خطوة شجاعة ورؤية حكيمة

| الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة

أمس‭ ‬جرت‭ ‬مراسيم‭ ‬إعلان‭ ‬تأييد‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭.. ‬وقد‭ ‬مثّل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التوقيع‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تمت‭ ‬مراسيم‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬الإماراتي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬حيث‭ ‬مثّل‭ ‬الإمارات‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭.‬

هذان‭ ‬الاتفاقان‭ ‬اعتبرهما‭ ‬المراقبون‭ ‬حدثًا‭ ‬تاريخيًّا‭ ‬واختراقًا‭ ‬شجاعًا‭ ‬باتجاه‭ ‬طريق‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

بحكمة‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى‭ ‬ورؤيته‭ ‬الثاقبة‭.. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الحليف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للبحرين‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬التاريخي‭ ‬بهدف‭ ‬تبادل‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬البحريني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬لفتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬التي‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للشعبين‭ ‬والبلدين‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬العداء‭ ‬والحروب‭ ‬والمقاطعة‭.‬

القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وحكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬استراتيجي‭ ‬يفتح‭ ‬مسارًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لعلاقات‭ ‬وثيقة‭ ‬ومتطورة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬ومشرق‭ ‬لشرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭ ‬تعلو‭ ‬فيه‭ ‬رايات‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر‭.‬

أكدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬قبل‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬وبعده‭ ‬تأييدها‭ ‬للسلام‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬وتطلعاته‭ ‬المشروعة‭ ‬لإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬ترابه‭ ‬الوطني‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.. ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بالمقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬كافة‭.‬

ما‭ ‬تود‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬عليه‭ ‬دائمًا‭ ‬أنها‭ ‬ستبقى‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مبادئ‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭. ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اختارت‭ ‬خيار‭ ‬السلام‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬السيادية‭ ‬كدولة‭ ‬مستقلة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬تدرك‭ ‬أولوياتها‭ ‬وأهدافها‭ ‬ومصالحها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.. ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬أن‭ ‬يملي‭ ‬عليها‭ ‬أحد‭ ‬مواقفها‭ ‬ونهجها‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬بإرادتها‭ ‬الوطنية‭ ‬وإدراكًا‭ ‬لمصالح‭ ‬شعبها‭ ‬وتعزيزًا‭ ‬لأمنها‭ ‬واستقرارها‭.‬

وكلنا‭ ‬ثقة‭ ‬بقيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬ووقوف‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬العزيز‭ ‬بصلابة‭ ‬وقوة‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬واعتزازه‭ ‬بها‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬اختارت‭ ‬نهج‭ ‬السلام‭ ‬وانحازت‭ ‬إلى‭ ‬مصالحها‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬شؤوننا‭ ‬الداخلية‭ ‬وكذلك‭ ‬كل‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وقد‭ ‬تعزّزت‭ ‬بهذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬تحالفات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لحماية‭ ‬كيانها‭ ‬وهويتها‭ ‬ووجودها‭.. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحبيبة‭ ‬وقيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لشعبنا‭ ‬وأجيالنا‭ ‬القادمة‭.‬

 

بقلم‭: ‬سفير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية

‭ ‬الشيخ‭ ‬حمود‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة