العامر: يمكن تأليف لجان أخرى بالدور المقبل... الصالح: الحكومة ستحيل تعديلا بالقانون

“الدستورية” تبطل تمديد عمر لجان التحقيق... و“الركود” تسقط

| راشد الغائب

أبطلت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬باللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬تجيز‭ ‬للأخير‭ ‬مد‭ ‬فترة‭ ‬عمل‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭.‬

وشهد‭ ‬موضوع‭ ‬زيادة‭ ‬عمر‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬شدا‭ ‬وجذبا‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬بمجالس‭ ‬النواب‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬إذ‭ ‬دأبت‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬أعمال‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬لفترات‭ ‬تجاوز‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬التحفظ‭ ‬الحكومي‭.‬

وحسمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬الجدل‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬بحكمها‭ ‬الصادر‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬الشطر‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬163‭ ‬باللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭.‬

 

طعن‭ ‬حكومي

ونظرت‭ ‬المحكمة‭ ‬طعنا‭ ‬مقدما‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬المادة‭ ‬المذكورة‭. ‬ورأت‭ ‬أنها‭ ‬مخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬مادتين‭ ‬من‭ ‬الدستور‭.‬

عقدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬جلستها‭ ‬برئاسة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة،‭ ‬وعضوية‭ ‬القضاة،‭ ‬المستشار‭ ‬أحمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬راشد‭ ‬الملا‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة،‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬الدويشان،‭ ‬سعيد‭ ‬حسن‭ ‬الحايكي،‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬الكعبي،‭ ‬منى‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬الكواري،‭ ‬أحمد‭ ‬حمد‭ ‬عبدالله‭ ‬الدوسري،‭ ‬وبحضور‭ ‬أمين‭ ‬السّر‭ ‬عمر‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬حسّاني‭.‬

 

اللجنة‭ ‬انتهت

وبموجب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬فقد‭ ‬سقطت‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬الوحيدة‭ ‬بالمجلس‭ ‬والمعنية‭ ‬بنظر‭ ‬أسباب‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والعقاري‭.‬

وقال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬أحمد‭ ‬العامر‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭: ‬“اللجنة‭ ‬انتهت‭ ‬بحكم‭ ‬دستوري،‭ ‬ولن‭ ‬يؤثر‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬السابق،‭ ‬ويمكن‭ ‬للمجلس‭ ‬تأليف‭ ‬لجان‭ ‬تحقيق‭ ‬أخرى‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬المقبل‭ ‬بمراعاة‭ ‬الحكم‭ ‬الدستوري”‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬شكلت‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬ومدّد‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬لأعمالها‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬بالفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬أيّ‭ ‬أن‭ ‬عمر‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬قرابة‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

لا‭ ‬أثر‭ ‬رجعي

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬النائب‭ ‬ممدوح‭ ‬الصالح‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬بأسباب‭ ‬الركود‭ ‬سقطت‭ ‬بعد‭ ‬نطق‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬لحكمها‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬الحكم‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭.‬

وتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتقدم‭ ‬الحكومة‭ ‬بمشروع‭ ‬بقانون‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬المقبل‭ ‬للطلب‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬إمضاء‭ ‬شطر‭ ‬جديد‭ ‬باللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬للمجلس‭ ‬محل‭ ‬الشطر‭ ‬الذي‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬عدم‭ ‬دستوريته‭.‬

تكثيف‭ ‬التعاون

وقال‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬الجميع‭ ‬ملزم‭ ‬باحترام‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭.‬

وبرر‭ ‬طلبات‭ ‬التمديد‭ ‬للجان‭ ‬التحقيق‭ ‬السابقة‭ ‬بسبب‭ ‬تعذر‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬أو‭ ‬إجابات‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬الوزارات‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساندة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬لاستنتاجات‭ ‬وتوصيات‭ ‬ترتبط‭ ‬بمحاور‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلماني‭.‬

 

الشطر‭ ‬غير‭ ‬الدستوري

أصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬حكمها‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬الشطر‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المادة‭ (‬163‭) ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬54‭) ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬بشأن‭ ‬اللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“وإذا‭ ‬تعذر‭ ‬تقديم‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬الميعاد‭ ‬المقرر،‭ ‬وجب‭ ‬إعداد‭ ‬تقرير‭ ‬للمجلس‭ ‬يتضمن‭ ‬العقبات‭ ‬والأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التأخير،‭ ‬وللمجلس‭ ‬أن‭ ‬يمد‭ ‬هذه‭ ‬المهلة‭ ‬لمدة‭ ‬أو‭ ‬لمدد‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬جميعها‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬يتخذ‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬مناسبا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة”‭. ‬وألزمت‭ ‬مقدم‭ ‬الطلب‭ ‬بالمصروفات‭.‬

13‭ ‬يوما

وأعلنت‭ ‬المحكمة‭ ‬عن‭ ‬جلسة‭ ‬نظر‭ ‬الطلب‭ ‬الحكومي‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬المادة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أغسطس‭ ‬2020‭. ‬وأصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬13‭ ‬يوما‭.‬