غير مرخصة بعضها في المحرق والشمالية ومطالبات بالرقابة

مشكلة مواقع إعداد الرمال “المغشوشة” تراوح مكانها

| علي الفردان | تصوير: رسول الحجيري

لا‭ ‬تزال‭ ‬مشكلة‭ ‬مواقع‭ ‬إعداد‭ ‬الرمال‭ ‬“المغشوشة”‭ ‬كما‭ ‬يصفها‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الحفريات‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬ناجع‭ ‬وسط‭ ‬مطالبات‭ ‬برفع‭ ‬مستوى‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬حيث‭ ‬جالت‭ ‬عدسة‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬وعالي؛‭ ‬للوقوف‭ ‬عليها‭ ‬ومعاينة‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬والتي‭ ‬أرشد‭ ‬عليها‭ ‬أحد‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭.‬

ويوجد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحافظات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المحرق‭ ‬والشمالية‭ ‬وغيرها‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بإغلاقها‭ ‬أحيانا،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬يعاود‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬جديد‭ ‬وربما‭ ‬يستخدم‭ ‬نفس‭ ‬الموقع،‭ ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬عاملون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الحفريات‭.‬

ففي‭ ‬المحرق‭ ‬مثلا‭ ‬رغم‭ ‬تجاوب‭ ‬بلدية‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمارس‭ ‬فيها‭ ‬عمليات‭ ‬خلط‭ ‬الرمال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المستنفعين‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ممارسات‭ ‬بيع‭ ‬وإعداد‭ ‬الرمال‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬المتدنية،‭ ‬والتي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬صلابة‭ ‬الإنشاءات،‭ ‬يعودون‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬

‭ ‬تضرر‭ ‬المستهلكين‭ ‬من‭ ‬الرمال‭ ‬الرديئة

ويقول‭ ‬عباس‭ ‬الطويل‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسات‭ ‬الحفريات‭ ‬والتي‭ ‬يقوم‭ ‬ببيع‭ ‬الرمال‭ ‬بصورة‭ ‬قانونية،‭ ‬إن‭ ‬السوق‭ ‬والمستهكلين‭ ‬تضرروا‭ ‬بفعل‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬مواقع‭ ‬تظهر‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات،‭ ‬ومنها‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬حيث‭ ‬تتستر‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬وراء‭ ‬خلف‭ ‬تصريح‭ ‬بناء‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬إعداد‭ ‬الرمال‭ ‬يتم‭ ‬لموقع‭ ‬البناء‭ ‬نفسه،‭ ‬لكنه‭ ‬يتخذ‭ ‬مجرد‭ ‬واجهة‭ ‬لإعداد‭ ‬الرمال‭ ‬وبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭.‬

واشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خاطب‭ ‬بلدية‭ ‬المحرق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وأبلغوه‭ ‬بأن‭ ‬الموقع‭ ‬هو‭ ‬موقع‭ ‬إنشاءات،‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬ليخاطبهم‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬المفتش‭ ‬لإطلاعه‭ ‬ما‭ ‬بحوزته‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬وحسب‭ ‬خبرته‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬لبيع‭ ‬الرمال‭ ‬المغشوشة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البلدية‭ ‬لم‭ ‬تتجاوب‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬المصور‭ ‬الذي‭ ‬يظهر‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬محل‭ ‬الاتهام‭.‬

ودعا‭ ‬الطويل‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬المضرة‭ ‬بالمستهلك‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة‭ ‬ويراعون‭ ‬الاشتراطات‭ ‬ومستوى‭ ‬الجودة‭.

وتزايدت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬عمليات‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬رمال‭ ‬البناء،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬ببيع‭ ‬رمال‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬رمال‭ ‬تم‭ ‬غسلها،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭. ‬وبحسب‭ ‬عاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬فإن‭ ‬أسعار‭ ‬الرمال‭ ‬المغشوشة‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬السوق‭ ‬بنحو‭ ‬النصف،‭ ‬لكنها‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬الجودة‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بمشكلات‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬بسبب‭ ‬نسبة‭ ‬الملوحة‭ ‬المرتفعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرمال‭ ‬والتي‭ ‬تأثر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬المباني‭.‬

وعادة‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬بأعمال‭ ‬البيع‭ ‬للرمال‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬الرديئة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بعض‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬الآسيوية؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬ربح‭ ‬سريع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشفافية‭ ‬مع‭ ‬الزبائن،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المستهكلين‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الرمال‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬الأقل‭.‬