زهيرة: خط الثلث الجلي الأقرب لقلبي
| أسامة الماجد
يقول شيخ الخطاطين في سوريا محمد علي المولوي رحمه الله “إن أهمية الخط ليست مقتصرة على جوانبه الفنية والجمالية فقط، وإنما هناك أهمية قصوى أخرى له، وهي قراءة جزء كبير من تراثنا وآثارنا، وإذا اندثر فن الخط، فإنه قد يصبح مستحيلا قراءة وفهم بعض الآثار”.
كما هو معروف أن الأرض العربية وحضاراتها القديمة الآرامية، السريانية، هي مهد هذا الفن الأصيل، وحتى أواسط القرن الماضي كانت تنتشر في مختلف البلاد العربية المدارس المتخصصة في تعليم أصول هذا الفن ونقله الى الأجيال المتعاقبة، وكان الخط عموما مادة تدخل في المناهج الدراسية، ولها درجاتها التي تحسب ضمن معدلات النجاح والرسوب.
حول هذا الفن الجميل التقت “البلاد” الخطاط حسن زهيرة الذي افتتح مركزا لتعليم فن الخط العربي في “عالي” لتعليم أصوله ونشر ثقافته، باعتبار ان الخط ليس فنا سهلا، وإنما له تقنياته الصناعية والعلمية، فإنه من الصعب أن يستمر من دون تعلم وتدريب.
حدثنا عن مغامرتك في تركيا لدراسة الخط.
كانت مغامرة جميلة درست اللغة التركية وتعرفت على كبار الخطاطين وزرت العديد من المتاحف الخطية.
ماذا عن المعهد الخاص بك، ما الذي تهدف من وراءه؟
مرفأ الفن ..أهدف أن يجمع كل الفنانين من جميع الأطياف في جميع الفنون وهدفي الأول هو تعليم الخط العربي ونشر ثقافته.
الخط المحبب لديك؟
جميع الخطوط أحبها ولكل خط مذاقه الخاص به، ولكن خط الثلث الجلي الأقرب لقلبي.
كيف تفسر الاهتمام المتزايد بالخط العربي هذه الأيام؟
حسن الخط من الفنون الرائعة يشد الذوق إليه ويجعل الناس يقبلون عليه، فكما أن الناس يعشقون الصوت الجميل والأغاريد العذبة تراهم يعشقون الخط الجميل؛ لان الصوت جمال للأذن والخط الجميل جمال للعين.
ما أبرز جماليات الخط العربي؟
جمال الخط العربي في إتقان الحروف بميزانها الصحيح وقبل متى يستحق أن يوصف بالجودة قيل: إذا اعتدلت أقسامه وطالت ألفه ولامه واستقامت سطوره وضاهى صعوده حدوره وتفتحت عيونه ولم تشبه راءه نونه وأشرق قرطاسه ولم تختلف أجناسه وأسرع إلى العين تصوره.
هل تعتقد ان التكنولوجيا أضرت بالخط العربي أعني برامج الكمبيوتر وغيرها؟
التكنولوجيا مثل السكين تماما إذا عرف الخطاط كيفية استخدامها ستساعده بشكل كبير في عمل التراكيب الخطية، ولكن للأسف هناك ما يستخدم هذه التقنية وهو لا يفقه شيء في الخط، فالناتج يكون سيئ للغاية
ما رسالتك؟
ليس هناك أجمل من كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام يقول أكرموا أولادكم بالكتابة، فإنها من أهم الأمور وأعظم السرور، فاحرصوا أن تعلموا أولادكم منذ الصغر هذا الفن الإسلامي الجميل، فإنه من مفاتيح الرزق.