الاستحقاق والأفضلية.. عقدة قديمة لازمت المسارح الأهلية

يعقوب يوسف لـ “البلاد”: لا مخصصات للاتحاد ونعقد الاجتماعات في المقاهي

| أسامة الماجد

لدى‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬المؤثرين‭ ‬حب‭ ‬الزعامة‭ ‬والمصلحة‭ ‬الشخصية هناك‭ ‬قلة‭ ‬وعي‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المسرحي‭ ‬بأهمية‭ ‬الاتحاد هل‭ ‬المسرح‭ ‬ضمن‭ ‬خارطة‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين؟ نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لوضع‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬للمسرح دور‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المطربين‭ ‬أصبح‭ ‬هامشيا

 

قال‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬يعقوب‭ ‬يوسف‭  ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭: ‬“إن‭ ‬الاتحاد‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬مستحقاته‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬أسوة‭ ‬بالجمعيات‭ ‬والمسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬الأخرى،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬للاتحاد‭ ‬مقر‭ ‬مجهز‭ ‬بأبسط‭ ‬متطلبات‭ ‬العمل‭ ‬الإداري،‭ ‬ولهذا‭ ‬فهم‭ ‬يقيمون‭ ‬اجتماعاتهم‭ ‬وأنشطتهم‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬مقار‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المقاهي”‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ذكر‭ ‬يوسف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬والمسرحيين،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬شح‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬قاعات‭ ‬للتدريبات‭ ‬والعروض‭ ‬المسرحية‭ ‬وغيرها‭. ‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬حوار‭ ‬المليء‭ ‬بالصراحة‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬يعقوب‭ ‬يوسف‭:‬

ما‭ ‬إنجازات‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬العام‭ ‬2018؟‭  ‬

سعى‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬لتحقيق‭ ‬بعض‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬كالتنسيق‭ ‬بين‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬واختيار‭ ‬العروض‭ ‬لتمثيل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬الخارجية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية،‭ ‬ومنها‭ ‬مشكلة‭ ‬إخلاء‭ ‬المقار،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬المشكلة‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار؛‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مقار‭ ‬بديلة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬قد‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬المسرحي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بدعم‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للمسرح‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي‭ ‬لدعم‭ ‬المهرجانات‭ ‬المسرحية‭ ‬العربية‭. ‬وأقام‭ ‬الاتحاد‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬بعض‭ ‬الفعاليات‭ ‬المصاحبة‭ ‬كالورش‭ ‬المسرحية‭ ‬والندوات‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬لتاريخ‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬وتزامنت‭ ‬هذه‭ ‬الندوات‭ ‬الفكرية‭ ‬مع‭ ‬احتفال‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمئوية‭ ‬التعليم‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬كتاب‭ ‬قيم‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬نقدية‭ ‬للأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬خلال‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬المسرحي‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬إعداد‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عبدالغني‭ ‬داوود‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬ومحمد‭ ‬سيف‭ ‬من‭ ‬الجمهورية‭ ‬العراقية،‭ ‬وزهراء‭ ‬المنصور‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬

هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬القيم‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يدشن‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬المسرحي‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يقام‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬لكنه‭ ‬وبسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تم‭ ‬تأجيله‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.  ‬الاتحاد‭ ‬أيضا‭ ‬مثل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الفجيرة‭ ‬الدولي‭ ‬للمونودراما‭ ‬بمسرحية‭ ‬“امرأة‭ ‬في‭ ‬الظلام”،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الراحل‭ ‬الفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬بحر‭ ‬وإخراج‭ ‬الفنان‭ ‬حسين‭ ‬عبدعلي‭ ‬وتمثيل‭ ‬الفنانة‭ ‬سودابه‭ ‬خليفة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لذلك‭ ‬وبهدف‭ ‬تشجيع‭ ‬الكتابة‭ ‬المسرحية‭ ‬أقام‭ ‬الاتحاد‭ ‬مسابقة‭ ‬للتأليف‭ ‬المسرحي‭ ‬شارك‭ ‬بها‭ ‬18‭ ‬متسابقا،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أسماء‭ ‬الفائزين‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬وقدمت‭ ‬لهم‭ ‬جوائز‭ ‬مالية‭ ‬تشجيعية‭.‬

رغم‭ ‬ما‭ ‬سعى‭ ‬الاتحاد‭ ‬لإنجازه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وللأمانة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بمستوى‭ ‬الطموح،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬كثيرة‭ ‬وطموحة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬ولو‭ ‬سألتني‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬سأكون‭ ‬صريحا‭ ‬معك‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬سببين،‭ ‬أولهما‭ ‬داخلي‭ ‬وأعني‭ ‬به‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬والفنانين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬قلة‭ ‬وعي‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المسرحي‭ ‬بأهمية‭ ‬الاتحاد‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬وتفعيل‭ ‬الحراك‭ ‬المسرحي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عقد‭ ‬قديمة‭ ‬لازمت‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬بحجة‭ ‬الاستحقاق‭ ‬والأفضلية‭ ‬والذي‭ ‬بسببه‭ - ‬وللأسف‭ - ‬صيغ‭ ‬بند‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬التسعة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬تعيين‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مسرح‭ ‬من‭ ‬المسارح‭ ‬الخمسة‭ ‬وانتخاب‭ ‬بقية‭ ‬الأعضاء‭ ‬الأربعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬ضمان‭ ‬حصول‭ ‬كل‭ ‬مسرح‭ ‬استحقاقاته‭ ‬في‭ ‬المشاركات‭ ‬والفعاليات‭ ‬الخارجية‭. ‬

هذا‭ ‬بالطبع‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬عمل‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لكننا‭ ‬كمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬حاولنا‭ ‬جاهدين‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وذلك‭ ‬بتغيير‭ ‬هذا‭ ‬الاعتقاد،‭ ‬وأن‭ ‬يمثل‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬جميع‭ ‬المسرحيين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وليس‭ ‬الفرقة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬لها‭. ‬الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفنانين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬لا‭ ‬أخفي‭ ‬عليك‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬عقدا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الفني‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين‭ ‬وللأسف‭ ‬المؤثرين‭ ‬والفاعلين‭ ‬منهم‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الزعامة‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬المصلحة‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬النظرة‭ ‬الدونية‭ ‬للآخر‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬أهميته‭ ‬أثرت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬تعطل‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬الاتحاد‭. ‬

السبب‭ ‬الآخر‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬حصول‭ ‬الاتحاد‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬على‭ ‬مستحقاته‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬أسوة‭ ‬بالجمعيات‭ ‬والمسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬الأخرى‭. ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬أخبرك‭ ‬بأننا‭ ‬كاتحاد‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬مقر‭ ‬مجهز‭ ‬بأبسط‭ ‬متطلبات‭ ‬العمل‭ ‬الإداري‭.‬

‭ ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬الماضيتين‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬اجتماعاته‭ ‬وأنشطته‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬مقار‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المقاهي‭. ‬لذلك‭ ‬وبسبب‭ ‬شح‭ ‬الموارد‭ ‬المالية،‭ ‬تعطلت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الطموحة‭ ‬ومن‭ ‬أهمهما‭ ‬مشروع‭ ‬“أرشيف‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأهداف‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ناقشها‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬اجتماعاته‭. ‬

 

كيف‭ ‬ترى‭ ‬دور‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للمسرح‭ ‬ودعم‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي‭ ‬للمسرح‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟

أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للمسرح‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬الداعمة‭ ‬للحراك‭ ‬المسرحي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬الأنشطة‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الهيئة‭ ‬طموحة‭ ‬ومحفزة‭ ‬وتصب‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المهرجانات‭ ‬العربية‭ ‬والورش‭ ‬والمسرحية‭ ‬والفعاليات‭ ‬المتعددة‭ ‬بالإضافة‭ ‬للدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬والفكرية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬والتي‭ ‬تصدرها‭ ‬الهيئة‭. ‬يأتي‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬لشيخ‭ ‬الثقافة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي‭ ‬الذي‭ ‬يولي‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬للثقافة‭ ‬والفن‭ ‬إيمانا‭ ‬منه‭ ‬بأهمية‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ودور‭ ‬المسرح‭ ‬الطليعي‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬العادلة‭ ‬عموما،‭ ‬وقضايا‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬وهمومه‭ ‬خصوصا‭. ‬

