استراتيجية بناء ودفاع متكاملة بموجب اتفاقية الـ 25 عامًا

الصين تحول إيران لقاعدة تجسس ومراقبة

| دبي ـ العربية.نت

أكد‭ ‬الصحافي‭ ‬البريطاني‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمال‭ ‬سايمون‭ ‬واتكينز،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬الصينية‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬جديد‭ ‬له،‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬تعتزم‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬تجسس‭ ‬ومراقبة‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬واتكينز،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬“أويل‭ ‬برايس”،‭ ‬“إن‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية‭ ‬من‭ ‬الصفقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ستركز‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬لقدرات‭ ‬التجسس‭ ‬والحرب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬الصين،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬ميناء‭ ‬تشابهار‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬بحر‭ ‬عمان،‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬إيران”،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬النفوذ‭ ‬الصينية‭ ‬هذه‭ ‬ستمتد‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬5000‭ ‬كيلومتر‭.‬

وأكد‭ ‬واتكينز‭ ‬أن‭ ‬مصادر‭ ‬رفيعة‭ ‬مقرّبة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬كشفت‭ ‬لموقع‭ ‬“أويل‭ ‬برايس”‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬يشمل‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬مراقبة‭ ‬جماعي‭ ‬لسكان‭ ‬إيران‭ ‬يشبه‭ ‬إجراءات‭ ‬المراقبة‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الصين‭.‬

“حجر‭ ‬أساس”‭ ‬في‭ ‬“الحزام‭ ‬والطريق”

ورأى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يتطابق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬بكين‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لإيران‭ ‬كـ‭ ‬“دولة‭ ‬عميلة”‭ ‬تعمل‭ ‬بكامل‭ ‬طاقتها‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬لفترة‭ ‬الـ‭ ‬25‭ ‬عامًا‭ ‬المقبلة‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬الجغرافية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬“حزام‭ ‬واحد،‭ ‬طريق‭ ‬واحد”‭ ‬الذي‭ ‬تعتمده‭ ‬الصين‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬المراقبة‭ ‬والتحكم‭ ‬الجماعية‭ ‬لسكان‭ ‬إيران‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬نوفمبر،‭ ‬بعد‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النهائي‭ ‬بشأن‭ ‬تسلسل‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬بين‭ ‬كبار‭ ‬شخصيات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬وأجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬ونظرائهم‭ ‬الصينيين،‭ ‬بحسب‭ ‬التقرير‭.‬

ووفقا‭ ‬للمصادر‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وافق‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬الخطط‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬وضع‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬كاميرا‭ ‬مراقبة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬7‭ ‬مدن‭ ‬إيرانية‭ ‬اكتظاظًا‭ ‬بالسكان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬كاميرا‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬مدينة‭ ‬أخرى‭. ‬وكان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬محمد‭ ‬جواد‭ ‬ظريف‭ ‬ونظيره‭ ‬الصيني‭ ‬وانغ‭ ‬لي،‭ ‬قد‭ ‬اتفقا‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬على‭ ‬مسودة‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭.‬

مصانع‭ ‬إيرانية‭ ‬100‭ % ‬في‭ ‬الصين

وتعتزم‭ ‬بكين‭ ‬بناء‭ ‬مصانع‭ ‬وشركات‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬باستخدام‭ ‬الآلات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وخطوط‭ ‬الإنتاج‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬الصينيون،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬وضحه‭ ‬أحد‭ ‬المصادر‭ ‬الإيرانية،‭ ‬قائلًا‭ ‬إن‭ ‬“الأمر‭ ‬سيبدو‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬انتقاء‭ ‬مصنع‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬الصين‭ ‬بيد‭ ‬عملاقة،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬مثل‭ ‬شركة‭ ‬آبل‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬مختلفة”‭.‬

وكان‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬إسحاق‭ ‬جهانجيري‭ ‬قد‭ ‬قدم‭ ‬مشروع‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬إلى‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬ثم‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬وقعت‭ ‬عقدًا‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬لكهربة‭ ‬خط‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬900‭ ‬كيلومتر،‭ ‬ويربط‭ ‬العاصمة‭ ‬طهران‭ ‬بمدينة‭ ‬مشهد‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬البلاد‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬خططًا‭ ‬لإنشاء‭ ‬خط‭ ‬قطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وقم‭ ‬وأصفهان‭ ‬ولتوسيع‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬حتى‭ ‬الشمال‭ ‬الغربي‭ ‬لإيران‭ ‬عبر‭ ‬تبريز‭.‬

وجود‭ ‬عسكري‭ ‬متزايد

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬المراقبة‭ ‬والمصانع،‭ ‬تترقب‭ ‬الصين‭ ‬انتهاء‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬الدولي‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬أكتوبر‭ ‬المقبل،‭ ‬لبدء‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لوجود‭ ‬عسكري‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬“استراتيجية‭ ‬الدفاع‭ ‬المتكاملة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وإيران”،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬بنود‭ ‬اتفاقية‭ ‬الـ‭ ‬25‭ ‬عامًا‭.‬

ووفقًا‭ ‬لـ‭ ‬“أويل‭ ‬برايس”،‭ ‬فمن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬نشر‭ ‬معدات‭ ‬وعسكريين‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل‭. ‬وستنتشر‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬والروسية‭ ‬تعمل‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬إيران‭. ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تستضيف‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬والمعدات‭ ‬والأنظمة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا،‭ ‬ومنها‭ ‬تقنيات‭ ‬لجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية‭ ‬والدفاعية‭.‬

ووفقًا‭ ‬للمصادر‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ستشمل‭ ‬معدات‭ ‬الحزمة‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬نشرها‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬نظام‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬الروسي‭ ‬S-400‭ ‬المضاد‭ ‬للصواريخ،‭ ‬وأنظمة‭ ‬Krasukha-2‭ ‬و4‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬واتكينز‭.‬

50‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭ ‬صيني

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬ستبدأ‭ ‬بـ‭ ‬“مرافق‭ ‬ثنائية‭ ‬الاستخدام”‭ ‬مشيَّدة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬بجوار‭ ‬المطارات‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬همدان‭ ‬وبندر‭ ‬عباس‭ ‬وشابهار‭ ‬وعبادان‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ستتمكن‭ ‬السفن‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬والروسية‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬مرافق‭ ‬مزدوجة‭ ‬الاستخدام‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬حديثًا‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬الإيرانية‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬تشابهار‭ ‬وبندر‭ ‬بوشهر‭ ‬وبندر‭ ‬عباس،‭ ‬التي‭ ‬شيدتها‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬5000‭ ‬عنصر‭ ‬أمن‭ ‬صيني‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬لحماية‭ ‬المشاريع‭ ‬الصينية،‭ ‬والعديد‭ ‬منهم‭ ‬سيكونون‭ ‬طيارين‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وضباط‭ ‬سفن‭ ‬حربية‭ ‬وغواصات‭ ‬وضباط‭ ‬قوات‭ ‬خاصة‭ ‬وضباط‭ ‬استخبارات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬الجيش‭. ‬وستتم‭ ‬زيادة‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬عسكري‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الصينيين‭ ‬والروس‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬شهرًا‭ ‬المقبلة،‭ ‬وسيركز‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وحماية‭ ‬أصول‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬سيُخصص‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقل‭ ‬الموقع‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬المصادر‭ ‬الإيرانية‭.‬