يوم المُعلم العالمي

| عبدعلي الغسرة

احتفلت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬بيوم‭ ‬المعلم‭ ‬العالمي،‭ ‬وقد‭ ‬استقت‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬فضائل‭ ‬التربية‭ ‬وسمو‭ ‬الأخلاق‭ ‬والرفعة‭ ‬الوطنية‭ ‬والإيمان‭ ‬بكل‭ ‬معاني‭ ‬الحياة،‭ ‬ويتوافق‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬مع‭ ‬ذكرى‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬اليونيسكو‭ ‬ومنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬“الاعتراف‭ ‬بحقوق‭ ‬المعلمين‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬وتعديل‭ ‬أوضاعهم”‭.‬

وأكثر‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالمعلمين‭ ‬هو‭ ‬تقديرهم‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بمكانتهم‭ ‬والاهتمام‭ ‬بأوضاعهم‭ ‬الوظيفية‭ ‬والحقوقية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬دورهم‭ ‬التربوي‭ ‬وأدائهم‭ ‬التعليمي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعدادهم‭ ‬وصقل‭ ‬مهنتهم‭ ‬بالتدريب‭ ‬الجاد‭ ‬التقني‭ ‬والإلكتروني‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعليم‭ ‬وتطور‭ ‬أساليبه،‭ ‬وإمداد‭ ‬المدارس‭ ‬بالموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬التعلم‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬فيها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بما‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬المعني‭ ‬بالتعليم‭ ‬للأعوام‭ ‬2015م‭ ‬ــ‭ ‬2030م‭ ‬وهو‭ (‬ضمان‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬المُنصف‭ ‬والشامل‭ ‬للجميع‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬للجميع‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬الإنجازات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬لتعزيز‭ ‬مهنة‭ ‬التعليم‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وسيكون‭ ‬موضوع‭ ‬احتفال‭ ‬2020م‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمعلمين‭ ‬بعنوان‭ (‬المعلمون‭:‬‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬ووضع‭ ‬تصور‭ ‬جديد‭ ‬للمستقبل‭).‬

تتوافق‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬جائحة‭ ‬الكوفيد‭ ‬لتضيف‭ ‬عبئًا‭ ‬آخر‭ ‬ومسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬تتطلب‭ ‬جهدًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقتٍ‭ ‬مضى،‭ ‬كما‭ ‬تتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬لحماية‭ ‬الحق‭ ‬التعليمي‭ ‬للطلبة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الجديدة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬أولا،‭ ‬وثانيًا‭ ‬الالتزام‭ ‬بنظم‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الجديدة‭. ‬إن‭ ‬شعار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يتعلق‭ ‬بأهمية‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬وما‭ ‬حققوه‭ ‬من‭ ‬إسهامات‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬توفير‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشبكات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأبنائهم‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬وسدّ‭ ‬الثغرات‭ ‬التعليمية‭ ‬للذين‭ ‬لن‭ ‬يذهبوا‭ ‬للمدارس،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬التربوي‭ ‬التعليمي‭ ‬التقني‭ ‬ورسم‭ ‬ملامح‭ ‬مستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬ومهنة‭ ‬التعليم‭.‬

باقة‭ ‬ورد‭ ‬عطرة‭ ‬لحملة‭ ‬رسالة‭ ‬العلم،‭ ‬وتقدير‭ ‬مُبجل‭ ‬لدورهم‭ ‬الإيجابي‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالمجتمعات‭ ‬من‭ ‬شرقية‭ ‬وغربية‭ ‬بُنيت‭ ‬على‭ ‬سواعدهم‭ ‬وزانت‭ ‬الحضارات‭ ‬بفكرهم‭ ‬وتقدمت‭ ‬الدول‭ ‬وازدهرت‭ ‬بفضلهم،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميعنا‭ ‬بخير‭.‬