تطبيق فرز النفايات من المنازل

| أحمد عمران

مازال منظر القمامة الفائضة في الحاويات يتكرر يومياً في مختلف مناطق المملكة ليلاً ونهارًا، بل إن كمياتها آخذة في الازدياد بشكل مضطرد دون اتخاذ أية إجراءات أو تدابير واضحة المعالم للحد منها أو إعادة تدويرها، حيث إن مصير أغلبها إما الطمر أو الحرق، وفي الوقت الحالي لم تعد هذه النفايات مجرد أكياس بلاستيكية سوداء يُرمى بها في حاويات القمامة المنتشرة على امتداد الطرقات، بل باتت موردًا يستفاد منه، وأصبحت عمليات فرز النفايات في الوقت الحاضر جزءاً من تحضر المجتمع، إضافة إلى أنها تمثل دخلاً اقتصادياً ذا مردود مالي لا يستهان به، ونرى العديد من الدول التي أصبحت رائدةً في هذا المجال، ووصلت إلى مراحل متقدمة في إعادة التدوير مثل السويد وألمانيا. وبالنظر إلى التجربة السويدية في إدارة النفايات سنجد أن سر نجاحها في تشجيع السكان بقوة على فرز القمامة من المنازل وتسليمها لإعادة تدويرها، كما أن الحكومة أعدت مناهج تعليمية وتطبيقية خاصة بفرز القمامة وإعادة تدويرها وأدرجتها في مختلف المراحل الدراسية بدئا من رياض الأطفال، حيث ساهمت في تربية الطلاب على ثقافة عامة تشجع على الفرز، وليس فقط على إلقاء النفايات في أماكنها، كما وفرت في كل منزل حاويات للفرز، وبهذا نجحت في نقل مسؤولية عمليات فرز النفايات وإعادة التدوير من الدولة إلى كل فرد من أفراد المجتمع، بعد ما كانت مهمة تقتصر على الجهات المختصة، واستطاعت بذلك أن تحد من تأثيرها على البيئة وأن تصنع اقتصادًا تعتمد فيه الصناعة والتجارة والزراعة على إعادة التدوير. ونحن بانتظار وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني للإعلان عن استراتيجية إدارة النفايات التي تأخر الإعلان عنها، خصوصا أن الوزارة قامت بمبادرة لفرز وتدوير المخلفات المنزلية في محافظة العاصمة، وقالت إن هذه المبادرة أثبتت نجاحها وتتم حاليا دراسة توسعتها في مناطق أخرى في المملكة، لذلك نأمل تعميم هذه التجربة التي ستمثل نقلة نوعية على المجال البيئي والاقتصادي، كما نتمنى البدء في توزيع أكياس ملونة للفرز بديلة عن الأكياس السوداء التي تجمع فيها النفايات المخلوطة، ونتمنى أن يكون هناك إقرار لاستراتيجية إدارة النفايات برؤية واضحة حتى نحقق إنجازاً تصبح فيه مملكة البحرين أول دولة عربية خالية من النفايات بحلول 2030.