مربو خيول لـ البلاد”: قد نفقد حيواناتنا وأولى الضحايا نفوق خروف مريض

حظر بيع “السرنجات” يخلق “سوق سوداء”

| بدور المالكي

أثار‭ ‬قرار‭ ‬أصدرته‭ ‬وكالة‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬القلق‭ ‬والحيرة‭ ‬لدى‭ ‬مربي‭ ‬الخيول‭ ‬والحيوانات‭ ‬ومالكي‭ ‬المزارع‭ ‬والاسطبلات‭ ‬المتخصصة‭ ‬بتربية‭ ‬الخيول‭ ‬والأبقار‭ ‬والأغنام‭ ‬وغيرها‭.‬

وأشاروا‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد“،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬مجحف‭ ‬بحقهم،‭ ‬وأنه‭ ‬سيكلفهم‭ ‬فقدان‭ ‬مواشيهم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬طلب‭ ‬الخدمات‭ ‬الطارئة‭ ‬من‭ ‬العيادات‭ ‬البيطرية‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬“مكلفة”،‭ ‬مردفين‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬سيطبق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المنشآت‭ ‬البيطرية‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬العيادات‭ ‬والصيدليات‭ ‬والمستودعات‭ ‬الدوائية،‭ ‬وينص‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬بيع‭ ‬أو‭ ‬صرف‭ ‬الحقن‭ ‬الخالية‭ ‬”Syringe”،‭ ‬دون‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭. ‬

وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ - ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬كما‭ ‬تراه‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬عمل‭ ‬المنشأة‭ ‬البيطرية‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬والعيادات‭ ‬والصيدليات‭ ‬والمستودعات‭ ‬البيطرية‭ ‬بالبحرين‭ ‬لضبط‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬واستعمال‭ ‬الحقن‭ ‬الخالية‭ ‬بما‭ ‬تقتضيه‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬وبما‭ ‬يتوافق‭ ‬والأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬أو‭ ‬الصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬ببيع‭ ‬أو‭ ‬صرف‭ ‬الحقن‭ ‬الخالية‭ ‬وتشمل‭ ‬المحقنة‭ ‬وإبر‭ ‬الحقن‭ ‬إلا‭ ‬للمستشفيات‭ ‬والعيادات‭ ‬البيطرية‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬وللأطباء‭ ‬البيطريين‭ ‬المرخص‭ ‬لهم‭ ‬بممارسة‭ ‬المهنة‭ ‬وتكون‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬أو‭ ‬الصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭ ‬معتمدة‭ - ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عملية‭ ‬احتكار‭ ‬ومضاربة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬هذه‭ ‬“السرنجات“،‭ ‬وربما‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭ ‬فيها‭ ‬مستقبلا؛‭ ‬نطرا‭ ‬لحاجتهم‭ ‬الضرورية‭ ‬لاستخدام‭ ‬“السرجنات“‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والدورية‭ ‬لحيواناتهم،‭ ‬مشرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬ضوابط‭ ‬لهذه‭ ‬العملية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أكد‭ ‬المربون‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬“السرنجات“‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالحهم‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬حياة‭ ‬حيواناتهم،‭ ‬مبينين‭ ‬أنهم‭ ‬يشترون‭ ‬السرجنات‭ ‬لحقن‭ ‬الخيول‭ ‬بالأدوية‭ ‬“السيلان“‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مرضها‭ ‬أو‭ ‬بالفيتامينات‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬للصحة‭ ‬والنمو،‭ ‬ولحقنها‭ ‬بالمنشطات‭ ‬قبل‭ ‬مشاركتها‭ ‬بالسباقات‭ ‬أو‭ ‬لحقنها‭ ‬ببعض‭ ‬المكملات‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬الخيل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ضعفها‭ ‬وعدم‭ ‬تناولها‭ ‬الغذاء،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الخيول‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬التعب‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬الحار‭ ‬جدا،‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬سباقات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬مترا،‭ ‬كما‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬“سيلان“‭ ‬وإبر‭ ‬فيتامينات‭ ‬لتعويض‭ ‬فقدانها‭ ‬للماء،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إحضار‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقنة‭ ‬واحدة؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يكلفهم‭ ‬كثيرا‭.‬

وذكروا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬كانت‭ ‬توفر‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬عدة‭ ‬خدمة‭ ‬بيطرية‭ ‬لمربي‭ ‬الحيوانات‭ ‬والخيول‭ ‬وكانت‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬كبير‭ ‬منهم،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬توقفت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معرفتهم‭ ‬للأسباب،‭ ‬مشددين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬“السرنجات“‭ ‬التي‭ ‬يحتاجونها،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭.‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬مربي‭ ‬الخيول‭ ‬إنه‭ ‬يملك‭ ‬في‭ ‬مزرعته‭ ‬10‭ ‬خيول‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬17،‭ ‬وحققت‭ ‬خيوله‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬عدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السرنجات‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬وجودها‭ ‬للعناية‭ ‬بالخيل‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحتها‭ ‬وحياتها‭ ‬لحقنها‭ ‬بالتطعيمات‭ ‬السنوية‭ ‬المتعددة‭ ‬والإبر‭ ‬المنشطة‭ ‬للكبد‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصيبها‭ ‬الأمراض‭ ‬أو‭ ‬العدوى‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬مرض‭ ‬“أبو‭ ‬صفار“،‭ ‬وأن‭ ‬أسعار‭ ‬السرنجات‭ ‬رخيصة‭ ‬وتكلفه‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬سنويا‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بحقنها‭ ‬بنفسه،‭ ‬دون‭ ‬الاضطرار‭ ‬للاستعانة‭ ‬بالعيادة‭ ‬البيطرية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكلفه‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حضورها،‭ ‬ولا‭ ‬يُعرف‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬هل‭ ‬ستبقى‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬سترتفع‭ ‬بسببه،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬سرنجات‭ ‬الخيول‭ ‬وسرنجات‭ ‬حقن‭ ‬المخدرات‭ ‬ربط‭ ‬غير‭ ‬علمي‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البيطري‭ ‬إن‭ ‬الوزارة‭ ‬تسرعت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬مضيفا‭: ‬لو‭ ‬كان‭ ‬القرار‭ ‬يقصد‭ ‬سوء‭ ‬استعمال‭ ‬البشر‭ ‬للحقن،‭ ‬فمربو‭ ‬الخيول‭ ‬والزرائب‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم؛‭ ‬لأنهم‭ ‬يستخدمونها‭ ‬لمصلحة‭ ‬وصحة‭ ‬مواشيهم،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬السرنجات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها‭ ‬للحيوانات‭ ‬في‭ ‬أحجامها‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬ومن‭ ‬5‭ ‬مل‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬مل‭ ‬وهي‭ ‬سرنجات‭ ‬يستحيل‭ ‬أن‭ ‬يستخدمها‭ ‬الأنسان‭ ‬لتعاطي‭ ‬المخدرات،‭ ‬إذ‭ ‬تكون‭ ‬بحجم‭ ‬1‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬مل‭ ‬فقط‭ ‬وهي‭ ‬معدة‭ ‬للاستخدام‭ ‬الآدمي،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬شمل‭ ‬جميع‭ ‬السرنجات‭.‬

وأردف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬سيفتح‭ ‬“سوق‭ ‬سوداء“‭ ‬أمام‭ ‬بعض‭ ‬النفوس‭ ‬الضعيفة،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬البعض‭ ‬لجلبها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬التي‭ ‬تبيعها‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬وبأسعار‭ ‬رخيصة‭ ‬جدا‭.‬

وناشد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مربي‭ ‬الخيول‭ ‬والحيوانات‭ ‬ضرورة‭ ‬عودة‭ ‬الخدمات‭ ‬البيطرية‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬ألغيت‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬سابقا‭ ‬كانوا‭ ‬يعتمدون‭ ‬في‭ ‬تطعيم‭ ‬الحيوانات‭ ‬الدوري‭ ‬والسنوي‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬البيطرية‭ ‬والحكومية،‭ ‬التي‭ ‬أكدوا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬خدمات‭ ‬متميزة،‭ ‬ولكنهم‭ ‬وبعد‭ ‬انقطاعها‭ ‬اضطروا‭ ‬لشراء‭ ‬السرنجات‭ ‬للقيام‭ ‬بتطعيم‭ ‬حيواناتهم‭ ‬في‭ ‬المزارع‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬“التسمم‭ ‬المعوي‭ ‬والتسمم‭ ‬الدموي“،‭ ‬وكذلك‭ ‬لتطعيم‭ ‬الجدري‭ ‬والحمى‭ ‬القلاعية،‭ ‬إذ‭ ‬يضطرون‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬بأنفسهم‭ ‬بعد‭ ‬شراء‭ ‬السرنجات‭ ‬من‭ ‬الصيدليات،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬العيادات‭ ‬البيطرية‭ ‬مكلفة‭ ‬جدا‭ ‬ومن‭ ‬يملك‭ ‬“زريبة”‭ ‬أو‭ ‬اسطبل‭ ‬فيه‭ ‬عشرات‭ ‬الحيوانات‭ ‬فإن‭ ‬اعتماده‭ ‬عليها‭ ‬سيستنزف‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصاريف،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬الخدمات‭ ‬البيطرية‭ ‬الخاصة‭ ‬أصبحت‭ ‬غالية‭ ‬وكل‭ ‬خدمة‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬دينارا،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬كبير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬وهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬في‭ ‬معيشتهم‭ ‬ومعيشة‭ ‬أسرهم‭ ‬والعاملين‭ ‬لديهم‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬هذه‭ ‬الخيول‭ ‬والحيوانات‭.‬

أولى‭ ‬ضحايا‭ ‬القرار

وأعلنوا‭ ‬أن‭ ‬أولى‭ ‬ضحايا‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬خروف‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬حرارة‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدا‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬42‭ ‬درجة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬سرنجة‭ ‬لحقنه‭ ‬بخافض‭ ‬الحرارة،‭ ‬ولم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬إحضار‭ ‬الطبيب‭ ‬البيطري‭ ‬للمزرعة؛‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مشغولا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المواعيد،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نفوق‭ ‬هذا‭ ‬الخروف‭ ‬أمام‭ ‬أعينهم‭.‬