عرض 39 فيلما على 3 شاشات كبيرة في سينما للسيارات

إعلان جوائز مهرجان عمّان السينمائي ”أول فيلم“ 2020

في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬ومع‭ ‬غياب‭ ‬صنّاع‭ ‬الأفلام‭ ‬المشاركين‭ ‬وأعضاء‭ ‬لجان‭ ‬التحكيم‭ ‬والضيوف‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬السفر،‭ ‬أقيم‭ ‬حفل‭ ‬ختام‭ ‬مهرجان‭ ‬عمّان‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭ ‬–‭ ‬أوّل‭ ‬فيلم‭ ‬ليلة‭ ‬أمس،‭ ‬لتنتهي‭ ‬فعالية‭ ‬استمرت‭ ‬11‭ ‬يوماً‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأردنية‭. ‬يهدف‭ ‬المهرجان‭ ‬الى‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات،‭ ‬وهو‭ ‬موضوع‭ ‬قلّما‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

جرى‭ ‬حفل‭ ‬الختام‭ ‬في‭ ‬مقرّ‭ ‬الهيئة‭ ‬الملكية‭ ‬الأردنية‭ ‬للأفلام‭ ‬بحضور‭ ‬رئيسة‭ ‬المهرجان‭ ‬الأميرة‭ ‬ريم‭ ‬علي،‭ ‬وعدد‭ ‬محدود‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬الضيوف‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬قواعد‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وأرغمت‭ ‬قواعد‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬المهرجان‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ ‬طريقة‭ ‬مغايرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬39‭ ‬فيلما‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬شاشات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سينما‭ ‬للسيارات‭ (‬درايف‭-‬ان‭) ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬بعض‭ ‬العروض‭ ‬مراعاة‭ ‬لتمديد‭ ‬ساعات‭ ‬حظر‭ ‬التجول‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬عشية‭ ‬الافتتاح‭.‬

وفي‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬الجوائز،‭ ‬أعلنت‭ ‬لجان‭ ‬التحكيم‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬مهنيين‭ ‬أردنيين‭ ‬وعرب‭ ‬ودوليين‭ ‬عن‭ ‬أسماء‭ ‬الفائزين‭ ‬عبر‭ ‬تصريحات‭ ‬مُسجّلة‭. ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬“الأقصر”‭ ‬للمخرجة‭ ‬البريطانية‭-‬الأردنية‭ ‬زينة‭ ‬الدرّة‭. ‬وقدمت‭ ‬الفنانة‭ ‬الأردنية‭ ‬زين‭ ‬عوض‭ ‬فقرات‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬نُقل‭ ‬بالبث‭ ‬الحي‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬فيسبوك‭ ‬التابعة‭ ‬للمهرجان‭.‬

حافظ‭ ‬المهرجان‭ ‬على‭ ‬محتوى‭ ‬برنامجه‭ ‬كاملا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬له،‭ ‬ونفذت‭ ‬البطاقات‭ ‬لمعظم‭ ‬العروض‭. ‬‮ ‬وتعليقا‭ ‬على‭ ‬الدورة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬غير‭ ‬العادية،‭ ‬قالت‭ ‬رئيسة‭ ‬المهرجان،‭ ‬الأميرة‭ ‬ريم‭ ‬علي‭: ‬“الأفلام‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬ضمن‭ ‬المسابقة،‭ ‬وأبارك‭ ‬للفائزين‭ ‬بجوائز‭ ‬السوسنة‭ ‬السوداء،‭ ‬وأنا‭ ‬متأكدة‭ ‬أن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجان‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بحرفية‭ ‬عالية‭. ‬أنا‭ ‬ممتنة‭ ‬لهم‭ ‬وكلي‭ ‬حماس‭ ‬لصنّاع‭ ‬الأفلام‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬وأنشطته،‭ ‬وأعتزّ‭ ‬بفريق‭ ‬المهرجان‭ ‬الذي‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬إتمام‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬بسلاسة‭. ‬تفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬الإيجابي‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬الثقافة‭ ‬السينمائية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأوقات‭.‬”

منحت‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬سردان‭ ‬غولوبوفيتش‭ ‬وصبا‭ ‬مبارك‭ ‬وصارم‭ ‬الفاسي‭-‬الفهري‭ ‬جائزة‭ ‬السوسنة‭ ‬السوداء‭ ‬لأفضل‭ ‬فيلم‭ ‬عربي‭ ‬روائي‭ ‬طويل،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬جائزة‭ ‬نقدية‭ ‬قدرها‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬لفيلم‭ ‬“ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين”‭ ‬للمخرج‭ ‬السوداني‭ ‬أمجد‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭. ‬اختير‭ ‬الفيلم‭ ‬“لجماله‭ ‬ولغته‭ ‬المدهشة‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬فكرة‭ ‬الحرية‭ ‬أمام‭ ‬القدر”‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬الأول‭ ‬لأبو‭ ‬العلا‭ ‬وقد‭ ‬حصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬مُنح‭ ‬تنويه‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬الفئة‭ ‬نفسها‭ ‬للفيلم‭ ‬الروائي‭ ‬السعودي‭ ‬“آخر‭ ‬زيارة”‭ ‬للمخرج‭ ‬عبد‭ ‬المحسن‭ ‬الضبعان‭ ‬“لطرحه‭ ‬قصة‭ ‬شجاعة‭ ‬تتناول‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬أب‭ ‬وابنه،‭ ‬برؤية‭ ‬إخراجية‭ ‬عفوية‭ ‬ولكنها‭ ‬متقنة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت”‭.‬

أمّا‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية،‭ ‬فذهبت‭ ‬جائزة‭ ‬السوسنة‭ ‬السوداء لأفضل‭ ‬فيلم‭ ‬عربي‭ ‬وثائقي‭ ‬طويل‭ ‬لفيلم‭ ‬“إبراهيم،‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى”‭ ‬للمخرجة‭ ‬لينا‭ ‬العبد‭. ‬أشادت‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬تترأسها‭ ‬أندريا‭ ‬لوكا‭ ‬زيمرمان‭ ‬وتضم‭ ‬محمود‭ ‬المسّاد‭ ‬ونادية‭ ‬كامل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الأول‭ ‬بوصفه‭ ‬“موضوع‭ ‬محرم‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬شخصية‭ ‬مؤلمة‭ ‬ندخل‭ ‬عالم‭ ‬الأب‭ ‬المختفي‭ ‬والرعب‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يتردد‭ ‬صداه‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭. ‬تواجه‭ ‬المخرجة‭ ‬تعقيدات‭ ‬مشاعرها،‭ ‬ناسجةً‭ ‬خيطًا‭ ‬رفيعًا‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شخصي‭ ‬وعام،‭ ‬بين‭ ‬الإنساني‭ ‬والسياسي،‭ ‬بين‭ ‬الأب‭ ‬المختفي‭ ‬والمكان‭ ‬المفقود‭ - ‬فلسطين،‭ ‬تتركنا‭ ‬قلقين‭ -‬‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نكون‭.‬‮ ‬حازت‭ ‬المخرجة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نقدية‭ ‬قدرها‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬منحوتة‭ ‬السوسنة‭ ‬السوداء‭ ‬البرونزية‭.‬‮ ‬

وتلقى‭ ‬الفيلم‭ ‬الوثائقي‭ ‬المصري‭ ‬“الشغلة”‭ ‬للمخرج‭ ‬رامز‭ ‬يوسف‭ ‬تنويها‭ ‬خاصّا‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬“موضوع‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الجرأة،‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الخفي،‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مهنة‭ ‬الرقص‭ ‬الشرقي‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليها”‭.‬

وقد‭ ‬فاز‭ ‬الفيلم‭ ‬الأردني‭ ‬القصير‭ ‬“هدى”‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬مي‭ ‬الغوطي،‭ ‬وهو‭ ‬العمل‭ ‬الإخراجي‭ ‬الأول‭ ‬لها،‭ ‬بجائزة‭ ‬السوسنة‭ ‬السوداء‭ ‬لأفضل‭ ‬فيلم‭ ‬عربي‭ ‬قصير‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نقدية‭ ‬قدرها‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭. ‬“قراءة‭ ‬مشهدية‭ ‬ممتعة،‭ ‬تغرف‭ ‬من‭ ‬مفردات‭ ‬اللغة‭ ‬السمعية‭ ‬والبصرية‭ ‬والدرامية‭ ‬ألواناً‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬الصعب،‭ ‬وتعرضها‭ ‬للمتلقي‭ ‬بإيقاع‭ ‬هادئ‭ ‬رصين‭ ‬محمل‭ ‬برؤية‭ ‬آسرة‭.‬”‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تعليق‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬برئاسة‭ ‬ميسون‭ ‬باشاشي‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ناجح‭ ‬حسن‭ ‬وبراندت‭ ‬أندرسن‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬منح‭ ‬التنويه‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفئة‭ ‬للفيلم‭ ‬العراقي‭ ‬القصير‭ ‬“عودة‭ ‬الروح”‭ ‬للمخرج‭ ‬مهند‭ ‬الطيب‭. ‬“عودة‭ ‬الروح”،‭ ‬حسب‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬“فيلم‭ ‬يعكس‭ ‬أهوال‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬جميل‭ ‬ومخيف‭. ‬تذكرنا‭ ‬رسالة‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬بقوة‭ ‬سرد‭ ‬القصص‭ ‬القصيرة‭.‬”

أخيرا‭ ‬وليس‭ ‬آخرا،‭ ‬صوّت‭ ‬الجمهور‭ ‬لفيلمه‭ ‬الدولي‭. ‬حصل‭ ‬فيلم‭ ‬“غزة”،‭ ‬وثائقي‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬2019‭ ‬للمخرجين‭ ‬الإيرلنديين‭ ‬غاري‭ ‬كين‭ ‬وأندرو‭ ‬ماكونيل‭ (‬مخرج‭-‬مشارك‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭) ‬يصوّر‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لمواطني‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬قدرها‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منحوتة‭ ‬السوسنة‭ ‬السوداء‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬أيّام‭ ‬عمّان‭ ‬لصنّاع‭ ‬الأفلام‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬اختتمت‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬أغسطس،‭ ‬وتم‭ ‬منح‭ ‬9‭ ‬مشاريع‭ ‬قيد‭ ‬التطوير‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإنتاج‭ ‬جوائز‭ ‬عينية‭ ‬ونقدية‭ ‬بقيمة‭ ‬68‭,‬500‭ ‬دولار‭.‬