أبوالفتح ل “البلاد”: امتيازات خاصة للراغبين في التحول عن “التقليدية”

الزراعة العضوية عاجزة عن كسب ود المزارع البحريني

| سيدعلي المحافظة

كثير‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أهمية‭ ‬المنتجات‭ ‬العضوية

ضعف‭ ‬خصوبة‭ ‬الأراضي‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج

المَزارع‭ ‬غير‭ ‬الملتزمة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الأوبئة‭ ‬تضيّع‭ ‬جهود‭ ‬“العضوية”

الإسراف‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الأسمدة‭ ‬غير‭ ‬العضوية‭ ‬لوّث‭ ‬البيئة

 

قال‭ ‬وكيل‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية‭ ‬نبيل‭ ‬أبوالفتح‭ ‬إن‭ ‬بناء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجربتها‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية،‭ ‬يواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬أفقدتها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬ود‭ ‬المزارع‭ ‬البحريني‭ ‬كفرصة‭ ‬استثمار‭ ‬رابحة‭.‬

وأشار‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬دأبوا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وتزامنًا‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬التنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬على‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الأسمدة‭ ‬غير‭ ‬العضوية؛‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬نظرًا‭ ‬لانخفاض‭ ‬خصوبة‭ ‬معظم‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬مما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬زيادة‭ ‬التلوث‭ ‬البيئي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تكاليف‭ ‬وحـدة‭ ‬الإنتاج‭. ‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المزارع‭ ‬البحريني،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬معرفته‭ ‬بأهمية‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬تربة‭ ‬وماء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬أسبابه‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قبوله‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭.‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬إجابات‭ ‬الوكيل‭ ‬أبو‭ ‬الفتح‭ ‬على‭ ‬استفسارات‭ ‬“‭^‬”‭ ‬بشأن‭ ‬أسباب‭ ‬غياب‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية،‭ ‬وموقف‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المشروعات،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭:‬

 

ما‭ ‬المقصود‭ ‬بالزراعة‭ ‬العضوية؟

‭- ‬يوجد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التفسيرات‭ ‬والتعاريف‭ ‬للزراعة‭ ‬العضوية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كلها‭ ‬تجتمع‭ ‬على‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬نظام‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬النظام‭ ‬الإيكولوجي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المدخلات‭ ‬الزراعية‭ ‬الخارجية‭. ‬

أو‭ ‬إنها‭ ‬نظام‭ ‬دراسة‭ ‬التأثيرات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المحتملة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وقف‭ ‬استخدام‭ ‬المدخلات‭ ‬التخليقية،‭ ‬مثل‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمبيدات‭ ‬الاصطناعية،‭ ‬والعقاقير‭ ‬البيطرية،‭ ‬والبذور‭ ‬والسلالات‭ ‬المحورة‭ ‬وراثيًّا،‭ ‬والمواد‭ ‬الحافظة،‭ ‬والمواد‭ ‬المضافة،‭ ‬والتشعيع،‭ ‬لتحل‭ ‬مكانها‭ ‬أساليب‭ ‬إدارة‭ ‬تتفق‭ ‬وخصائص‭ ‬كل‭ ‬موقع‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬خصوبة‭ ‬التربة‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬وتزيدها‭ ‬وتمنع‭ ‬الآفات‭ ‬والأمراض‭.‬

وقد‭ ‬عرَّفت‭ ‬هيئة‭ ‬الدستور‭ ‬الغذائي‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬بأنها‭ ‬“نظام‭ ‬شامل‭ ‬لإدارة‭ ‬الإنتاج‭ ‬يروّج‭ ‬ويعزّز‭ ‬سلامة‭ ‬النظام‭ ‬الايكولوجي‭ ‬الزراعي‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التنوع‭ ‬الحيوي،‭ ‬والدورات‭ ‬الحيوية‭ ‬والنشاط‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬التربة‭. ‬

ويركز‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬أساليب‭ ‬الإدارة‭ ‬بديلاً‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬المدخلات‭ ‬غير‭ ‬الزراعية،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الظروف‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬نظما‭ ‬متوائمة‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬المحلية‭. ‬

ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ - ‬حيثما‭ ‬يكون‭ ‬ممكنا‭ - ‬الطرق‭ ‬الزراعية‭ ‬والحيوية‭ ‬والميكانيكية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬المواد‭ ‬التصنيعية،‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بأي‭ ‬مهمة‭ ‬معينة‭ ‬داخل‭ ‬النظام‭.‬

 

ما‭ ‬أسباب‭ ‬غياب‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية،‭ ‬والتي‭ ‬نشرها‭ ‬الدليل‭ ‬الاسترشادي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية؟

‭- ‬دأب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات‭ ‬وتزامنًا‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬التنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬على‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الأسمدة‭ ‬غير‭ ‬العضوية،‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬علم،‭ ‬وبعضها‭ ‬عن‭ ‬إسراف‭ ‬وعدم‭ ‬معرفة،‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬انخفاض‭ ‬خصوبة‭ ‬معظم‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬مما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬زيادة‭ ‬التلوث‭ ‬البيئي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تكاليف‭ ‬وحـدة‭ ‬الإنتاج‭.‬

ويعتقد‭ ‬الخبراء،‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الأسمدة‭ ‬غير‭ ‬العضوية‭ ‬تزيد‭ ‬الإنتاج،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعوّض‭ ‬الأسمدة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬التربة،‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬فوائد‭ ‬كثيرة‭ ‬مثل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬التربة‭ ‬وتحسـين‭ ‬تهويتها‭ ‬وتقليـل‭ ‬الرقــم‭ ‬الهيدروجيني،‭ ‬ما‭ ‬يحسن‭ ‬من‭ ‬امتصاص‭ ‬وتيسير‭ ‬العناصر‭ ‬الغذائية‭ ‬للنباتات،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬تعد‭ ‬مصدرًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬لإمداد‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬بالطاقة‭ ‬اللازمة‭ ‬للنشاط‭ ‬والتحلل‭.‬

لكن‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المزارع‭ ‬البحريني‭ ‬لديه‭ ‬أسبابه‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬مع‭ ‬معرفته‭ ‬بأهميتها‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬تربة‭ ‬وماء‭.‬

 

وما‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬المزارع‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬العزوف‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟

‭- ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬أسباب‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬الإجمال‭ ‬كالتالي‭:‬

‭- ‬يشترط‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬فصل‭ ‬الحقول‭ ‬ومواقع‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتخزين‭ ‬العضـوي‭ ‬عن‭ ‬مواقـع‭ ‬الإنتاج‭ ‬التقليدي،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لوحدات‭ ‬الإنتاج‭ ‬وصف‭ ‬دقيق‭ ‬وشامل‭ ‬يتضمن‭ ‬الحقول‭ ‬ومواقع‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتخزين‭.‬

‭- ‬اشتراط‭ ‬توافر‭ ‬سجلات‭ ‬يُدون‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬مستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ (‬البـذور،‭ ‬الأسمدة‭... ‬إلخ‭) ‬كميات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬كتابة‭ ‬المعلومات‭ ‬الكاملة‭ ‬عن‭ ‬المنتج‭ ‬العضوي‭ ‬بعد‭ ‬تغليفه‭ ‬في‭ ‬بطاقة‭ ‬خاصة‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬عبوات‭ ‬المنتج،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬نقل‭ ‬المنتجات‭ ‬العضوية‭ ‬مستقلة‭ ‬تجنبًا‭ ‬للخلط‭ ‬أو‭ ‬الاستبدال‭ ‬مع‭ ‬المنتجات‭ ‬التقليدية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تختلف‭ ‬البذور‭ ‬للأصناف‭ ‬المخصصة‭ ‬للزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬عن‭ ‬الزراعة‭ ‬التقليدية،‭ ‬ويتم‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

‭- ‬مواجهتها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التسويقية،‭ ‬وأهمها‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬معـرفة‭ ‬كاملـة‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬بأهميـة‭ ‬المنتـج‭ ‬العضــوي‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمنتـج‭ ‬غير‭ ‬العضوي‭ ‬من‭ ‬حـيث‭ ‬قيمته‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭.‬

‭- ‬زيادة‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬المنتجات‭ ‬التقليدية‭ (‬غير‭ ‬العضوية‭) ‬مع‭ ‬المنتجات‭ ‬العضـوية‭ ‬بالرغـم‭ ‬من‭ ‬انخفـاض‭ ‬كمية‭ ‬الإنتاج‭ ‬لوحدة‭ ‬المسـاحة‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إحجام‭ ‬المزارعين‭ ‬والشـركات‭ ‬عن‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الزراعـات‭ ‬العضوية،‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المشاكل‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المزارع‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الربح‭ ‬المادي‭.‬

‭- ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬المستلزمات‭ ‬الزراعية‭ ‬العضوية‭ ‬مثل‭ ‬البذور،‭ ‬الأسمدة،‭ ‬المبيدات‭ ‬العضوية‭ ‬بطريقة‭ ‬سهلة‭ ‬وميسرة‭ ‬للمزارع‭.‬

‭- ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬الخبرة‭ ‬الكافية‭ ‬بالزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المهندسين‭ ‬الزراعيين‭ ‬والعمالة‭.‬

‭- ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬جهات‭ ‬تقوم‭ ‬بالدعم‭ ‬الكافي‭ ‬نحو‭ ‬التوجه‭ ‬للزراعات‭ ‬العضوية،‭ ‬بتقديم‭ ‬البرامج‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬ندوات‭ ‬توضح‭ ‬فيها‭ ‬أهمية‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭.‬

‭- ‬ضعف‭ ‬خصوبة‭ ‬التربة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التكاليف‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬مرض‭.‬

‭- ‬تباين‭ ‬الالتزامات‭ ‬بين‭ ‬المزارع‭ ‬العضوية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تطبيق‭ ‬البرامج‭ ‬العضوية‭ (‬الوعي‭ ‬الزراعي‭ ‬العضوي‭) ‬خصوصًا‭ ‬برنامج‭ ‬مكافحة‭ ‬الآفات‭ ‬والأمراض،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬تهاون‭ ‬أي‭ ‬مزارع‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬المكافحة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضياع‭ ‬مجهود‭ ‬كبير‭ ‬لمزارعين‭ ‬آخرين‭ ‬ملتزمين‭ (‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬المزرعة‭ ‬غير‭ ‬الملتزمة‭ ‬بؤرة‭ ‬للعدوى‭ ‬بالآفات‭ ‬والحشرات‭ ‬لباقي‭ ‬المزارع‭ ‬المحيطة‭).‬

‭- ‬حدوث‭ ‬خلط‭ ‬وراثي‭ ‬للمنتج‭ ‬العضوي‭ ‬للمحاصيل‭ ‬خليطة‭ ‬التلقيح‭ ‬بالرياح‭ ‬والحشرات‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عزل‭ ‬كاف‭ ‬بين‭ ‬المزارع‭ ‬العضوية‭ ‬والتقليدية‭.‬

 

ما‭ ‬هو‭ ‬موقفكم‭ ‬كجهة‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية؟

يعاني‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تقلص‭ ‬المساحات‭ ‬الزراعية‭ ‬وتحول‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬لاستخدامات‭ ‬أخرى‭ ‬سكنية‭ ‬وصناعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬كمية‭ ‬المياه‭ ‬ونوعيتها‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭. ‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬المنافسة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬المستوردة،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬المردود‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭.‬

وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عمدت‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عدة‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتقديم‭ ‬امتيازات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدعم‭ ‬للمزارعين‭ ‬الراغبين‭ ‬بالتحول‭ ‬للزراعة‭ ‬العضوية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تشجيع‭ ‬استيراد‭ ‬المنتجات‭ ‬العضوية‭.‬

كما‭ ‬استفيد‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية؛‭ ‬لوضع‭ ‬الخطط‭ ‬المناسبة‭ ‬لتطوير‭ ‬نشاط‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وعمدت‭ ‬الوزارة‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬للمزارعين‭ ‬بفوائدها‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الإرشاد‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬الزراعة‭ ‬التقليدية‭ ‬للزراعة‭ ‬العضوية‭.‬

 

ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬العضوية؟

قدمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالزراعة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭:‬

‭- ‬المجال‭ ‬النباتي‭: ‬قدمت‭ ‬الوزارة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمبيدات‭ ‬العضوية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬التايواني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

‭- ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬المائية‭ ‬باستخدام‭ ‬الأسماك‭ ‬“الأكوابونك”‭: ‬دعمت‭ ‬شؤون‭ ‬الزراعة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المزارعين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬المخلفات‭ ‬العضوية‭ ‬السمكية‭ ‬في‭ ‬تسميد‭ ‬الخضروات‭.‬

‭- ‬مجال‭ ‬تربية‭ ‬المواشي‭: ‬تدعم‭ ‬شؤون‭ ‬الزراعة‭ ‬مربي‭ ‬المواشي‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العلف‭ ‬العضوي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مركز‭ ‬الهملة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الحيواني‭.‬