لماذا أعدم خامنئي نويد أفكاري متحديًا رغبة الرأي العام العالمي والمحلي؟ (1)

| معصومة احتشام

لماذا‭ ‬أعدم‭ ‬خامنئي‭ ‬نويد‭ ‬أفكاري؟‭ ‬الإجابة‭ ‬باختصار‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الطبيعة‭ ‬القمعية‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي،‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬مطالب‭ ‬الشعب،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الانتفاضات‭ ‬والنار‭ ‬تحت‭ ‬الرماد،‭ ‬وأخيراً‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬للتراجع‭ ‬أمام‭ ‬المنافسين‭ ‬الأجانب‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬النظام؛‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أجبر‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬إعدام‭ ‬نويد‭ ‬افكاري‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الأوفياء‭. ‬لماذا‭ ‬وكيف؟‭ ‬أعدم‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬نويد‭ ‬أفكاري‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬بعد‭ ‬حملة‭ ‬سياسية‭ ‬إنسانية‭ ‬محلية‭ ‬وعالمية‭ ‬كبيرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬إعدام‭ ‬هذا‭ ‬البطل‭ ‬الإيراني‭ ‬شنقًا‭.‬

الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬فصل‭ ‬ظواهر‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مواجهة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬تماسكا‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التجزؤ‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬حدث‭ ‬بمفرده‭ ‬والحرب‭ ‬وحالات‭ ‬الكر‭ ‬والفر‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭. ‬

قضية‭ ‬لا‭ ‬شاهد‭ ‬عليها‭ ‬ولا‭ ‬دليل‭ ‬وحافلةٌ‭ ‬بالخداع‭ ‬والكذب‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬كاذبة‭ ‬وملفقة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمل‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬أية‭ ‬أدلة‭ ‬جنائية‭ ‬عليها‭. ‬وكانت‭ ‬المحاكمة‭ ‬هشة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬عادلة‭ ‬وحافلةٌ‭ ‬بالخداع‭ ‬وفبركة‭ ‬القضايا‭ ‬وأخذ‭ ‬الاعتراف‭ ‬القسري‭. ‬وفي‭ ‬البداية،‭ ‬أصدر‭ ‬قاضي‭ ‬المحافظة‭ ‬الشرير،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬الحكم‭ ‬النهائي‭ ‬بالإعدام‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬دافع‭ ‬وراءه‭ ‬سوى‭ ‬تلبية‭ ‬رغبة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وحاجته‭ ‬السياسية‭.‬‭ ‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬تراجع‭ ‬أمام‭ ‬عاصفة‭ ‬من‭ ‬التغريدات‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬وهجوم‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭... ‬عاصفةٌ‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ردعه‭ ‬عن‭ ‬إعدام‭ ‬ثلاثة‭ ‬شباب‭ ‬آخرين‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اعتقالهم‭ ‬بتهمة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬اشتباكات‭ ‬نوفمبر،‭ ‬وتغاضى‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬عن‭ ‬إعدامهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ (‬وربما‭ ‬يقودهم‭ ‬إلى‭ ‬حبل‭ ‬المشنقة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭).‬

وقد‭ ‬كشف‭ ‬مصير‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الثلاثية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬فضيحة‭ ‬الجهاز‭ ‬القضائي‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وتأثر‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الفاشي‭ ‬بضغوط‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭... ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الفاشي‭ ‬في‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الإعدام‭.. ‬وما‭ ‬هي‭ ‬العواقب‭ ‬التي‭ ‬نجمت‭ ‬وستنجم‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬عن‭ ‬الأحكام‭ ‬الشريرة‭ ‬بالإعدام‭ ‬والقتل؟‭ ‬هل‭ ‬تسبب‭ ‬التراجع‭ ‬المؤقت‭ ‬عن‭ ‬إعدام‭ ‬الشبان‭ ‬الثلاثة‭ ‬الذين‭ ‬تمت‭ ‬فبركة‭ ‬القضية‭ ‬لهم‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬نويد‭ ‬أفكاري؛‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬موجة‭ ‬احتجاج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أدركت‭ ‬فيها‭ ‬العائلات‭ ‬أنها‭ ‬بإمكانها‭ ‬وينبغي‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬صامدة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬القهر‭ ‬والخداع‭ ‬وأخذ‭ ‬الاعترافات‭ ‬القسرية‭ ‬من‭ ‬السجناء‭ ‬وتبادر‭ ‬بتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬الجهاز‭ ‬القضائي‭ ‬وقوات‭ ‬حرس‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬القمعية‭ ‬وضباطه‭ ‬وعملائه؟‭. ‬“مجاهدين”‭.‬