علاقات أخوية تاريخية وثيقة وشراكة إستراتيجية متنامية

البحرين تشارك شقيقتها السعودية احتفالاتها بيومها الوطني

| المنامة - بنا

تُشارك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قائدًا‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبًا،‭ ‬شقيقتها‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬احتفالاتها‭ ‬بيومها‭ ‬الوطني‭ ‬التسعين؛‭ ‬اعتزازًا‭ ‬بذكرى‭ ‬توحيد‭ ‬المملكة‭ ‬وتأسيسها‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭)‬،‭ ‬وتقديرًا‭ ‬لعُمق‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬الوثيقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ونماء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وأخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الغالية‭ ‬على‭ ‬أفئدة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬تستذكر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬الود‭ ‬والفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬كدولة‭ ‬حديثة‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬1932‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬والحكمة،‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬الدين‭ ‬والعروبة‭ ‬ودعم‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ومواقفها‭ ‬الأصيلة‭ ‬الداعمة‭ ‬لأمن‭ ‬البحرين‭ ‬واستقرارها‭ ‬ومسيرتها‭ ‬التنموية،‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لنهج‭ ‬الملك‭ ‬المؤسس‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬وتعبيره‭ ‬عن‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الأخوة‭ ‬بمقولته‭ ‬الخالدة‭ ‬“لو‭ ‬تفرقت‭ ‬الأجسام‭ ‬فالقلوب‭ ‬مجتمعة”‭.‬

وتعتز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالنهج‭ ‬الحكيم‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ودعم‭ ‬ولي‭ ‬عهده‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وقيادتها‭ ‬الحازمة‭ ‬للتحالفين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وترسيخ‭ ‬الشرعية‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق،‭ ‬والتصدي‭ ‬للتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬العربية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دورها‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ورعاية‭ ‬الحجاج‭ ‬والمعتمرين‭ ‬وزوار‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬ونجاحها‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬صحية‭ ‬آمنة،‭ ‬ورؤيتها‭ ‬الطموحة‭ ‬2030‭ ‬لاستيعاب‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬حاج‭ ‬ومعتمر،‭ ‬ومكانتها‭ ‬المرموقة‭ ‬عالميًا‭ ‬بفضل‭ ‬أياديها‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬81‭ ‬دولة،‭ ‬وحلولها‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عربيًا‭ ‬والخامس‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وفقًا‭ ‬لمنصة‭ ‬التتبع‭ ‬المالي‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للعام‭ ‬2020،‭ ‬ورئاستها‭ ‬الحالية‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭.‬

وتؤكد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وقوفها‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬وخندق‭ ‬واحد‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية؛‭ ‬إيمانًا‭ ‬بوحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والمصير،‭ ‬وأن‭ ‬أمنها‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬جلالته‭ ‬لدى‭ ‬التقائه‭ ‬أخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬وتقدير‭ ‬جلالته‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ومكانتها‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬“الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬واستقرارها‭ ‬وصمام‭ ‬أمانها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات”،‭ ‬كما‭ ‬جدد‭ ‬جلالته‭ ‬تأكيده‭ ‬لدى‭ ‬استقباله‭ ‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬بقوله‭ ‬“إن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬يعتمد،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المواقف،‭ ‬على‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وإننا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬المنطقة”‭.‬

والبحرين‭ ‬وإذ‭ ‬تنوه‭ ‬بالوقفات‭ ‬التاريخية‭ ‬السعودية‭ ‬المشرفة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬فإنها‭ ‬تؤكد‭ ‬تضامنها‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لأي‭ ‬محاولة‭ ‬تسعى‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وتأييدها‭ ‬المطلق‭ ‬لما‭ ‬تتخذه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لحماية‭ ‬مؤسساتها‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬مواطنيها‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬ومساندة‭ ‬جهودها‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬قضايا‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬والسلام،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والتصدي‭ ‬للاعتداءات‭ ‬الآثمة‭ ‬لميليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭.‬

وتحرص‭ ‬قيادتا‭ ‬البلدين‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الشراكة‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬وكثافة‭ ‬الاتصالات‭ ‬واللقاءات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬بينهما،‭ ‬وتناغم‭ ‬المواقف‭ ‬المشتركة‭ ‬وانسجامها‭ ‬إزاء‭ ‬التحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وأواصر‭ ‬الأخوة‭ ‬والمودة‭ ‬والروابط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬الضاربة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬التاريخ‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬بلغت‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬السعودية‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك،‭ ‬وعززت‭ ‬من‭ ‬تقدمها‭ ‬كأنموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الأخوة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬المتنامية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والتي‭ ‬اكتسبت‭ ‬دفعة‭ ‬إيجابية‭ ‬بإنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬البحريني‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2019،‭ ‬فالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬اقتصادي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمبادلات‭ ‬تجارية‭ ‬غير‭ ‬نفطية‭ ‬ارتفعت‭ ‬من‭ ‬494‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬العام‭ ‬1999‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬واستثمارات‭ ‬سعودية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تتجاوز‭ ‬قيمتها‭ ‬6‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬وفقًا‭ ‬لإحصاءات‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة،‭ ‬ووجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬شركة‭ ‬سعودية‭ ‬عاملة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬بحسب‭ ‬مجلس‭ ‬الأعمال‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني،‭ ‬ومن‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬إنشاء‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بكلفة‭ ‬أربعة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬إضافة‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬مسيرة‭ ‬الشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحركة‭ ‬السياحية‭ ‬والتجارة،‭ ‬بعد‭ ‬استقباله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬مسافر‭ ‬منذ‭ ‬افتتاحه‭ ‬رسميًا‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬نوفمبر‭ ‬1986‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬منهم‭ ‬30‭ ‬مليونًا‭ ‬العام‭ ‬2019‭.‬

إن‭ ‬مواصلة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬ممارسة‭ ‬أدوارهما‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وثبات‭ ‬ورسوخ‭ ‬مواقفهما‭ ‬إزاء‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وحجم‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تجمعهما،‭ ‬ليعكس‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ككيان‭ ‬وشعب‭ ‬واحد‭ ‬متمسك‭ ‬بقيمه‭ ‬وثوابته‭ ‬الوطنية‭ ‬يسعيان‭ ‬دائما‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬القطاعات‭.‬