خلاف في طهران بعد هجوم ممثل خامنئي على السيستاني

| طهران‭ ‬ـ‭ ‬وكالات‭ : ‬

رفض‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬محمد‭ ‬جواد‭ ‬ظريف،‭ ‬والمتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الوزارة‭ ‬سعيد‭ ‬خطيب‭ ‬زادة،‭ ‬هجوم‭ ‬حسين‭ ‬شريعتمداري،‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفة‭ ‬“كيهان”‭ ‬التابعة‭ ‬لمكتب‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬على‭ ‬المرجع‭ ‬الشيعي‭ ‬علي‭ ‬السيستاني‭ ‬بسبب‭ ‬طلب‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لضمان‭ ‬نزاهتها‭. ‬وكتب‭ ‬ظريف‭ ‬في‭ ‬تغريدة،‭ ‬أن‭ ‬السيستاني‭ ‬“الحصن‭ ‬الحصين‭ ‬للعراق‭ ‬وصمام‭ ‬الأمن‭ ‬للمنطقة‭ ‬وذخر‭ ‬للعالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬أجمع”‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬“إيران‭ ‬تقدّر‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واستقراره‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيادته‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيه،‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الاحتلال‭ ‬وبناء‭ ‬العراق‭ ‬الجديد‭ ‬وفق‭ ‬متطلبات‭ ‬شعبه‭ ‬الشقيق”‭. ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬اعتبر‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬سعيد‭ ‬خطيب‭ ‬زاده،‭ ‬موقف‭ ‬صحيفة‭ ‬“كيهان”‭ ‬من‭ ‬السيستاني‭ ‬“لا‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬النظام”،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره‭. ‬

دفاع‭ ‬عن‭ ‬السيستاني

ووفقًا‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬الطلبة‭ ‬الإيرانية‭ ‬“إيسنا”،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬خطيب‭ ‬زادة‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي،‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭: ‬“إن‭ ‬الحادث‭ ‬المرير‭ ‬الذي‭ ‬ذكرته‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بقادة‭ ‬النظام”،‭ ‬مضيفًا‭: ‬“إننا‭ ‬لا‭ ‬نتسامح‭ ‬مع‭ ‬التجاوز‭ ‬على‭ ‬مقام‭ ‬المرجعية”‭. ‬واعتبر‭ ‬خطيب‭ ‬زادة‭ ‬أن‭ ‬“دور‭ ‬السيستاني‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬له،‭ ‬وأن‭ ‬المرجعية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬موضع‭ ‬احترام‭ ‬خاص‭ ‬كركن‭ ‬أساسي”‭. ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬بعدما‭ ‬هاجم‭ ‬حسين‭ ‬شريعتمداري،‭ ‬في‭ ‬افتتاحية‭ ‬“كيهان”‭ ‬السبت‭ ‬الماضي،‭ ‬دعوة‭ ‬السيستاني‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬واعتبره‭ ‬“دون‭ ‬شأنه‭ ‬ومنزلته”‭. ‬كما‭ ‬خاطب‭ ‬شريعتمداري‭ ‬السيستاني‭ ‬بالقول‭: ‬“لقد‭ ‬أخطأتم‭ ‬في‭ ‬طلبكم‭ ‬ممثلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.. ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬الآن‭ ‬عُدْ‭ ‬وصحّح‭ ‬ذلك‭ ‬وقل‭ ‬إنك‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬ذلك”‭. ‬

“الإفلاس‭ ‬السياسي”

واعتبر‭ ‬شريعتمداري‭ ‬دعوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬لضمان‭ ‬نزاهتها‭ ‬تعني‭ ‬إعلان‭ ‬“الإفلاس‭ ‬السياسي”‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬استياء‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والحراك‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭ ‬مناهضة‭ ‬للميليشيات‭ ‬الموالية‭ ‬لطهران،‭ ‬وإعلان‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭. ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬هاجمت‭ ‬وكالة‭ ‬“مهر”‭ ‬الإيرانية،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي،‭ ‬ووصفت‭ ‬تحركاته‭ ‬ضد‭ ‬الميليشيات‭ ‬المدعومة‭ ‬إيرانيًّا‭ ‬والتغييرات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬بـ”التخريبية”‭. ‬وتدل‭ ‬المواقف‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتشنجة‭ ‬تجاه‭ ‬الحراك‭ ‬العراقي‭ ‬وموقف‭ ‬المرجع‭ ‬السيستاني‭ ‬وحكومة‭ ‬الكاظمي،‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬تتلقاها‭ ‬ميليشيات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬والتغييرات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬باتت‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬نفوذ‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬بغداد‭.‬