ذكرى وفاة وديع الصافي.. صانع نهضة الأغنية اللبنانية

يدخل صوت الفنان اللبناني وديع الصافي القلب دون استئذان، إذ يحمل بين أحباله الصوتية الطابع الرومانسي الحالم، والوطني الثائر, وفي ذكري رحيله التي تحل اليوم، نستعرض أبرز وأهم محطات وديع الصافي الفنية وسبب وجوده في خانة الخالدين رغم الرحيل.

بحسب موقع العين الاخبارية ولد وديع بشارة يوسف فرنسيس، الشهير باسم "وديع الصافي" في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1921، وسط أسرة مكونة من 8 أشقاء، وأم ربة منزل وأب يعمل موظفا بسيطا في الدرك اللبناني، وعاش طفولة صعبة بسبب الفقر الذي ألقى بظلاله على أسرته.

كان وديع يشعر بأنه خلق للعمل في مجال الفن فقط، فلا يوجد مجال آخر يستوعب طموحه وأحلامه، ومن أجل الحلم تعلم العزف على آلة العود، وطور إمكانياته الفنية.

في عام 1938 بدأ حلمه يتحول لواقع ملموس، حيث قدم أغنية بعنوان "ما مرسل النغم الحنون" وفاز بها بالمركز الأول في المسابقة التي نظمتها الإذاعة اللبنانية في ذلك الوقت.

لعبت الصدفة أيضا دورا مهما في حياة "الصافي" عندما التقي بالشاعر الموهوب أسعد السبعلي، وتلاقت أفكارهما واتفقا معا على تقديم مشروع غنائي بملامح شديدة الخصوصية.

راح الشاعر يكتب أغنيات تناقش مواقف حياتية ورومانسية، ونقلها الصافي بصوته العابر للقلوب ومنها "طل الصباح، تكتك العصفور" عام 1940.

وبذكاء شديد أدرك "صوت الجبل" أن نجوميته لن تكتمل إلا بالسفر للعاصمة المصرية القاهرة، والعمل مع كبار الملحنين مثل عبدالوهاب وبليغ حمدي، وبالفعل سافر إلى مصر عام 1944، وعلى أرضها طرح أغنية رائعة كانت سببا في شهرته في كل أنحاء العالم العربي وهي "عاللوم".

توالت بعد ذلك أعمال وديع الصافي الذي استطاع أن يقدم اللهجة اللبنانية بطريقة سهلة، حتى اعتبره النقاد صانع نهضة الأغنية اللبنانية، لذا حصل على العديد من الأوسمة اعترافا بإسهاماته الفنية البديعة مثل "وسام الأرز برتبة فارس" من الرئيس اللبناني إميل لحود، كما منحه سلطان عمان وساما رفيع المستوى عام 2007.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 2013 انهار "صوت الجبل" وخطفه طائر الموت، ليرحل قديس الأغنية عن عمر ناهز 94 عاما إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية. مات لكنه ترك صوته يملأ الدنيا حتى الآن.