أرقام تَصنعُ البَحرين... الجسور في تسعة عقود

| د. حسين المهدي

لفتت‭ ‬نظري‭ ‬مقابلة‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬بتاريخ‭ ‬19‭/‬8‭/‬2020‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬لجسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬عماد‭ ‬المحيسن‭ ‬عن‭ ‬الجسر‭ ‬الجديد‭ ‬–‭ ‬الموازي‭ ‬لجسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬وسكة‭ ‬القطار‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتوقيع‭ ‬العقد‭ ‬الاستشاري‭ ‬للمرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬للمشروع‭ ‬بتكلفة‭ ‬33‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬سعودي،‭ ‬وفي‭ ‬2018،‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬كمال‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬محمد،‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى‭ ‬“تقدر‭ ‬تكلفته‭ ‬بحوالي‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬ويمتد‭ ‬الجسر‭ ‬في‭ ‬صورته‭ ‬المتكاملة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬75‭ ‬كيلومتراً‭ ‬في‭ ‬البلدين،‭ ‬منها‭ ‬25‭ ‬كيلومتراً‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وبموجب‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى،‭ ‬فإنه‭ ‬سيحقق‭ ‬منافع‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬جمة‭ ‬للبلدين‭ ‬بعد‭ ‬التشغيل‭ ‬مباشرة”‭.‬

وتعود‭ ‬قصة‭ ‬الجسور‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتسعة‭ ‬عقود‭ ‬خلت،‭ ‬وقبل‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1930م،‭ ‬بدأت‭ ‬البلاد‭ ‬عدة‭ ‬مشاريع‭ ‬عملاقة،‭ ‬منها‭ ‬محطة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ونظام‭ ‬الهواتف‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬جسر‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بين‭ ‬المحرق‭ ‬والمنامة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬دخل‭ ‬الدولة‭ ‬مرتفعاً،‭ ‬لكن‭ ‬الجسر‭ ‬المتحرك‭ ‬فوق‭ ‬قناة‭ ‬بحرية‭ ‬عميقة‭ ‬لم‭ ‬يكتمل‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬1942،‭ ‬بطول‭ ‬1‭.‬5‭ ‬ميل‭ ‬فاصلة‭ ‬المدينتين،‭ ‬وكان‭ ‬مشروعاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تيسير‭ ‬التنقل،‭ ‬وربط‭ ‬المطار‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬بباقي‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬وفقاً‭ ‬للمستشار‭ ‬بلغريف‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1986،‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬والذي‭ ‬انطلقت‭ ‬فكرته‭ ‬في‭ ‬1965‭ ‬من‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬آنذاك‭ ‬لترتبط‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭. ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬1981،‭ ‬افتتح‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬1986،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬شُغل‭ ‬جسر‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وبعد‭ ‬سبعة‭ ‬أعوام‭ ‬دشن‭ ‬جسر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬في‭ ‬2004م‭.‬

تعود‭ ‬قصة‭ ‬الجسور‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1930،‭ ‬بجسر‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد،‭ ‬والذي‭ ‬اكتمل‭ ‬في‭ ‬1942،‭ ‬ويعود،‭ ‬تأخر‭ ‬إنجازه‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬ثم‭ ‬تبعته‭ ‬مجموعة‭ ‬جسور‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬والتسعينات‭ ‬وبداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬وأخيرا‭ ‬وليس‭ ‬آخراً‭ ‬هناك‭ ‬مشروع‭ ‬الجسر‭ ‬الموازي‭ ‬لجسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬تلبية‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬المواصلات‭.‬