

| إبراهيم النهام | تصوير خليل إبراهيم

وقف‭ ‬مندوب‭ ‬“البلاد”‭ ‬بزيارة‭ ‬قرية‭ ‬جبلة‭ ‬حبشي،‭ ‬بمعية‭ ‬الناشط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حسين‭ ‬حمادة،‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬أهالي‭ ‬القرية‭ ‬يوميا؛‭ ‬بسبب‭ ‬التزايد‭ ‬المطرد‭ ‬لعدد‭ ‬السكان‭ ‬والسيارات،‭ ‬يقابله‭ ‬بنيته‭ ‬تحتيه‭ ‬قديمة‭ ‬ومتردية،‭ ‬وشوارع‭ ‬متشابكة،‭ ‬تتحول‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لساحات‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬السائقين‭.‬

وترتكز‭ ‬الإشكالية‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬ضيق‭ ‬الشوارع،‭ ‬ودخول‭ ‬أطراف‭ ‬المساكن‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الأبواب‭ ‬الرئيسة‭ ‬للبيوت‭ ‬تطل‭ ‬مباشرة‭ ‬عليها،‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬ارتداد،‭ ‬وبشكل‭ ‬يمثل‭ ‬خطورة‭ ‬بالغة‭ ‬على‭ ‬أهاليها،‭ ‬خصوصا‭ ‬الأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭. ‬والبداية،‭ ‬كانت‭ ‬للشارع‭ ‬الملاصق‭ ‬لمسجد‭ ‬الشيخ‭ ‬خليف‭ ‬بمجمع‭ ‬431،‭ ‬وهو‭ ‬شارع‭ ‬تنقل‭ ‬عدسة‭ ‬“البلاد”‭ ‬صوره‭ ‬لقرائها،‭ ‬غير‭ ‬مسفلت،‭ ‬ووعر،‭ ‬تتناثر‭ ‬على‭ ‬أطرافه‭ ‬مخلفات‭ ‬الخردة‭ ‬والبناء‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬البلاغات‭ ‬المستمرة‭ ‬للبلدية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬من‭ ‬افتقاد‭ ‬للسفلته‭ ‬والإنارة‭ ‬والرصف‭ ‬وإزالة‭ ‬المخلفات،‭ ‬فلماذا؟

هنالك‭ ‬أيضا‭ ‬دخل‭ ‬القرية،‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬313‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬دوار‭ ‬عبدالكريم،‭ ‬والذي‭ ‬يتلاقى‭ ‬مع‭ ‬الشارع‭ ‬المفضي‭ ‬للقرية،‭ ‬حيث‭ ‬يحتاج‭ ‬كليهما‭ ‬إلى‭ ‬مرتفعات‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬السيارات‭ ‬المندفعة،‭ ‬وتحمي‭ ‬المشاة‭ ‬بذات‭ ‬الوقت،‭ ‬فالإشكالية‭ - ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬بالذكر‭ ‬بهذه‭ ‬النقطة‭ - ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬جبلة‭ ‬حبشي،‭ ‬هي‭ ‬ضيقها‭ ‬وتداخلها‭ ‬وتشابكها‭ ‬بشكل‭ ‬أقرب‭ ‬للفوضوي‭.‬

الشارع‭ ‬المذكور،‭ ‬بحاجة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬مرايات‭ ‬عاكسة‭ ‬تبين‭ ‬للسائقين‭ ‬الوضع‭ ‬بالطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬ومن‭ ‬كلا‭ ‬الجهتين،‭ ‬وتزايد‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬عند‭ ‬مسجد‭ ‬المقام‭ ‬تحديدا،‭ ‬لهو‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الإضافات‭ ‬كلها‭.‬

ومن‭ ‬أكثر‭ ‬النقاط‭ ‬خطورة،‭ ‬الشارع‭ ‬3308،‭ ‬والذي‭ ‬يمتد‭ ‬بشكل‭ ‬متعرج‭ ‬وضيق‭ ‬بين‭ ‬البيوت،‭ ‬ويختنق‭ ‬بالسيارات‭ ‬المركونة‭ ‬والقادمة‭ ‬من‭ ‬الجهتين‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأوقات،‭ ‬تسببت‭ ‬بوقوع‭ ‬حوادث‭ ‬متعددة‭ ‬ضحيتها‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬القرية‭.‬

وبالرغم‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الشكاوى‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأهالي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي،‭ ‬فالشارع‭ ‬وببساطة‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬وعاجلة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬المرتفعات‭ ‬وتعديلها‭ ‬وصباغتها،‭ ‬ووضع‭ ‬اللافتات‭ ‬الإرشادية،‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬للحل‭.‬

وفي‭ ‬تقاطع‭ ‬آخر‭ ‬يربط‭ ‬المنطقة‭ ‬الجديدة‭ ‬بثلاثة‭ ‬شوارع‭ ‬أخرى،‭ ‬رصدت‭ ‬عدسة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الحالة‭ ‬الفوضوية‭ ‬للسيارات‭ ‬وهي‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬متضادة‭ ‬ومتعرجة‭ ‬وبشكل‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجري؟

شارع‭ ‬آخر‭ ‬باتجاه‭ ‬واحد،‭ ‬يوصل‭ ‬السيارات‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬الرئيسي‭ ‬المفضي‭ ‬إلى‭ ‬دوار‭ ‬القدم‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬القرية،‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬عكس‭ ‬مساره،‭ ‬والسبب‭ ‬أن‭ ‬نهايته‭ ‬بالشكل‭ ‬الحالي،‭ ‬تكون‭ ‬مستوره‭ ‬بالجدران‭ ‬من‭ ‬الجهتين‭ ‬وبغياب‭ ‬رؤية‭ ‬شبه‭ ‬كامل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬خروج‭ ‬السيارات‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬الآخر‭ ‬داخل‭ ‬القرية،‭ ‬بأنه‭ ‬إمر‭ ‬أقرب‭ ‬للانتحار‭.‬

كما‭ ‬يأخذ‭ ‬الشارع‭ ‬رقم‭ ‬3363‭ ‬أربعة‭ ‬اتجاهات‭ ‬مختلفة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مرتفعات‭ ‬أو‭ ‬لوحات‭ ‬الوقوف‭ ‬أو‭ ‬صبغ‭ ‬الأرصفة،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬تأهليها‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قام‭ ‬مندوب‭ ‬الصحيفة‭ ‬بزيارة‭ ‬المجمع‭ ‬السكني‭ ‬435‭ ‬والذي‭ ‬يفتقد‭ ‬شبكة‭ ‬المجاري‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬تقريبا،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تكدس‭ ‬المنازل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬فيه،‭ ‬وعليه‭ ‬يضطر‭ ‬الأهالي‭ ‬لتأجير‭ ‬شاحنات‭ ‬سحب‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬حسابهم‭ ‬الخاص‭ ‬بشكل‭ ‬أسبوعي‭ ‬تقريبا،‭ ‬وتزداد‭ ‬القضية‭ ‬صعوبة‭ ‬مع‭ ‬الساكنين‭ ‬بالشقق،‭ ‬حيث‭ ‬يحتاجون‭ ‬لذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭. ‬أعانهم‭ ‬الله‭.‬

أثناء‭ ‬الجولة،‭ ‬مررنا‭ ‬مصادفة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬شاحنة‭ ‬تسحب‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬قريبة،‭ ‬وكانت‭ ‬الرائحة‭ ‬المنبعثة‭ ‬مقززة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬أغرقت‭ ‬فيها‭ ‬المكان‭.‬