 

من‭ ‬أهداف‭ ‬الاتحاد‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الاتحادات‭ ‬المسرحية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬وما‭ ‬الاتحادات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬التعاون‭ ‬معها؟‭  ‬

فعلا،‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الاتحادات‭ ‬المسرحية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬بغرض‭ ‬كسب‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المسرح‭ ‬وتبادل‭ ‬الثقافات‭ ‬والأفكار‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬اهداف‭ ‬الاتحاد،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬الاتحاد‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬المهم‭ ‬نتيجة‭ ‬للأسباب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬شرحها‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وتم‭ ‬تفعيل‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬المسرحية،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب‭. ‬

 

ماذا‭ ‬قدم‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬المسرحي‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية؟

من‭ ‬خلال‭ ‬مهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬المسرحي‭ ‬قدمت‭ ‬الفرق‭ ‬الخمس‭ ‬المشاركة‭ ‬تجارب‭ ‬مسرحية‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬الخاص‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬دون‭ ‬المستوى؛‭ ‬ربما‭ ‬لأنها‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬المسارح‭. ‬أنا‭ ‬متفائل‭ ‬وأعتقد‭ ‬بأن‭ ‬المهرجانات‭ ‬القادمة‭ ‬ستقدم‭ ‬أعمالا‭ ‬أفضل‭.‬

قد‭ ‬يقودنا‭ ‬السؤال‭ ‬لمنحنى‭ ‬آخر‭ ‬وأشمل‭ ‬نطرح‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬بغرض‭ ‬تقييم‭ ‬التجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وتقديم‭ ‬أعمال‭ ‬أفضل،‭ ‬وهي‭ ‬هل‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بمستوى‭ ‬الطموح؟‭ ‬هل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬يحمل‭ ‬هم‭ ‬المسرح؟‭ ‬هل‭ ‬تمارس‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالمسرح؟‭ ‬أين‭ ‬الناقد‭ ‬المسرحي‭ ‬البحريني؟‭ ‬هل‭ ‬المسرح‭ ‬ضمن‭ ‬خارطة‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين؟‭ ‬أين‭ ‬المسرح‭ ‬المدرسي؟‭ ‬وأسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬تحتاج‭ ‬لإجابات‭ ‬ربما‭ ‬نستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تقيم‭ ‬تجاربنا‭ ‬المسرحية‭ ‬ومواكبة‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأقليمي‭ ‬والعالمي‭. ‬

 

مهرجانات‭ ‬الشباب‭ ‬المسرحية‭ ‬تعتبر‭ ‬نقلة‭ ‬ضرورية‭ ‬لمستقبل‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭...‬ما‭ ‬رأيك؟

الشباب‭ ‬هم‭ ‬الفئة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬المسرح‭ ‬هم‭ ‬الوقود‭ ‬الدافع‭ ‬للحراك‭ ‬المسرحي‭. ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬الخطط‭ ‬والمشاريع‭ ‬لتشجيع‭ ‬الشباب‭ ‬وتمكينهم‭ ‬للمسرح‭. ‬المهرجانات‭ ‬الشبابية‭ ‬رغم‭ ‬قلتها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬إحدى‭ ‬المنصات‭ ‬المهمة‭ ‬للشباب؛‭ ‬لإبراز‭ ‬مواهبهم‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬ونقد‭ ‬تجاربهم‭ ‬المسرحية‭. ‬نعتز‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مهرجان‭ ‬للشباب،‭ ‬وهو‭ ‬مهرجان‭  ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للمسرح‭ ‬الشبابي،‭ ‬والذي‭ ‬امتدت‭ ‬دوراته‭ ‬إلى‭ ‬اربع‭ ‬دورات‭ ‬تنافست‭ ‬على‭ ‬جوائزه‭ ‬الأندية‭ ‬والمراكز‭ ‬الشبابية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورات‭ ‬برزت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬الشابة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإخراج‭ ‬والتمثيل‭ ‬وفنيات‭ ‬المسرح‭ ‬المختلفة‭. ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬دعم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬الورش‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬المسرح‭ ‬المختلفة‭ ‬وابتعاثهم‭ ‬لدورات‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬ومشاركة‭ ‬أعمالهم‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬الخارجية‭.  ‬أحد‭ ‬المهرجانات‭ ‬الشبابية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وهو‭ ‬مهرجان‭ ‬مسرح‭ ‬الصواري‭ ‬للشباب‭ ‬الذي‭ ‬امتدت‭ ‬دوراته‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬دورة‭ ‬خلالها‭ ‬قدمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬الشابة‭ ‬وبرز‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬“أي‭ ‬المهرجان”‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مسرح‭ ‬الصواري‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬المتمكنين‭ ‬الذين‭ ‬نعتز‭ ‬بهم،‭ ‬فلقد‭ ‬مثلوا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬وحصدوا‭ ‬جوائز‭ ‬مسرحية‭ ‬متعددة‭. ‬

