منحهم فرصة الاندماج بالمجتمع وصون كرامتهم

تشريع يقضي بخفض مدد رد الاعتبار للمحكومين

| سيدعلي المحافظة

تقدم‭ ‬5‭ ‬نواب‭ (‬إبراهيم‭ ‬النفيعي،‭ ‬أحمد‭ ‬الدمستاني،‭ ‬أحمد‭ ‬الأنصاري،‭ ‬محمد‭ ‬بوحمود،‭ ‬خالد‭ ‬بوعنق‭) ‬بتعديل‭ ‬تشريعي‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬يقضي‭ ‬بخفض‭ ‬مدد‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬للمحكومين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الجنح‭ ‬والجنايات‭.‬

وقرر‭ ‬التعديل‭ ‬إلغاء‭ ‬المدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بطلب‭ ‬رد‭ ‬العقوبات‭ ‬الجنح‭ ‬ليصبح‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬قضاء‭ ‬العقوبة‭ ‬بحكم‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬الجنح،‭ ‬وتقصير‭ ‬مدة‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬في‭ ‬الجنايات‭ ‬والجنح‭ ‬المحكوم‭ ‬فيها‭ ‬بالعود‭ ‬بطلب‭ ‬المحكوم‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬واحدة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬مضاعفة‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬العود‭ ‬في‭ ‬الجناية‭ ‬وسقوط‭ ‬العقوبة‭ ‬بمضي‭ ‬المدة‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬إن‭ ‬اقتراح‭ ‬التعديل‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المحكوم‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ويصون‭ ‬كرامته‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويضمن‭ ‬للمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬عدم‭ ‬تكراره‭ ‬أو‭ ‬التجاءه‭ ‬إلى‭ ‬الجريمة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬يأتي‭ ‬منسجما‭ ‬مع‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬20‭ ‬بند‭ ‬ألف‭ ‬والتي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“لا‭ ‬جريمة‭ ‬ولا‭ ‬عقوبة‭ ‬إلا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قانون،‭ ‬ولا‭ ‬عقاب‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الأفعال‭ ‬اللاحقة‭ ‬للعمل‭ ‬بالقانون‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬عليها”‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬باتت‭ ‬تكرارًا‭ ‬للعقاب،‭ ‬فالمحكوم‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬انقضاء‭ ‬عقوبته‭ ‬وحتى‭ ‬رد‭ ‬اعتباره‭ ‬يتعرض‭ ‬إلى‭ ‬عقاب‭ ‬مجتمعي،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬العزلة‭ ‬والاستثناء‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتوظيف،‭ ‬فلا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬ويفقد‭ ‬بذلك‭ ‬استقراره‭ ‬الحياتي‭ ‬والمادي‭ ‬والنفسي‭. ‬وأردف‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬يقضيها‭ ‬المحكوم‭ ‬بين‭ ‬الجماعة‭ ‬للاستيثاق‭ ‬من‭ ‬سلوكه‭ ‬واعتداله‭ ‬واستقامته‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إبقاء‭ ‬المحكوم‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬عقوبة‭ ‬مجتمعية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إهدار‭ ‬كرامته‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكذلك‭ ‬أن‭ ‬الآثار‭ ‬الفردية‭ ‬على‭ ‬المحكومين‭ ‬ضررها‭ ‬كبير‭ ‬قياسًا‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬التي‭ ‬يتوخاها‭ ‬المشرع‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬مصالح‭ ‬الجماعة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬يأتي‭ ‬متسقًا‭ ‬مع‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬التي‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬اندماج‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭ ‬عليهم‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬الوارد‭ ‬النص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬18‭) ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭.‬

واختتم‭ ‬النائب‭ ‬النفيعي‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬بالفعل‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬إنفاذا‭ ‬لتلك‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬لسرعة‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬العقوبة‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭ ‬عليهم،‭ ‬لكي‭ ‬يستطيعوا‭ ‬استئناف‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬والاندماج‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬أحد‭ ‬أفراده‭ ‬الأسوياء‭.‬

وقضى‭ ‬التعديل‭ ‬باستبدال‭ ‬المادة‭ ‬391‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬النافذ‭ ‬لتكون‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

يجب‭ ‬لرد‭ ‬الاعتبار‭:‬

أ‭. ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العقوبة‭ ‬قد‭ ‬نفذت‭ ‬تنفيذًا‭ ‬كاملًا‭ ‬أو‭ ‬صدر‭ ‬عنها‭ ‬عفو‭ ‬أو‭ ‬سقطت‭ ‬بمضي‭ ‬المدة‭.‬

ب‭. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فور‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بعقوبة‭ ‬جنحة‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬أحكام‭ ‬المادة‭ ‬399‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭.‬

ج‭. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬انقضى‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬انتهاء‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬أو‭ ‬صدور‭ ‬العفو‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بعقوبة‭ ‬جناية،‭ ‬وتضاعف‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬حالتي‭ ‬الحكم‭ ‬للعود‭ ‬أو‭ ‬سقوط‭ ‬العقوبة‭ ‬بمضي‭ ‬المدة‭.‬

د‭. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬انقضى‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬انتهاء‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬أو‭ ‬صدور‭ ‬العفو‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بعقوبة‭ ‬جنحة‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬الحكم‭ ‬قد‭ ‬اعتبر‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬عائدًا،‭ ‬وتضاعف‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سقوط‭ ‬العقوبة‭ ‬بمضي‭ ‬المدة‭.‬