البحرينيات المسلمات والمسيحيات واليهوديات يتبوأن مناصب قياديـة

المير: المملكة منارة لا مثيل لها في المساواة بين الجنسين

| المنامة - مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي

نظّم‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ندوة‭ ‬افتراضية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ ‬“تمكين‭ ‬المرأة‭.. ‬أجندة‭ ‬2020‭ ‬الأممية‭ ‬لأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة”،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬ال‭ ‬75‭ ‬لأعمال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمقامة‭ ‬حاليًّا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬الأميركية،‭ ‬لتكون‭ ‬الثالثة‭ ‬والأخيرة‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬ندوات‭ ‬المركز‭ ‬الافتراضية‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬العمومية‭ ‬الأممية‭.‬

‭ ‬وأجمعت‭ ‬الفعاليات‭ ‬النسائية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬استثنائية‭ ‬بنموذجها‭ ‬المتكامل‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الخامس‭ ‬لعام‭ ‬2030‭ ‬المتمثل‭ ‬بالتنوع‭ ‬الجندري‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬لافتين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬أسمى‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتسامح‭ ‬واحترام‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬وحوار‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬قد‭ ‬هيأ‭ ‬الأرضية‭ ‬المثالية‭ ‬لتعزيز‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة‭.‬

‭ ‬وأكدت‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬سمية‭ ‬المير‭ ‬أن‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬عنصرًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكنها‭ ‬تشكل‭ ‬أيضًا‭ ‬أساسًا‭ ‬لعالم‭ ‬مسالم‭ ‬ومزدهر‭ ‬بصورة‭ ‬مستدامة،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬إتاحة‭ ‬التعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬المناسبة‭ ‬المرأة‭ ‬وانخراطها‭ ‬بعملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬سيضيف‭ ‬زخمًا‭ ‬للاقتصاديات‭ ‬وستعم‭ ‬الفائدة‭ ‬المجتمعات‭ ‬والجنس‭ ‬البشري‭ ‬ككل‭.‬

وبينت‭ ‬المير‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والتوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وجهود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001‭ ‬برئاسة‭ ‬قرينة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أصبحت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬منارة‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الجندرية‭ ‬ومنح‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬كامل‭ ‬حقوقها،‭ ‬مدعومةً‭ ‬بدستور‭ ‬البحرين‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬ممارسة‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬تعليمية‭ ‬وصحية‭ ‬متطورة‭ ‬للنساء،‭ ‬تبنت‭ ‬المملكة‭ ‬كذلك‭ ‬حزمة‭ ‬مميزة‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬القائمة‭ ‬والمبادرات‭ ‬المستقبلية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬معدلات‭ ‬انخراط‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬مناسبة‭ ‬وتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬وظروف‭ ‬العمل‭ ‬لما‭ ‬يناسب‭ ‬ويلبي‭ ‬احتياجاتهم‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬خلت‭ ‬وماتزال‭ ‬ليومنا‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة،‭ ‬حيث‭ ‬تتبوأ‭ ‬البحرينيات‭ ‬المسلمات‭ ‬والمسيحيات‭ ‬واليهوديات‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬كوزيرات‭ ‬وعضوات‭ ‬وسفيرات‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عملها‭ ‬الاحترافي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الصيرفة‭ ‬والتجارة‭ ‬وريادة‭ ‬الاعمال،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬لعب‭ ‬أدوار‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬مجتمعها‭ ‬ورفاهية‭ ‬عوائلها‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬غني‭ ‬بتنوعه‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري،‭ ‬حيث‭ ‬تمارس‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬الديانات‭ ‬البهائية‭ ‬والهندوسية‭ ‬والبوذية‭ ‬والسيخ‭ ‬أدوارًا‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬ويقدمّن‭ ‬مساهمات‭ ‬جليلة‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تقدم‭ ‬المملكة‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقًا‭ ‬للجميع‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أعراقهم‭ ‬أو‭ ‬دياناتهم‭ ‬أو‭ ‬مذاهبهم‭.‬

وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬كافة‭ ‬التسهيلات‭ ‬اللامحدودة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المملكة‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبًا‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬أصبحت‭ ‬النساء‭ ‬تتمتع‭ ‬بحقوق‭ ‬قد‭ ‬يراها‭ ‬البعض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أقرانهن‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬مما‭ ‬يهيئ‭ ‬توليفة‭ ‬استثنائية‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والانسجام‭ ‬المجتمعي‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬إلى‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والازدهار‭ ‬الدائم‭.‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعميم‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬لخدمة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والفهم‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬وأقاليم‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬ثقافة‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬وقتها‭.‬

لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬المركز‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الندوات‭ ‬الافتراضية‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬بالغ‭ ‬الاهمية‭ ‬حيث‭ ‬تتعاظم‭ ‬فيه‭ ‬فرص‭ ‬السلام‭ ‬ونشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬استنادًا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭.‬

قصة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تدرّس

بدورها،‭ ‬قالت‭ ‬كانتا‭ ‬أحمد‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬النساء‭ ‬المستقل‭ ‬ومؤلفة‭ ‬كتاب‭ ‬“في‭ ‬بلاد‭ ‬المرأة‭ ‬غير‭ ‬المرئية”‭ ‬إن‭ ‬قصة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تمكينها‭ ‬للمرأة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تدرّس‭ ‬وتحكى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إقليمي‭ ‬وعالمي،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬نساء‭ ‬بمناصب‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬45‭%‬،‭ ‬مع‭ ‬امتلاكهن‭ ‬لنسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬السجلات‭ ‬التجارية‭ ‬ونشاطهن‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والأعمال‭ ‬الحرة‭.‬

وأوضحت‭ ‬أحمد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬تأسيس‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬استطاعت‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬ترأس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فيما‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المعروفة‭ ‬بمسمى‭ ‬بلاد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬فقد‭ ‬استغرق‭ ‬الأمر‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬عام‭ ‬لتترأس‭ ‬امرأة‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬لتكون‭ ‬المملكة‭ ‬سباقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬المرأة‭ ‬لكافة‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭.‬

وبينت‭ ‬أحمد‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبخاصة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬المرأة‭ ‬كامل‭ ‬حقوقها‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬تفرقة‭ ‬عن‭ ‬نظيرها‭ ‬الذكوري،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الإسلاموية‭ ‬ماتزال‭ ‬تشوه‭ ‬بصورة‭ ‬عميقة‭ ‬المعتقدات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬تحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬منزّل‭ ‬ومنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

وذكرت‭ ‬أحمد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬ماتزال‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬مهمشة‭ ‬وحقوقها‭ ‬غير‭ ‬مصانة،‭ ‬وكأن‭ ‬المرأة‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬إعطاؤها‭ ‬الاهتمام‭ ‬اللازم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬كما‭ ‬يدّعي‭ ‬البعض،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لارتقاء‭ ‬المجتمعات‭ ‬وازدهار‭ ‬اقتصادياتها،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬الرائدة‭.‬

نموذج‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬التسامح

بدورها،‭ ‬قالت‭ ‬مساعد‭ ‬المبعوث‭ ‬الأميركي‭ ‬الخاص‭ ‬بمكافحة‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬إيلي‭ ‬كوهانيم‭ ‬ان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬نموذجًا‭ ‬رائدًا‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬تسامحها‭ ‬وتعايشها‭ ‬السلمي‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬تمكينها‭ ‬اللافت‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭.‬

وضربت‭ ‬كوهانيم‭ ‬مثالاً‭ ‬على‭ ‬السفيرة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليهودية‭ ‬السابقة‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هدى‭ ‬نونو‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬سفيرة‭ ‬يهودية،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬فخرها‭ ‬بهذا‭ ‬النموذج‭ ‬البحريني‭ ‬وما‭ ‬تقدمه‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬لا‭ ‬محدود‭ ‬للأقليات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬يعكس‭ ‬اهتمامها‭ ‬البالغ‭ ‬بالتعامل‭ ‬بعدالة‭ ‬ومساواة‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬بني‭ ‬البشر‭.‬

كما‭ ‬أشادت‭ ‬كوهانيم‭ ‬بما‭ ‬يقدمه‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬إنسانية‭ ‬نبيلة‭ ‬وما‭ ‬يضمه‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬عضوات‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬يمثلن‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والطوائف،‭ ‬ضاربًا‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والتسامح‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬معًا‭.‬

وأكدت‭ ‬كوهانيم‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬يشكلن‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع،‭ ‬بل‭ ‬نصف‭ ‬البشرية،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬مازلن‭ ‬مهمشات‭ ‬ودرجة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬ولم‭ ‬ينلن‭ ‬حقوقهن‭ ‬الأساسية‭ ‬كاملة،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تطور‭ ‬المرأة‭ ‬ونهضتها‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬العنان‭ ‬لإبداعهن‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬والسياسي‭ ‬والاقتصادية‭ ‬حتى‭ ‬يعم‭ ‬الخير‭ ‬سائر‭ ‬المجتمعات‭ ‬والدول‭.‬

واستعرضت‭ ‬كوهانيم‭ ‬بعض‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬الصادمة‭ ‬عن‭ ‬النساء‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬2‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬امرأة‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬أسوة‭ ‬بأقرانهن‭ ‬الرجال‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬18‭ ‬دولة‭ ‬يمنع‭ ‬فيها‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬زوجته‭ ‬من‭ ‬التوظيف‭ ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭.‬

وجدّدت‭ ‬كوهانيم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وتعزيز‭ ‬إنتاجيتها‭ ‬وزيادة‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬مجتمعها‭ ‬سينجم‭ ‬عنه‭ ‬منافع‭ ‬عديدة،‭ ‬أبرزها‭ ‬تقوية‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمع‭ ‬وتنمية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ومضاعفة‭ ‬معدلات‭ ‬نموه‭ ‬وتوليد‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬7‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬مما‭ ‬سيتسبب‭ ‬لاحقاً‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الازدهار‭ ‬ومستوى‭ ‬الرفاه‭ ‬والاستقرار‭ ‬المجتمعي‭ ‬وتعميم‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬

بإمكان‭ ‬المرأة‭ ‬تغيير‭ ‬العالم

من‭ ‬جانبها،‭ ‬قالت‭ ‬سوزان‭ ‬هاكلي‭ ‬وهي‭ ‬المدير‭ ‬الإداري‭ ‬لمشروع‭ ‬“برنامج‭ ‬التفاوض”‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬هارفارد‭ ‬للحقوق،‭ ‬إن‭ ‬التفاوض‭ ‬يعتبر‭ ‬عنصرًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬مضيفة‭: ‬“نحتاج‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬المهارات‭ ‬التفاوضية‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬والخلافات‭ ‬وحل‭ ‬المشاكل‭ ‬بما‭ ‬يفضي‭ ‬الى‭ ‬إقامة‭ ‬العلاقات‭ ‬المستدامة‭ ‬والتواصل‭ ‬البناء”‭.‬

وتابعت‭: ‬“بإمكان‭ ‬المرأة‭ ‬تغيير‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬الأفضل،‭ ‬فالتفاوض‭ ‬بفعالية‭ ‬وكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬لجميع‭ ‬مشاكلنا،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نقنع‭ ‬الآخرين‭ ‬سواء‭ ‬حكومات‭ ‬أو‭ ‬شركات‭ ‬او‭ ‬منظمات‭ ‬بما‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬حلول،‭ ‬وامتلاك‭ ‬المهارة‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إيصال‭ ‬صوتك‭ ‬ورأيك‭ ‬بالتحاور‭ ‬والإقناع”‭.‬

وذكرت‭ ‬هاكلي‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬تجربة‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬شابات‭ ‬بحرينيات‭ ‬يمثلن‭ ‬قادة‭ ‬المستقبل،‭ ‬حيث‭ ‬تفاعلت‭ ‬معهن‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬تعلم‭ ‬كيفية‭ ‬التفاوض‭ ‬ومهارات‭ ‬الاقناع‭ ‬والخطابة‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يخالفك‭ ‬الرأي‭ ‬بعقلانية‭ ‬وعقلية‭ ‬متفتحة‭ ‬متقبلة‭ ‬لكافة‭ ‬الآراء‭ ‬والاختلافات‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬