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الصواري‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬المهم،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الشبابية‭ ‬البحرينية‭.

ما‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬اليوم‭. ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬راض‭ ‬عنه؟

وللأمانة‭ ‬غير‭ ‬راض‭ ‬عما‭ ‬يقدم،‭ ‬لكنني‭ ‬“ولأنني‭ ‬ذو‭ ‬طبع‭ ‬متفائل”‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬سوف‭ ‬تتعزز‭ ‬مكانته‭ ‬وسيواكب‭ ‬المسارح‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لوضع‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬للمسرح،‭ ‬ولدوره‭ ‬الطليعي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭. ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬والمسرحيين‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬شح‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬قاعات‭ ‬للتدريبات‭ ‬والعروض‭ ‬المسرحية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬ابتعاث‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬المسرح‭ ‬المختلفة،‭ ‬وضعف‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المسارح‭ ‬العالمية؛‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬الحديثة‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لوضع‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬لتذليل‭ ‬تلك‭ ‬المعوقات؛‭ ‬لكي‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬مسرح‭ ‬طليعي‭ ‬يقدم‭ ‬الأفضل،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الاتحاد‭.  ‬

 

إن‭ ‬الاتساع‭ ‬التقني‭ ‬للمسرح‭ ‬يقتضي‭ ‬إشباعه‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤلفين،‭ ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بدأت‭ ‬أسماء‭ ‬جديدة‭ ‬تغزو‭ ‬عالم‭ ‬المسرح‭.. ‬ما‭ ‬تعليقك؟

هناك‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬الواعدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التأليف‭ ‬اكتشفنا‭ ‬بعضها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسابقة‭ ‬التأليف‭ ‬المسرحي‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬الاتحاد‭ ‬مؤخرا‭. ‬يبقى‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نزال‭ ‬نعاني‭ ‬قلة‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية؛‭ ‬بسبب‭ ‬توقف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬المسرحيين‭ ‬المهمين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬نصوصهم‭ ‬المسرحية‭ ‬لا‭ ‬تبرز‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬إخراجها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬المردود‭ ‬المالي‭ ‬لتأليف‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية‭. ‬

الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬هو‭ ‬بالأساس‭ ‬مفكر‭ ‬يتطرق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نصوصه‭ ‬المسرحية‭ ‬لمواضيع‭ ‬إنسانية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬مرحلية؛‭ ‬بغرض‭ ‬إبرازها‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬لبعض‭ ‬مشاكلها‭. ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬حاليا‭ ‬نتيجة‭ ‬للاتساع‭ ‬التقني‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬بالصلة‭ ‬للمسرح‭. ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الترفيه‭ ‬والإشباع‭ ‬المؤقت‭ ‬للذات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبراز‭ ‬قضايا‭ ‬مرحلية‭ ‬عامة‭ ‬بشكل‭ ‬كوميدي،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يغوص‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬ولا‭ ‬يناقش‭ ‬أصل‭ ‬القضية‭ ‬المطروحة،‭ ‬ولا‭ ‬يبرز‭ ‬جذورها‭ ‬ولا‭ ‬يعري‭ ‬أسبابها‭. ‬

 

النقد‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬كم‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭.. ‬كيف‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية؟

قد‭ ‬نحتاج‭ ‬لتوضيح‭ ‬أمرين‭ ‬بخصوص‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬أولهما‭ ‬أن‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قليلة،‭ ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬النقاد‭ ‬المسرحيين‭ ‬وضعفا‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬التجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬الحديثة‭. ‬النقد‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الوسائل‭ ‬لتطوير‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفكيك‭ ‬عناصره‭ ‬ودراسة‭ ‬كل‭ ‬شق‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬بشكل‭ ‬موضوعي‭ ‬واع‭.‬

طبعا‭ ‬أنا‭ ‬أقصد‭ ‬النقد‭ ‬الايجابي‭ ‬البناء،‭ ‬وليس‭ ‬النقد‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬يبرز‭ ‬لأغراض‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬مواقف‭ ‬معادية‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬فرقة‭ ‬مسرحية‭ ‬أو‭ ‬شخوص‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭. ‬هناك‭ ‬إشكالات‭ ‬ذكرتها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وهي‭ ‬ضعف‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬توقف‭ ‬ابتعاث‭ ‬مسرحيين‭ ‬لدراسة‭ ‬النقد‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وعدم‭ ‬مواكبة‭ ‬النقاد‭ ‬المسرحيين‭ ‬للتجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬العالمية‭ ‬الحديثة‭. ‬

أمور‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬والتسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬للأسف‭ ‬توقفت‭ ‬الآن‭ ‬وهي‭ ‬الانطباعات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنشر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصحفيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬المهتمين‭ ‬بالمسرح‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصحافة‭ ‬والإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭. ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬أتساءل،‭ ‬أين‭ ‬أولئك‭ ‬الصحفيون‭ ‬والإعلاميون؟‭ ‬وأين‭ ‬صحافتنا‭ ‬وإعلامنا،‭ ‬وما‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬التجارب‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬عموما،‭ ‬والمسرح‭ ‬خصوصا؟

 

نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أنك‭ ‬من‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬الشعبي‭ ‬باعتبارك‭ ‬مؤلفا‭ ‬قدمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النصوص‭.. ‬ما‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬ذلك؟

أنا‭ ‬من‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬عموما‭. ‬أعشق‭ ‬جميع‭ ‬المدارس‭ ‬المسرحية‭ ‬وأحاول‭ ‬متابعتها‭ ‬وأتوقف‭ ‬عند‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العروض‭ ‬تجريبية‭ ‬أو‭ ‬كلاسيكية‭ ‬أو‭ ‬شعبية‭. ‬ربما‭ ‬تستهويني‭ ‬العروض‭ ‬الشعبية‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر؛‭ ‬لأنها‭ ‬تبرز‭ ‬الخصوصية‭ ‬المحلية‭ ‬وتؤطر‭ ‬قضايانا‭ ‬المرحلية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أحاول‭ ‬صياغته‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬أقوم‭ ‬بتأليفها‭. ‬

 

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭.. ‬ما‭ ‬دور‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المطربين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الشباب‭ ‬والأغنية‭ ‬البحرينية؟

