في اليوم الوطني.. السعودية تحتفي بأميرة أرعبت الأتراك

بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬السعودي‭ ‬والذي‭ ‬يصادف‭ ‬23‭ ‬سبتمبر،‭ ‬احتفت‭ ‬المملكة‭ ‬بغالية‭ ‬البقمية،‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬موقفا‭ ‬بطوليا‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬جيوش‭ ‬الأتراك‭. ‬واشتهرت‭ ‬غالية‭ ‬البقمية‭ ‬بدورها‭ ‬البطولي‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬حملات‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬على‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬واجهت‭ ‬تلك‭ ‬الجيوش‭ ‬بين‭ ‬الحجاز‭ ‬ونجد،‭ ‬واستطاعت‭ ‬قبيلتها‭ ‬أن‭ ‬تصد‭ ‬الحملات‭ ‬المتتالية‭ ‬المدججة‭ ‬بأكفأ‭ ‬الأسلحة‭ ‬وأحدثها‭ ‬آنذاك‭.‬

وأشار‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬“الرياض”‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بطولات‭ ‬غالية‭ ‬بدأت‭ ‬بعدما‭ ‬أخفت‭ ‬خبر‭ ‬وفاة‭ ‬زوجها‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬محي،‭ ‬عامل‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬تربة‭ ‬البقوم‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تصدر‭ ‬الأوامر‭ ‬والتوجيهات‭ ‬لقادة‭ ‬الجيش‭ ‬وللقبيلة‭ ‬على‭ ‬لسانه،‭ ‬وتجتمع‭ ‬بزعماء‭ ‬القبيلة‭ ‬وتناقشهم‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬زوجها‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬محي،‭ ‬ما‭ ‬سهّل‭ ‬مهمتها‭ ‬لتوجيه‭ ‬قادة‭ ‬الجيش‭.‬

واستطاعت‭ ‬غالية‭ ‬تحريك‭ ‬همم‭ ‬قومها‭ ‬وأبناء‭ ‬بلدتها‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الجيوش‭ ‬التي‭ ‬غزت‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬19‭ ‬الميلادي‭ ‬بكامل‭ ‬عدتها‭ ‬وعتادها‭.‬

وقاومت‭ ‬غالية‭ ‬حملات‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬الأولى،‭ ‬ووقفت‭ ‬سدا‭ ‬منيعا‭ ‬أمام‭ ‬مآربهم‭ ‬الخبيثة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬عندما‭ ‬قدم‭ ‬جيش‭ ‬الباشا‭ ‬إلى‭ ‬تربة،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬إلى‭ ‬الدرعية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬توزع‭ ‬السلاح‭ ‬والتمور‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬قبيلتها‭ ‬وتشجعهم‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬حماسهم‭ ‬وتدفعهم‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجيش‭ ‬الغازي‭.‬

ومن‭ ‬المواقف‭ ‬البطولية‭ ‬لغالية،‭ ‬معركتها‭ ‬أمام‭ ‬مصطفى‭ ‬بك‭ ‬أمير‭ ‬ركب‭ ‬الحجاج‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬تربة،‭ ‬والتي‭ ‬استمرت‭ ‬لـ8‭ ‬أيام،‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬هزيمة‭ ‬الأتراك‭.‬

كذلك‭ ‬لعبت‭ ‬غالية‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬هزيمة‭ ‬طوسون‭ ‬ابن‭ ‬والي‭ ‬مصر‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬باشا،‭ ‬عندما‭ ‬أغار‭ ‬على‭ ‬تربة‭ ‬سنة‭ ‬1813،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬توصل‭ ‬خطط‭ ‬المعركة‭ ‬لقادة‭ ‬البقوم،‭ ‬وانهزم‭ ‬بفضلها‭ ‬طوسون‭ ‬ومن‭ ‬معه،‭ ‬وقتل‭ ‬أكثر‭ ‬جنده‭.‬

واختلف‭ ‬المؤرخون‭ ‬حول‭ ‬مصير‭ ‬غالية،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬بعضهم‭ ‬إنها‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬الدرعية‭ ‬وأقامت‭ ‬بها،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬إنها‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬مسقط‭ ‬رأسها‭ ‬تربة‭ ‬وأقامت‭ ‬في‭ ‬قصرها‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تربة‭ ‬الطائف‭ ‬حتى‭ ‬توفيت‭.‬

وتفاعل‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬قصة‭ ‬غالية،‭ ‬وأثنى‭ ‬كثيرون‭ ‬على‭ ‬شجاعتها‭ ‬ودور‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬الرائد‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬التاريخ،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ذكر‭ ‬آخرون‭ ‬معلومات‭ ‬إضافية‭ ‬عن‭ ‬المناضلة‭ ‬السعودية‭ ‬معبرين‭ ‬عن‭ ‬فخرهم‭ ‬بمساهمة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬السعودي‭.‬