لاعب المالكية يروي لـ “البلاد” تفاصيل الليلة المرعبة

الحريق اندلع في المنزل وكاد يودي بحياة أولادي الثلاثة

| أحمد كريم

كانت‭ ‬الحرارة‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الجدار‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أعرف‭ ‬السبب‭! ‬ الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬بعد‭ ‬المكالمة‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬دقائق‭ ‬

 

كانت‭ ‬ليلة‭ ‬اعتيادية‭ ‬كسائر‭ ‬ليالي‭ ‬الأسبوع،‭ ‬لاعب‭ ‬فريق‭ ‬نادي‭ ‬المالكية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬أحمد‭ ‬يوسف‭ ‬يرافق‭ ‬أبناءه‭ ‬الثلاثة‭ ‬إلى‭ ‬غرفتهم‭ ‬ليأووا‭ ‬إلى‭ ‬الفراش‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة،‭ ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬طبيعيا‭ ‬بانتظارهم‭ ‬خلف‭ ‬الجدار‭!‬

يحكي‭ ‬اللاعب‭ ‬الخلوق‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬المرعبة‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”،‭ ‬حيث‭ ‬كادت‭ ‬تودي‭ ‬بحياة‭ ‬أولاده‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نشب‭ ‬حريقا‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭. ‬كان‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬النار‭ ‬المستعرة‭ ‬وبين‭ ‬غرفة‭ ‬الأولاد‭ ‬جدار‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الممتلكات‭ ‬في‭ ‬الدكان‭ ‬الصغير‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬المنزل‭.‬

نام‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬موعدهم

يقول‭ ‬أحمد‭ ‬يوسف،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬مساء‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة،‭ ‬رافق‭ ‬أولاده‭ ‬الثلاثة،‭ ‬حسين‭ ‬والتوأم‭ ‬يعقوب‭ ‬ويوسف‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬نومهم،‭ ‬أودعهم‭ ‬أسرتهم‭ ‬وكما‭ ‬جرت‭ ‬العادة،‭ ‬وضغط‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬المكيف‭ ‬ليشغله،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يعمل‭: ‬“توقعت‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬محول‭ ‬الكهرباء،‭ ‬اتصلت‭ ‬بأخي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬كهربائيا‭ ‬ليقوم‭ ‬بإصلاحه،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬الحارة‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬تهوية‭ ‬ونوافد،‭ ‬نقلتهم‭ ‬إلى‭ ‬غرفتي،‭ ‬وبالفعل‭ ‬نام‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬موعدهم‭ ‬المعتاد،‭ ‬وأنا‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬أخي‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بالفعل‭ ‬ليصلح‭ ‬الخلل”‭.‬

الحريق‭ ‬نشب‭ ‬في‭ ‬الدكان

قبلها‭ ‬بدقائق‭ ‬ذهب‭ ‬أحمد‭ ‬ليشتري‭ ‬محول‭ ‬كهرباء‭ ‬جديد،‭ ‬فيما‭ ‬غط‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬نوم‭ ‬عميق،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬أخبره‭ ‬شقيقه‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬أن‭ ‬المحول‭ ‬سليم‭ ‬وليس‭ ‬به‭ ‬أية‭ ‬مشكلة،‭ ‬استغرب‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬يشعر‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬الجدار‭ ‬يصدر‭ ‬حرارة‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬العادة‭: ‬“أعيش‭ ‬أنا‭ ‬وزوجتي‭ ‬وأولادي‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البيت،‭ ‬ويوجد‭ ‬دكان‭ ‬صغير،‭ ‬استأجره‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬القرية،‭ ‬يفصله‭ ‬جدار‭ ‬واحد‭ ‬عن‭ ‬غرفة‭ ‬الأولاد،‭ ‬كان‭ ‬يصدر‭ ‬حرارة‭ ‬مثيرة‭ ‬للريبة،‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬شيئا‭ ‬يستدعي‭ ‬الخوف”‭.‬

اعتقد‭ ‬أحمد‭ ‬يوسف،‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬لكنه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬بدأ‭ ‬يشم‭ ‬رائحة‭ ‬حريق،‭ ‬هنا‭ ‬تذكر‭ ‬حرارة‭ ‬الجدار‭ ‬والدكان‭. ‬خرج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬وتوجه‭ ‬إلى‭ ‬بوابة‭ ‬الدكان،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فتحه‭ ‬نظرا‭ ‬لكون‭ ‬ملكيته‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬اتصل‭ ‬بصاحب‭ ‬المحل‭ ‬وجاء‭ ‬ليفتح‭ ‬الباب‭ ‬وإذا‭ ‬بالحريق‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس”‭.

السلك‭ ‬الكهربائي‭ ‬هو‭ ‬السبب

اتصل‭ ‬أحمد‭ ‬بالدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬وذهبت‭ ‬لينتشل‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬يزحف‭ ‬الحريق‭ ‬إلى‭ ‬الداخل،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتسرب‭ ‬الدخان‭ ‬إلى‭ ‬غرفتهم،‭ ‬وبعد‭ ‬ست‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬الهلع،‭ ‬وصلت‭ ‬سيارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬وأخمدوا‭ ‬النار‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬سببها‭ ‬اشتعال‭ ‬السلك‭ ‬الكهربائي‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬الدكان‭.‬

يتساءل‭ ‬أحمد‭: ‬“ماذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬واتفحص‭ ‬الدكان‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬كابوسا‭ ‬مزعجا‭ ‬بالفعل،‭ ‬لكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬انتهت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحال،‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬العيال”‭.‬