فعاليات دبلوماسية عالمية: المملكة مهدت الطريق لإنهاء الصراعات الإقليمية

دور محوري للبحرين في عملية السلام بالشرق الأوسط

| المنامة - بنا

أجمعت‭ ‬شخصيات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬وسياسية‭ ‬دولية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عموما،‭ ‬ومركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬خصوصا،‭ ‬مؤهلون‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭ ‬لقيادة‭ ‬دفة‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولعب‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬إبرام‭ ‬معاهدات‭ ‬سلام‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬افتراضية‭ ‬نظمها‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭ (‬ويبنار‭) ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬75‭ ‬لأعمال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمقامة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬الأميركية،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬المتحدثون‭ ‬الرئيسون‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتوقيعها‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬الاقليمية‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬واسعا‭ ‬أمام‭ ‬الازدهار‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭.‬

وثمن‭ ‬المتحدثون‭ ‬عاليا‭ ‬الجهود‭ ‬الدءوبة‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يبذلها‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬واحترام‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬بالارتكاز‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وتقبل‭ ‬شعبها‭ ‬الودود‭ ‬والمضياف‭ ‬للآخر‭ ‬المختلف‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬أي‭ ‬اعتبارات‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬مذهبية‭.‬

وقال‭ ‬مؤسس‭ ‬وعميد‭ ‬مؤسسة‭ ‬سايمون‭ ‬وزينثال‭ ‬الحاخام‭ ‬مارفن‭ ‬هيير‭ ‬إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أسس‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬قبل‭ ‬توقيع‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المملكة‭ ‬تباشر‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعوة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬لكي‭ ‬تحذو‭ ‬حذوها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬تدعيم‭ ‬الجهود‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لنشر‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬قويمة‭ ‬وصحية‭ ‬تخدم‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭.‬

ووصف‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بالإنجاز‭ ‬العظيم‭ ‬ويعود‭ ‬الفضل‭ ‬فيه‭ ‬بصورة‭ ‬رئيسة‭ ‬إلى‭ ‬حنكة‭ ‬ورؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وحبه‭ ‬للسلام‭ ‬وإيمانه‭ ‬العميق‭ ‬بنجاعة‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والمبادرة‭ ‬بالشعوب‭ ‬أولا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الحكومات‭ ‬لإقامة‭ ‬العلاقات‭ ‬الودية‭ ‬والروابط‭ ‬الصديقة‭ ‬والمثمرة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬سيأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواصلة‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬والبنّاء‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

وأشاد‭ ‬الحاخام‭ ‬هيير‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬بحرينية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نشر‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬أبرزها‭ ‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬انجلوس‭ ‬بمباركة‭ ‬ملكية‭ ‬وتدشين‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬احتفالية‭ ‬سادها‭ ‬التسامح‭ ‬والوئام‭ ‬وتشغيل‭ ‬3‭ ‬أناشيد‭ ‬وطنية‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭.‬

وقال‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجلس‭ ‬نيويورك‭ ‬للحاخامات،‭ ‬الحاخام‭ ‬جوزيف‭ ‬بوتاسنك‭ ‬إن‭ ‬إعلان‭ ‬مبادئ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وإسرائيل‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬أنار‭ ‬المنطقة‭ ‬بفرص‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمان‭ ‬والازدهار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مظلمة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

وبين‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومليكها‭ ‬المستنير‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحكم‭ ‬تاريخها‭ ‬الناصع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬واحترامها‭ ‬لكافة‭ ‬الأديان‭ ‬وضمان‭ ‬حرية‭ ‬التعبد‭ ‬للجميع،‭ ‬فترى‭ ‬المعابد‭ ‬والمساجد‭ ‬تمتزج‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬تسامحي‭ ‬جميل‭ ‬وسلام‭ ‬مستدام‭ ‬يخدم‭ ‬الجميع‭.‬

ويرى‭ ‬بوتاسنك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬مؤسسة‭ ‬كمركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬هو‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬اعتراف‭ ‬بحريني‭ ‬صريح‭ ‬وإدراك‭ ‬عقلاني‭ ‬لمدى‭ ‬جوهرية‭ ‬التحاور‭ ‬وتلاقي‭ ‬الحضارات‭ ‬في‭ ‬مساهمته‭ ‬بتعميم‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬لجميع‭ ‬بني‭ ‬البشر،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعاليم‭ ‬السماوية‭ ‬أشارت‭ ‬الى‭ ‬أهمية‭ ‬حب‭ ‬الجار‭ ‬كإنسان‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ديانته‭ ‬أو‭ ‬مذهبه‭ ‬أو‭ ‬أصله‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إن‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬يشكل‭ ‬خطوة‭ ‬تاريخية‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العدالة‭ ‬والسلام‭ ‬الشامل‭ ‬ودعم‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المشروعة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لجميع‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وأضاف‭: ‬“يعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬السلام‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬وشجاعة‭ ‬والتزام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الذي‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والوئام،‭ ‬ونحن‭ ‬ممتنون‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬لرؤيته‭ ‬المستنيرة‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بالاستناد‭ ‬إلى‭ ‬الثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬والفهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والأعراق‭ ‬والأمم”‭.‬

وتحدث‭ ‬المنسق‭ ‬الخاص‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬نيكولاي‭ ‬ملادينوف‭ ‬عن‭ ‬إيجابيات‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بالقول‭: ‬“هي‭ ‬تفاهمات‭ ‬فريدة‭ ‬وستفتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭. ‬هذه‭ ‬التفاهمات‭ ‬بلاشك‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬وستخلق‭ ‬فرصا‭ ‬ذهبية‭ ‬لخير‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة”‭.‬

وبيَّن‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬سيكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬إذا‭ ‬عمل‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بسلام‭ ‬والتفاهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬والعنصرية،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬من‭ ‬الشعوب،‭ ‬وبما‭ ‬يحمي‭ ‬ويضمن‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬أمامه‭ ‬فرص‭ ‬عدة‭ ‬ليقود‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الإقليمية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬عرى‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الربط‭ ‬والتشبيك‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬أكاديمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إسرائيل‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وجدد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بإمكانها‭ ‬قيادة‭ ‬محادثات‭ ‬سلام‭ ‬شرق‭ ‬أوسطية‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬للصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬مركزها‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬وإدراكها‭ ‬المبكر‭ ‬لأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬الخلافية،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنها‭ ‬تعتبر‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تعين‭ ‬سفيرة‭ ‬يهودية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وتؤمن‭ ‬بالتعددية‭ ‬واحترام‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭.‬

واختتم‭ ‬ملادينوف‭: ‬“إذا‭ ‬أردنا‭ ‬رؤية‭ ‬سلام‭ ‬مستدام‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬والفهم‭ ‬المتبادل‭ ‬والتسامح‭ ‬المشترك‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إرجاع‭ ‬الطرفين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬بحلول‭ ‬واقعية،‭ ‬ليس‭ ‬لمجرد‭ ‬التقاط‭ ‬الصور‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬والبهرجة‭ ‬الإعلامية”‭.‬

وقال‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي‭ ‬الأسبق‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬أميركا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وحوض‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬والشريك‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬آكون‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬بيرنارد‭ ‬أرونسون،‭ ‬إن‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬سيؤسس‭ ‬لأرضية‭ ‬خصبة‭ ‬للسلام‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬ستتيحان‭ ‬فرصا‭ ‬تجارية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وتكنولوجية‭ ‬وأمنية‭ ‬كثيرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للمنامة‭ ‬وأبوظبي،‭ ‬بل‭ ‬لسائر‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬داعيا‭ ‬الطرفين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬لاستثمار‭ ‬تلك‭ ‬التفاهمات؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬لسلام‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭.‬

وذكر‭ ‬أرونسون‭ ‬أن‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬وتعميمه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬متوقف‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬قبول‭ ‬طرفي‭ ‬النزاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬بالجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬وتفهمهما‭ ‬لحتمية‭ ‬التحاور‭ ‬ووضع‭ ‬الخلافات‭ ‬جانبا؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أرضية‭ ‬سلمية‭ ‬مناسبة‭ ‬تلبي‭ ‬مطالب‭ ‬وحقوق‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬منفعة‭ ‬مشتركة‭.‬

وقال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الكندي‭ ‬دييغو‭ ‬اوسوريو‭ ‬إن‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬المنامة‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬بالذات،‭ ‬ويعكس‭ ‬مدى‭ ‬مرونة‭ ‬وانفتاح‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬التعددية‭ ‬ورغبتها‭ ‬الجادة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬متينة‭ ‬للتواصل‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬مثمرة‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭.‬

وبيَّن‭ ‬اوسوريو‭ ‬أن‭ ‬الإعلان‭ ‬يعد‭ ‬قناة‭ ‬وحلقة‭ ‬وصل‭ ‬لتعظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وشركائها‭ ‬المستقبليين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المجاورة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬أو‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬جديدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرافقه‭ ‬زخم‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الصعد‭ ‬الحكومية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والشعبية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬طبقات‭ ‬أو‭ ‬مستويات‭ ‬تشمل‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والتجارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتي‭ ‬تكوّن‭ ‬في‭ ‬مجموعها‭ ‬توليفة‭ ‬منوعة‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الرئيسة،‭ ‬معتبرا‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬المنصة‭ ‬المثالية‭ ‬لتعميم‭ ‬منفعة‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بسلام‭.‬

وقال‭ ‬المؤرخ‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬شلومو‭ ‬بن‭ ‬عامي‭ ‬إن‭ ‬قيادتي‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬عبر‭ ‬تغليب‭ ‬لغة‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الصراعات‭ ‬أو‭ ‬الحروب،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬واتفاق‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تعيد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬رفضها‭ ‬المستمر‭ ‬لكافة‭ ‬مقترحات‭ ‬السلام‭ ‬السابقة‭ ‬والتفكير‭ ‬بعقلانية‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬الشعبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬السلمي‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العربية‭ ‬لن‭ ‬يجدي‭ ‬نفعا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مضيفا‭ ‬بالقول‭: ‬“الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬انتهى،‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لحل‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ - ‬الإسرائيلي،‭ ‬وستشجع‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬الآن‭ ‬دولًا‭ ‬عربية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬معاهدات‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭. ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬تحييد‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فهو‭ ‬قضية‭ ‬مصيرية‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين”‭.‬

وأكد‭ ‬عامي‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬مشابهة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬لديها‭ ‬إمكانات‭ ‬أكبر‭ ‬لفتح‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬اليهود،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬لحوار‭ ‬بناء‭ ‬لديه‭ ‬دلالات‭ ‬سياسية‭ ‬إيجابية‭ ‬كذلك‭.‬

وقال‭ ‬الصحافي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ايهود‭ ‬يعاري‭ ‬إن‭ ‬إعلان‭ ‬واتفاق‭ ‬السلام‭ ‬ستهيئان‭ ‬المناخ‭ ‬المناسب‭ ‬لبناء‭ ‬نموذج‭ ‬تعاون‭ ‬وتنسيق‭ ‬قابل‭ ‬للحياة‭ ‬والديمومة‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬واليهود،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬مثالا‭ ‬متحضرا‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والحضارات‭ ‬وقبلة‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬إمكان‭ ‬إقامة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬ممكنة‭.‬

ودعا‭ ‬يعاري‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الحوار‭ ‬والسياسة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬معاهدات‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الجديدة،‭ ‬مضيفا‭: ‬“بدلاً‭ ‬من‭ ‬تعجيل‭ ‬الأمور‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬صبورين،‭ ‬وإن‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬الصابرين،‭ ‬ولا‭ ‬يتحتم‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المنطقة‭ ‬إيجاد‭ ‬زخم‭ ‬إضافي،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنضج‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية؛‭ ‬حتى‭ ‬تمضي‭ ‬قدما‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أفضل”‭.‬