واستطردت‭ ‬بالقول‭: ‬“إن‭ ‬النساء‭ ‬موهوبات‭ ‬بالفطرة‭ ‬ولكن‭ ‬يفضّلن‭ ‬السكوت‭ ‬حينما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بنيل‭ ‬حقوقهن‭ ‬المشروعة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬كفاءاتهن‭ ‬ومهاراتهن‭ ‬التواصلية‭ ‬حتى‭ ‬يكنّ‭ ‬مخضرمات‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭ ‬والطرح‭ ‬البناء‭ ‬لمختلف‭ ‬الأفكار‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭. ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخفن‭ ‬من‭ ‬تلقيبهن‭ ‬بمسمى‭ ‬المفاوضات،‭ ‬عليهن‭ ‬أن‭ ‬يفخرن‭ ‬بذلك‭ ‬ويسعين‭ ‬وراءه‭ ‬لنيل‭ ‬حقوقهن‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬والمنزل‭ ‬والمجتمع‭. ‬كما‭ ‬تقع‭ ‬علينا‭ ‬مسؤولية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬النساء‭ ‬الموهوبات‭ ‬اللواتي‭ ‬لم‭ ‬تتح‭ ‬لهن‭ ‬الفرصة‭ ‬للإبداع‭ ‬وتمثيل‭ ‬صوتهن‭ ‬أو‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكارهن”‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬باتريشيا‭ ‬سكوت‭ ‬وهي‭ ‬ممثلة‭ ‬مركز‭ ‬UHMMS‭ ‬للتدريب‭ ‬الاحترافي،‭ ‬إن‭ ‬مهارات‭ ‬الاتصال‭ ‬مهمة‭ ‬جدًّا‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬للنساء‭ ‬مكانة‭ ‬مسموعة‭ ‬ومرئية‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬أو‭ ‬التفاوض،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجنس‭ ‬الناعم‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬المهارات‭ ‬الناعمة‭ ‬وهي‭ ‬الاتصال‭ ‬والتشبيك‭ ‬والإرشاد‭ ‬والتفاوض‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتها‭ ‬وتكون‭ ‬قوة‭ ‬إيجابية‭ ‬تغير‭ ‬الدول‭ ‬للأفضل‭.‬

تفاؤل‭ ‬حيال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة

بدورها،‭ ‬قالت‭ ‬كارين‭ ‬سبرينغر‭ ‬وهي‭ ‬مديرة‭ ‬العمليات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأميركي‭ ‬“آسكنسيون”،‭ ‬إن‭ ‬تعيين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مسبقاً‭ ‬لأول‭ ‬بحرينية‭ ‬يهودية‭ ‬كسفيرة‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يعني‭ ‬الكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬ويعكس‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬ممثلة‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬بترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وإعطاؤها‭ ‬كامل‭ ‬حقوقها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭.‬

وأعربت‭ ‬سبرينغر‭ ‬عن‭ ‬تفاؤلها‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬اتخاذ‭ ‬النساء‭ ‬لزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬وتبوء‭ ‬أدوار‭ ‬قيادية‭ ‬أكبر‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬2030،‭ ‬مضيفة‭: ‬“من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تطالب‭ ‬المرأة‭ ‬بحقوقها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬وزمان،‭ ‬فجميع‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬حولنا‭ ‬هم‭ ‬قادة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يصنعون‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية”‭.‬

وذكرت‭ ‬سبرينغر‭ ‬أن‭ ‬عنصر‭ ‬الثقة‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭ ‬لكي‭ ‬تنال‭ ‬حقوقها‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬آذان‭ ‬صاغية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرجال،‭ ‬منوهة‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬ترسيخ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬النشء‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬والشابات‭ ‬حتى‭ ‬ننشئ‭ ‬جيلاً‭ ‬نسائيًّا‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التغير‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا‭ ‬واستقرارًا‭ ‬للنساء‭ ‬حيث‭ ‬تتاح‭ ‬فيه‭ ‬فرص‭ ‬متساوية‭ ‬لهن‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والتعلم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وغيرها‭.‬

المرأة‭ ‬جزء‭ ‬رئيس‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬السلام

بدورها،‭ ‬قالت‭ ‬نهلة‭ ‬فالجي‭ ‬وهي‭ ‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬الجندرة‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬لدى‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إن‭ ‬حصول‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬وإنما‭ ‬يشمل‭ ‬كذلك‭ ‬الفعالية‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭.‬

وأكدت‭ ‬فالجي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬أو‭ ‬تعايش‭ ‬سلمي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬النساء‭ ‬جزءًا‭ ‬رئيسيًّا‭ ‬بمنحهن‭ ‬كامل‭ ‬الحقوق‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المجتمعية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬مع‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعظيم‭ ‬مساهمة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجتمعها‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنوع‭ ‬الجندري‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أكبر‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وضخ‭ ‬تريليونات‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭.‬