سوق الطيور بمدينة حمد... كساد ولا رقيب

| بدور المالكي من مدينة حمد

تعد‭ ‬سوق‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬واقف‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسواق‭ ‬التي‭ ‬تجذب‭ ‬المتسوقين‭ ‬والأهالي‭ ‬الذين‭ ‬يصطحبون‭ ‬صغارهم،‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف‭ ‬الزيارات‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬بل‭ ‬تتعداها‭ ‬إلى‭ ‬هواة‭ ‬الطيور‭ ‬ومربيها،‭ ‬وكان‭ ‬يقصده‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬زوار‭ ‬البحرين‭ ‬والسياح‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وتحديد‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬السوق‭ ‬إحدى‭ ‬محطاتهم‭ ‬لشراء‭ ‬الطيور‭ ‬النادرة‭ ‬وبعض‭ ‬فصائل‭ ‬الحمام‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أسعارها‭ ‬بالبحرين‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

“البلاد”‭ ‬قامت‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬السوق‭ ‬ورصدت‭ ‬أجواء‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬“كورونا‭ ‬“،‭ ‬حيث‭ ‬امتلأ‭ ‬بالأقفاص‭ ‬التي‭ ‬تكدست‭ ‬فيها‭ ‬الطيور‭ ‬والدجاج‭ ‬والبط‭ ‬والديوك‭ ‬والعصافير‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬ذلك‭ ‬الإقبال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬أزمة‭ ‬“كورونا”‭.‬

أمام‭ ‬قفص‭ ‬للدجاج،‭ ‬كان‭ ‬يقف‭ ‬فيصل‭ ‬ووالده،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬في‭ ‬الدوار‭ ‬السابع،‭ ‬يقول‭: ‬يحضران‭ ‬أسبوعيا؛‭ ‬لأن‭ ‬ابنه‭ ‬الصغير‭ ‬فيصل‭ ‬يحب‭ ‬الطيور‭ ‬ويقوم‭ ‬حاليا‭ ‬بتربيتها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يقتني‭ ‬ويحب‭ ‬“طيور‭ ‬الحب”‭.‬

ويضيف‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬انخفاض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أسعارها؛‭ ‬لخوف‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬اقتناء‭ ‬الطيور،‭ ‬مضيفا‭: ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬سعر‭ ‬الدجاجة‭ ‬الواحدة‭ ‬3‭ ‬دنانير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬6‭ ‬دنانير‭ ‬وأكثر‭ ‬قبل‭ ‬كورونا،‭ ‬مردفا‭ ‬أن‭ ‬حال‭ ‬السوق‭ ‬أصبحت‭ ‬تعاني‭ ‬الإهمال‭ ‬وانتشار‭ ‬الفضلات‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الأوقات،‭ ‬وكذلك‭ ‬الطيور‭ ‬بعضها‭ ‬يشرب‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬غير‭ ‬نظيفة‭.‬

محمد‭ ‬شهاب‭ ‬يبيع‭ ‬الطيور‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عاما،‭ ‬يقول‭: ‬“ما‭ ‬في‭ ‬فايدة‭ ‬الحين‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬زبائن‭ ‬يشترون‭ ‬طيور”،‭ ‬والسبب‭ ‬خوفهم‭ ‬من‭ ‬انتقال‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الطيور‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬50‭ %‬،‭ ‬مردفا‭ ‬أن‭ ‬الطيور‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا‭ ‬للشراء‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬هي‭ ‬عصافير‭ ‬الحب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬طيور‭ ‬الكناري‭.‬

عادل‭ ‬مهدي،‭ ‬يحضر‭ ‬من‭ ‬المحرق‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جمعة‭ ‬لسوق‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬واقف؛‭ ‬لأنه‭ ‬يحب‭ ‬الطيور‭ ‬ويربيها‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬ويضيف‭: ‬أشتريها‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الطيور‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأنواع؛‭ ‬لأن‭ ‬أسعارها‭ ‬أصبحت‭ ‬“رخيصة”‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا‭.‬

