خرق جديد في “قلب الجبال” بالقرب من منشأة نطنز

إيران تشيّد مبنى لإنتاج أجهزة الطرد المركزي

| طهران ـ وكالات

قال‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬الإيرانية‭ ‬علي‭ ‬أكبر‭ ‬صالحي،‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تشييد‭ ‬عنبر‭ ‬في‭ ‬“قلب‭ ‬الجبال”‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منشأة‭ ‬نطنز‭ ‬النووية‭ ‬لإنتاج‭ ‬أجهزة‭ ‬طرد‭ ‬مركزي‭ ‬متطورة‭.‬

والهدف‭ ‬من‭ ‬تشييد‭ ‬ورشة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الجديدة‭ ‬هذه‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬محل‭ ‬عنبر‭ ‬داخل‭ ‬المنشأة‭ ‬دمره‭ ‬حريق‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬وصفت‭ ‬بالغامضة‭.‬

وقالت‭ ‬إيران‭ ‬وقتئذ‭ ‬إن‭ ‬الحريق‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬تخريب‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬جسيمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبطئ‭ ‬إنتاج‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬المتطورة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭.‬

ونقل‭ ‬التلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬صالحي‭ ‬قوله‭ ‬“تقرر‭ ‬إنشاء‭ ‬عنبر‭ ‬أحدث‭ ‬وأوسع‭ ‬وأشمل‭ ‬بكافة‭ ‬المقاييس‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الجبال‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬نطنز‭. ‬لقد‭ ‬بدأ‭ ‬العمل”‭.‬

وفي‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬قال‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان‭ ‬الإيراني،‭ ‬إن‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬نطنز‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬انفجار‭ ‬وقع‭ ‬نتيجة‭ ‬“خرق‭ ‬أمني”،‭ ‬مما‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬هجوما‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حدث‭. ‬وقال‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬إن‭ ‬الحريق‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬نتيجة‭ ‬تخريب‭ ‬إلكتروني،‭ ‬محذرين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬سترد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تنفذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭.‬

العودة‭ ‬إلى‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي

وأجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬هي‭ ‬أدوات‭ ‬تخصب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬الذي‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬غاز‭ ‬عبر‭ ‬دوران‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬النظائر‭ ‬الانشطارية،

وتعد‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تقنيات‭ ‬البحث‭ ‬وتستخدم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الكيمياء‭ ‬الحيوية،‭ ‬والأحياء‭ ‬الخلوية‭ ‬والجزيئية،‭ ‬وغيرها‭.‬

وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬قوة‭ ‬الطرد‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭ ‬“جي‭ ‬فورس”‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬عزل‭ ‬الجزيئات‭ ‬المعلقة‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬المحيط‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬دفعة‭ ‬أو‭ ‬بالتدفق‭ ‬المستمر،‭ ‬ثم‭ ‬سحبها‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الأسطوانة‭.‬

وقبل‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬كانت‭ ‬إيران‭ ‬تمتلك‭ ‬مخزونا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب،‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬20‭ ‬ألفا‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬كافيا‭ ‬لإنتاج‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬8‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬قنابل‭ ‬ذرية‭.‬

ويقدر‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬النووي‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬وسع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬إذا‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬تشغيل‭ ‬كامل‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عددها‭ ‬20‭ ‬ألفا‭ ‬قبل‭ ‬الاتفاق،‭ ‬وتسريع‭ ‬عملية‭ ‬التخصيب‭ ‬للوصول‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬النسبة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لصناعة‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭.‬