إلغاء الرسوم جعل الشركات تعتمد على دعم “تمكين”

معاهد تدريب خاصة تشكو منافسة معاهد حكومية

| علي الفردان

شكا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المعاهد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التدريبية‭ ‬البحرينية‭ ‬وجود‭ ‬منافسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مؤسسات‭ ‬ومعاهد‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬بصورة،‭ ‬داعين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬معاملة‭ ‬المعاهد‭ ‬الخاصة‭ ‬والشبه‭ ‬حكومية‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭.‬

وقال‭ ‬صاحب‭ ‬الأعمال‭ ‬يعقوب‭ ‬العوضي،‭ ‬إن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المعاهد‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التدريب‭ ‬الخاصة‭ ‬أصبحت‭ ‬تنافس‭ ‬معاهد‭ ‬التدريب‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬صميم‭ ‬اختصاصاتها‭ ‬أو‭ ‬الهدف‭ ‬والنشاط‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬أنشأت‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬باشتراطات‭ ‬رقابية‭ ‬وتنظيمية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المؤسسات‭ ‬التدريبية‭ ‬الخاصة‭.‬

وأشار‭ ‬العوضي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يشكل‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬للمعاهد‭ ‬البحرينية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فتح‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬التدريب‭ ‬للمستثمرين‭ ‬الأجانب،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحوا‭ ‬يزاحمون‭ ‬أصحاب‭ ‬مؤسسات‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سوق‭ ‬صغيرة‭.‬

وانتقد‭ ‬العوضي‭ ‬عدم‭ ‬النص‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬التدريب‭ ‬عبر‭ ‬معاهد‭ ‬بحرينية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬عقودا‭ ‬كبيرة‭ ‬تذهب‭ ‬فيها‭ ‬حصة‭ ‬التدريب‭ ‬لمعاهد‭ ‬أجنبية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تحصل‭ ‬المعاهد‭ ‬البحرينية‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬“الفتات”‭.‬

واتفق‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التعليم‭ ‬بغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬وهيب‭ ‬الخاجة،‭ ‬مع‭ ‬العوضي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المعاهد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يسري‭ ‬عليها‭ ‬تشريعات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الخاصة‭.‬

ورأى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬لمعاهد‭ ‬التدريب‭ ‬الخاصة‭ ‬نواف‭ ‬الجشي،‭ ‬أن‭ ‬الميزانيات‭ ‬لدى‭ ‬المعاهد‭ ‬الخاصة‭ ‬ومعظمها‭ ‬باستثمارات‭ ‬فردية‭ ‬هي‭ ‬محدودة،‭ ‬بينما‭ ‬ميزانية‭ ‬تلك‭ ‬المعاهد‭ ‬كبيرة‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬بالمعايير‭ ‬والإجراءات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المعاهد‭ ‬الخاصة‭.‬

وشدد‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الخروج‭ ‬مما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬“قوقعة”‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬“تمكين”،‭ ‬إذ‭ ‬أشارت‭ ‬سيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬منى‭ ‬المطلق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معاهد‭ ‬التدريب‭ ‬رغم‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬الحضور‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الشهادات‭ ‬الحرفية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مدتها‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬نحو‭ ‬السنة،‭ ‬وأن‭ ‬عليها‭ ‬التطور‭ ‬بشهادتها‭ ‬لتقدم‭ ‬شهادات‭ ‬مهنية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬معاهد‭.‬

أما‭ ‬المسؤول‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬أوريجن‭ ‬أحمد‭ ‬البنا،‭ ‬فأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بحكم‭ ‬خبرته‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬ووظائف‭ ‬قيادية‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬شركات‭ ‬كبرى،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬بنود‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬لو‭ ‬طبقت‭ ‬فإنها‭ ‬كفيلة‭ ‬بإنعاش‭ ‬التدريب،‭ ‬إذ‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬رسوم‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬“الليفي”‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬قد‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تقاعس‭ ‬الشركات‭ ‬عن‭ ‬التوجه‭ ‬لبرامج‭ ‬التدريب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وضعف‭ ‬مستوى‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬البنود،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬شركة‭ ‬توظف‭ ‬200‭ ‬موظف‭ ‬وأعلى‭ ‬اختصاصي‭ ‬تدريب‭ ‬بحريني‭ ‬مؤهل،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬تحقق‭ ‬لكان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬قد‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬واستطاعوا‭ ‬الترقي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عملهم‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أشار‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬السلوم‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬اقترح‭ ‬تشريعا‭ ‬بإلزام‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭ ‬بتوفير‭ ‬30‭ ‬ساعة‭ ‬تدريبية‭ ‬سنوية‭ ‬لرفع‭ ‬قدرة‭ ‬الموظفين،‭ ‬وأن‭ ‬المجلس‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬بهذا‭ ‬التشريع‭.‬