جلالة الملك مترئسًا جلسة مجلس الوزراء: “تقبل الآخر” سمة البحريني منذ الأزل

أردنا أن يدرك العالم بأن السلام رسالتنا وخيارنا الإستراتيجي

| المنامة - بنا

موقفنا‭ ‬ثابت‭ ‬ودائم‭ ‬حيال‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وملتزمون‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين التوقيع‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬مهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬سلام‭ ‬شامل‭ ‬بالمنطقة نفاخر‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬بأن‭ ‬شعبنا‭ ‬وبشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أطيب‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض إشادة‭ ‬بالعمل‭ ‬المخلص‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد السعودية‭ ‬ركيزة‭ ‬أساس‭ ‬وعمق‭ ‬إستراتيجي‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية رسمنا‭ ‬في‭ ‬إدارتنا‭ ‬لأزمة‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬لفتت‭ ‬انتباه‭ ‬العالم

ترأس‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الجلسة‭ ‬الاعتيادية‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بحضور‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وذلك‭ ‬بقصر‭ ‬الصخير‭ ‬أمس،‭ ‬وقد‭ ‬أدلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬ياسر‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬الناصر‭ ‬عقب‭ ‬الجلسة‭ ‬بالتصريح‭ ‬التالي‭:‬

أشاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والتدابير‭ ‬الاستباقية‭ ‬وبالتعاون‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العزيز‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬بأقصى‭ ‬طاقات‭ ‬الجاهزية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ومكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬فايروس‭ ‬الكورونا،‭ ‬قائلا‭ ‬جلالته‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬“نثمنُ‭ ‬عاليا‭ ‬ونشيدُ‭ ‬بما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬عملٍ‭ ‬وطنيٍ‭ ‬مخلصٍ‭ ‬ومتواصل،‭ ‬يسعدنا‭ ‬بما‭ ‬يمتاز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دقةٍ‭ ‬وصبرٍ‭ ‬ومثابرة‭ ‬للتصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بقيادة‭ ‬ابننا‭ ‬العزيز‭ ‬البار‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬وكافة‭ ‬أفراد‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬وندعو‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬يواصلوا‭ ‬عزمهم‭ ‬والتزامهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬كافة‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭ ‬بعوِن‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه”‭.‬

وأكد‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬واجهت‭ ‬بعزيمة‭ ‬وبإرادة‭ ‬وثبات‭ ‬تحديات‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬العالمية،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬وطأتها‭ ‬بتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬انعكاساتها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬بما‭ ‬يراعي‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬عجلة‭ ‬الازدهار‭ ‬والتقدم‭ ‬تحقيقا‭ ‬لمساعي‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لصالح‭ ‬المواطنين،‭ ‬وذلك‭ ‬بإطلاقنا‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬الحزمة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ورسمت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إدارتها‭ ‬لأزمة‭ ‬جائحة‭ ‬الكورونا‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬لفتت‭ ‬انتباه‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬التكيف‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬تحديات‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الجائحة‭ ‬دون‭ ‬مصاعب‭ ‬تذكر‭ ‬ودون‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الانتقال‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬أو‭ ‬إغلاق‭ ‬مناطق‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭. ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬هنأ‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ملكًا‭ ‬وحكومةً‭ ‬وشعبًا‭ ‬باليوم‭ ‬الوطني‭ ‬التسعين،‭ ‬متمنيًا‭ ‬جلالته‭ ‬للمملكة‭ ‬الشقيقة‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الرفعة‭ ‬والتقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬وأن‭ ‬يديم‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬عليها‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لما‭ ‬تشكله‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬وعمق‭ ‬إستراتيجي‭ ‬مهم‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وثقل‭ ‬عالمي‭ ‬مميز،‭ ‬مؤكدا‭ ‬جلالته‭ ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬السعودي‭ ‬يجسد‭ ‬عراقة‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬وتاريخها‭ ‬المشرف‭.‬

بعدها‭ ‬تطرق‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬إلى‭ ‬توقيع‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬مؤخرا،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لإقامة‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬واعتباره‭ ‬خيارا‭ ‬إستراتيجيا؛‭ ‬لدفع‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭. ‬وأكد‭ ‬جلالته‭ ‬بأن‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬شعوبها‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬والنماء‭ ‬بمختلف‭ ‬دياناتهم،‭ ‬وترسيخ‭ ‬روح‭ ‬التعايش‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دائما،‭ ‬قائلا‭ ‬جلالته‭ ‬“من‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬ارتأيناها‭ ‬وسعينا‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬رسالتنا‭ ‬وخيارنا‭ ‬الإستراتيجي،‭ ‬وأن‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬يشكلان‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬سمات‭ ‬هويتنا‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭. ‬فنحن‭ ‬متسامحون‭ ‬ومحبون‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش،‭ ‬وإن‭ ‬التعايش‭ ‬الحقيقي‭ ‬والسلام‭ ‬الحقيقي‭ ‬هما‭ ‬اللذان‭ ‬يستندان‭ ‬إلى‭ ‬تقبل‭ ‬الآخر‭ ‬وهو‭ ‬جوهر‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬الأزل،‭ ‬ونحن‭ ‬نفاخر‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬بأن‭ ‬شعبنا‭ ‬وبشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أطيب‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض،‭ ‬وهذه‭ ‬الطيبة‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬منارة‭ ‬للتنوع‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬والديني‭ ‬والمذهبي‭.‬

وأعرب‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬عن‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بالترحيب‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬الواسع‭ ‬لتأييد‭ ‬خطوة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشأن‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬ولاتخاذها‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وقال‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬“يسعدنا‭ ‬الترحيب‭ ‬الواسع‭ ‬الكبير‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬كسبنا‭ ‬فيها‭ ‬العالم،‭ ‬ولاقت‭ ‬دعم‭ ‬وإشادة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬ودوله‭ ‬ومنظماته،‭ ‬فإننا‭ ‬نؤكد‭ ‬بأن‭ ‬خطواتنا‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‭ ‬ليست‭ ‬موجهة‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬كيانٍ‭ ‬أو‭ ‬قوى،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬لصالح‭ ‬الجميع‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجله”،‭ ‬مجددا‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬والدائم‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتزامها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وفقا‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭.‬

وبأمر‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬قدم‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬تقريرا‭ ‬بشأن‭ ‬مراسم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬والتوقيع‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بواشنطن‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020‭.‬