ويقول‭ ‬عبدالكريم‭ ‬أبو‭ ‬العنون،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬مزرعة‭ ‬للحيوانات‭ ‬والطيور‭ ‬ومربٍّ‭ ‬للحيوانات‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬أحد‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬هواية‭ ‬اقتناء‭ ‬الطيور‭ ‬هي‭ ‬هواية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬أنشئ‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬صالحا‭ ‬لبيع‭ ‬الطيور،‭ ‬ففي‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬ترتفع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬عالية‭ ‬جدا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الإنسان‭ ‬تحملها‭ ‬وهو‭ ‬تحت‭ ‬“المكيف”،‭ ‬فكيف‭ ‬لهذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬البريئة‭ ‬تحملها،‭ ‬وهذا‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬جميع‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬فيها‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬عزوف‭ ‬“الزبائن”‭ ‬عن‭ ‬الشراء‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطيور‭ ‬إذا‭ ‬أصيبت‭ ‬بالمرض‭ ‬فقد‭ ‬تشكل‭ ‬مصدرا‭ ‬لانتشاره‭ ‬والعدوى؛‭ ‬لعدم‭ ‬نظافة‭ ‬الأقفاص‭ ‬والطيور،‭ ‬وتلوث‭ ‬الماء‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬لها،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬والمواطنين،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬سوق‭ ‬ومبنى‭ ‬خاص‭ ‬للطيور‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬ويتم‭ ‬فصل‭ ‬شحنات‭.‬

ويوافقه‭ ‬يوسف‭ ‬عبدالله،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬قلل‭ ‬زياراته‭ ‬وشراءه‭ ‬الطيور؛‭ ‬لأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مطمئنا‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطيور،‭ ‬التي‭ ‬يقبل‭ ‬عليها‭ ‬المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬متابعة‭ ‬حكومية‭ ‬تضع‭ ‬ضوابط‭ ‬جيدة‭ ‬للغاية‭ ‬حتى‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الطيور‭ ‬المريضة‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الطيور‭ ‬تبدو‭ ‬مريضة‭ ‬وتنفق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬سبب‭ ‬ذلك،‭ ‬ويضيف‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬حكومية،‭ ‬وإيجاد‭ ‬سوق‭ ‬خاص‭ ‬بالطيور‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭.‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬يقول‭ ‬أبوحسين‭ ‬الذي‭ ‬يملك‭ ‬مزرعة‭ ‬للحيوانات‭ ‬إنه‭ ‬يحضر‭ ‬لسوق‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬واقف‭ ‬لشراء‭ ‬أنواع‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬الطيور،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬الأقفاص‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬الحار‭ ‬وضع‭ ‬مأساوي،‭ ‬كذلك‭ ‬الماء‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬ماء‭ ‬غير‭ ‬نظيف،‭ ‬ولكنها‭ ‬تشربه‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬العطش‭ ‬والحر‭.‬

ويلفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬تتكدس‭ ‬فيه‭ ‬الطيور‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬صحية،‭ ‬وتفتقد‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬مصدرا‭ ‬للمرض‭ ‬ونشره‭ ‬للفيروسات‭ ‬بواسطة‭ ‬الطيور‭ ‬والحيوانات‭ ‬التي‭ ‬يشتريها‭ ‬المرتادون‭.‬

ويشدد‭ ‬أبوماجد‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يزورون‭ ‬السوق‭ ‬هو‭ ‬وأسرته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬يتمنون‭ ‬وجود‭ ‬مبنى‭ ‬أو‭ ‬سوق‭ ‬خاصة‭ ‬بالطيور،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬رسم‭ ‬دخول،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬تحت‭ ‬رقابة‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬إبعاد‭ ‬شحنات‭ ‬غذائها‭ ‬من‭ ‬الأعلاف‭ ‬والحبوب‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬تتكدس‭ ‬بها‭ ‬شوارع‭ ‬السوق‭.‬