قد‭ ‬أجد‭ ‬جوابا‭ ‬لهذا‭ ‬التساؤل‭ ‬لو‭ ‬طرحته‭ ‬عليَّ‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬أو‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬دور‭ ‬الإذاعة‭ ‬أو‭ ‬التلفزيون‭ ‬في‭ ‬لدعم‭ ‬المطربين‭ ‬الشباب‭ ‬والأغنية‭ ‬البحرينية‭ ‬أصبح‭ ‬هامشيا‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬يستطيعون‭ ‬إبراز‭ ‬أعمالهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قنوات‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”‭ ‬المختلفة‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للجوء‭ ‬للقنوات‭ ‬الإعلامية‭. ‬يبقي‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬عما‭ ‬يقدمه‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬غير‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؟‭ ‬أعني‭ ‬بذلك‭ ‬نوع‭ ‬المادة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تقدم،‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب؟‭ ‬هل‭ ‬تواكب‭ ‬العصر‭ ‬الحالي؟‭ ‬هل‭ ‬التجارب‭ ‬الغنائية‭ ‬الحديثة‭ ‬مكملة‭ ‬لما‭ ‬وصلت‭ ‬له‭ ‬التجارب‭ ‬المضيئة‭ ‬السابقة؟‭ ‬الاجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬ستعيد‭ ‬صياغة‭ ‬السؤال‭ ‬ليكون‭ ‬كالتالي‭: ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬توفر‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬أخرى،‭ ‬هل‭ ‬باستطاعة‭ ‬الشباب‭ ‬خصوصا‭ ‬أو‭ ‬المشتغلين‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الغنائي‭ ‬عموما‭ ‬اكتشاف‭ ‬أو‭ ‬إبداع‭ ‬تجارب‭ ‬غنائية‭ ‬مغايرة‭ ‬لما‭ ‬يجتر‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية؟‭ ‬

 

هل‭ ‬تشعر‭ ‬بالرضا‭ ‬تجاه‭ ‬عطائك‭ ‬الموسيقي‭ ‬وأثره‭ ‬على‭ ‬الناس؟

أنا‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الأعمال‭ ‬الموسيقية‭ ‬والغنائية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أعمالي‭ ‬تنوعت‭ ‬وشملت‭ ‬أغاني‭ ‬المسرح‭ ‬بشقيه‭ ‬مسرح‭ ‬الكبار‭ ‬والأطفال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬التلفزيونية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المسلسلات‭ ‬فترة‭ ‬التسعينات‭ ‬وبداية‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭.‬

تنوعت‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬الغنائية‭ ‬في‭ ‬أساليبها‭ ‬بين‭ ‬الأغاني‭ ‬الدرامية‭ ‬والأغاني‭ ‬الحوارية‭ ‬والأغاني‭ ‬الجماعية،‭ ‬وكانت‭ ‬مكملة‭ ‬للمشاهد‭ ‬الدرامية‭ ‬للمسلسلات‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬بها‭. ‬أيضا‭ ‬لي‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬تلحين‭ ‬الأوبريتات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬أعتز‭ ‬بتلك‭ ‬التجارب‭ ‬كما‭ ‬أعتز‭ ‬بتجاربي‭ ‬في‭ ‬الأغنية‭ ‬الفردية،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬الشرف‭ ‬بتلحينها‭ ‬لبعض‭ ‬الفنانين‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬رغم‭ ‬قلتها‭. ‬كما‭ ‬تلاحظ‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اعتبره‭ ‬تجارب،‭ ‬والمجرب‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬زادت‭ ‬كثافة‭ ‬إنتاجه‭ ‬الغنائي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬يصل‭ ‬لمرحلة‭ ‬الرضا‭ ‬الكاملة‭ ‬والإشباع؛‭ ‬لأنه‭ ‬“بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬على‭ ‬الأقل”‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الغنائية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أحتفظ‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الأدراج؛‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬متطلبات‭ ‬إنتاج‭ ‬تلك‭ ‬التجارب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعيد‭ ‬صياغة‭ ‬الجواب،‭ ‬حيث‭ ‬إنني‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬غير‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬لحجر‭ ‬تلك‭ ‬التجارب‭ ‬وبقائها‭ ‬في‭ ‬الأدراج‭.  ‬

 

كيف‭ ‬يفكر‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬تجاوز‭ ‬كورونا؟

‭ ‬التفكير‭ ‬المستقبلي‭ ‬سوف‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬النشاط‭ ‬المسرحي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬الورش‭ ‬والندوات‭ ‬المسرحية‭ ‬المتخصصة‭ ‬بالإضافة‭ ‬لدعم‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭  ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تعاني‭ ‬شح‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الفنانين‭ ‬المسرحيين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬والاتحادات‭ ‬المسرحية‭ ‬الخارجية؛‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬ومواكبة‭ ‬التجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬الحديثة‭.‬