البلدي الكعبي لـ “البلاد”: تأخر 6 سنوات في توصيل الصرف الصحي

مجمعات الحد الجديدة.. المجاري تلوث ثوب العمارات

| محرر الشؤون المحلية | تصوير: خليل إبراهيم

قال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق،‭ ‬ممثل‭ ‬دائرة‭ ‬الحد‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الكعبي‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬رقم‭ ( ‬109‭) ‬و‭(‬111‭) ‬تعاني‭ ‬تأخرا‭ ‬واضحا‭ ‬ومضرا‭ ‬بالمواطنين‭ ‬وبالمستثمرين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوصيل‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬لفترة‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الدورتين‭ ‬السابقتين‭ ‬للمجلس‭ ‬البلدي،‭ ‬أي‭ ‬قرابة‭ ‬السنوات‭ ‬الست‭.‬

وأوضح‭ ‬الكعبي‭ ‬في‭ ‬تصريحه‭ ‬لمندوب‭ ‬الصحيفة‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الحدث،‭ ‬ووقوفا‭ ‬على‭ ‬الترسيبات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬أغلب‭ ‬أرصفة‭ ‬وطرق‭ ‬المجمعين‭ ‬المذكورين‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والآسنة‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬معاناة‭ ‬صحية‭ ‬ونفسية‭ ‬ومادية‭ ‬يعانيها‭ ‬الأهالي‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬يومي‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬المزمنة‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬التعذر‭ ‬الرسمي‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬مرتبطا‭ ‬بالكثافة‭ ‬السكانية،‭ ‬بأنها‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬السبعين‭ ‬بالمئة،‭ ‬مضيفا‭ ‬“حاليا‭ ‬تجاوزت‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬وبزيادة،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ (‬109‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬غلبت‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العمارات‭ ‬السكنية‭ ‬الكبيرة‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬أغلبها‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬التمليك،‭ ‬مع‭ ‬تآكل‭ ‬المساكن‭ ‬الفردية‭ ‬بسب‭ ‬تحول‭ ‬المنطقة‭ ‬الى‭ ‬استثمارية‭ ‬بحتة”‭.‬

وتابع‭ ‬“أصحاب‭ ‬المساكن‭ ‬والفلل‭ ‬الشخصية‭ ‬يعانون‭ ‬الأمرَّين،‭ ‬بسبب‭ ‬تراكم‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬منازلهم،‭ ‬وهي‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ (‬بلاعات‭) ‬العمارات‭ ‬السكنية‭ ‬القريبة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬أمتار‭ ‬قليلة،‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬مستمرة‭ ‬طوال‭ ‬اليوم،‭ ‬لا‭ ‬تتوقف”‭.‬

ويشير‭ ‬الكعبي‭ ‬لإحدى‭ ‬الفلل‭ ‬الكبيرة‭ ‬القريبة‭ ‬والمحوطة‭ ‬بالعمارات،‭ ‬قائلا‭: ‬“صاحبها‭ ‬يضطر‭ ‬لسحب‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصي‭ ‬ثلاثة‭ ‬مرات‭ ‬يوميا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تسحب‭ ‬له‭ ‬البلدية‭ ‬يوميا‭ ‬أربع‭ ‬مرات،‭ ‬أي‭ ‬بجموع‭ ‬معدل‭ ‬سبع‭ ‬مرات‭ ‬يوميا،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يوجز‭ ‬لك‭ ‬حجم‭ ‬المشكلة،‭ ‬وضررها،‭ ‬وخطورتها”‭.‬

وعن‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬عمليات‭ ‬الشفط‭ ‬اليومية‭ ‬لمجمع‭ (‬109‭) ‬لوحده،‭ ‬قال‭ ‬“لدي‭ ‬سبع‭ ‬عمارات‭ (‬اتحاد‭ ‬ملاك‭)‬،‭ ‬وسبعة‭ ‬بيوت،‭ ‬تسحب‭ ‬لهم‭ ‬الحكومة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬المتراكمة‭ ‬هنا‭ ‬وهنالك،‭ ‬بخلاف‭ ‬العمارات‭ ‬المملوكة‭ ‬للمستثمرين،‭ ‬حيث‭ ‬يلزمون‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬حسابهم‭ ‬الخاص،‭ ‬والبلدية‭ ‬تتساعد‭ ‬معهم‭ ‬أحياناً‭ ‬إذ‭ ‬ما‭ ‬رأت‭ ‬بأن‭ ‬الأمور‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬السيطرة”‭.‬

ويكمل‭ ‬الكعبي‭ ‬“بعض‭ ‬العمارات‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفضاء‭ ‬الملاصقة‭ ‬لها‭ ‬كمجرى‭ ‬لتجميع‭ ‬المياه‭ ‬الآسنة‭ ‬وذلك‭ ‬توفيرا‭ ‬للكلفة‭ ‬وللمصاريف‭ ‬وهي‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى”‭. ‬

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬لـ‭ (‬البلاد‭) ‬عن‭ ‬الكلفة‭ ‬التقديرية‭ ‬لمد‭ ‬شبكات‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ (‬109‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬بحدود‭ ‬النصف‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الخسارات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يتكبدها‭ ‬المستثمرون،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التزامهم‭ ‬بدفع‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للعمارات‭ ‬الجديدة،‭ ‬قال‭: ‬“يبدأ‭ ‬التسريب‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬والسبب‭ ‬تشرب‭ ‬الأرض‭ ‬للمياه‭ ‬الآسنة،‭ ‬وتشبعها،‭ ‬لتبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬عمليات‭ ‬الفيضان”‭.‬

ويقول‭: ‬“مجمع‭ (‬111‭) ‬الحال‭ ‬ليس‭ ‬مختلفا‭ ‬عن‭ (‬109‭)‬،‭ ‬باستثناء‭ ‬أن‭ (‬111‭) ‬هو‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري‭ ‬واستثماري‭ ‬بحت،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬المستثمرين‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬كلفتهم،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬الجهات‭ ‬البلدية‭ ‬لوضع‭ ‬الحلول‭ ‬المطلوبة‭ ‬لذلك”‭.‬