مزارعون طالبوا بدعمهم لإنتاج محاصيل متنوعة

الجح والشمام يتصدران السفرة البحرينية

| بدور المالكي

مع‭ ‬دخول‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجو،‭ ‬يتجه‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬الإقبال‭ ‬الملحوظ‭ ‬لشراء‭ ‬البطيخ،‭ ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬محليا‭ ‬باسم‭ ‬“الجح”؛‭ ‬نظرا‭ ‬للمذاق‭ ‬اللذيذ‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به،‭ ‬إذ‭ ‬يعشق‭ ‬المواطنون،‭ ‬والمقيمون‭ ‬تناول‭ ‬البطيخ‭ ‬بعد‭ ‬تبريده‭ ‬وتقطيعه‭ ‬مع‭ ‬وجبة‭ ‬الغداء؛‭ ‬نظرا‭ ‬للفوائد‭ ‬التي‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬البطيخ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ترطيب‭ ‬الجسم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة،‭ ‬ونظرا‭ ‬لكمية‭ ‬الماء‭ ‬التي‭ ‬يحتوي‭ ‬عليها‭ ‬والتي‭ ‬تمتاز‭ ‬بطعمها‭ ‬السكري‭.‬

“البلاد”‭ ‬قامت‭ ‬بجولة‭ ‬على‭ ‬بائعي‭ ‬البطيخ،‭ ‬والشمام‭ ‬المتنقلين،‭ ‬واستفسرت‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬إقبال‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬البطيخ‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

وأكد‭ ‬البائع‭ ‬الحاج‭ ‬عباس‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬البطيخ‭ ‬والشمام‭ ‬لم‭ ‬يتأثر‭ ‬كثيرا‭ ‬بتداعيات‭ ‬مرض‭ ‬وجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬كميات‭ ‬وفيرة‭ ‬منه‭ ‬بالسوق،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البائعين‭ ‬يسعّرون‭ ‬الخمسة‭ ‬كيلو‭ ‬بدينار،‭ ‬فيما‭ ‬يقوم‭ ‬آخرون‭ ‬بعرض‭ ‬4‭ ‬كيلوات‭ ‬بسعر‭ ‬دينار‭.‬

البائع‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬له‭ ‬قصة‭ ‬أخرى‭ ‬مغايرة‭ ‬عن‭ ‬زميل‭ ‬المهنة‭ ‬والعمل،‭ ‬فيقول‭ ‬إن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬البطيخ‭ ‬والشمام‭ ‬ليس‭ ‬كسائر‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية؛‭ ‬نظرا‭ ‬لتخوف‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬شرائه‭ ‬أو‭ ‬تناوله‭ ‬تحسبا‭ ‬للإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬لاسيما‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬انتشر‭ ‬فيها‭ ‬الفيروس‭ ‬بكثافة‭ ‬عالية،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬كان‭ ‬يقطع‭ ‬البطيخ‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬ويبيع‭ ‬نصفها‭ ‬بنصف‭ ‬السعر؛‭ ‬لكي‭ ‬يتأكد‭ ‬المشتري‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬البطيخ،‭ ‬والذي‭ ‬يمتاز‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر،‭ ‬فيما‭ ‬يمتنع‭ ‬المشتري‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬البطيخ‭ ‬المفتوح‭ ‬تخوفا‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭.‬

والتقت‭ ‬“البلاد”‭ ‬المواطن‭ ‬محمد‭ ‬سالم،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬البطيخ‭ ‬ويقوم‭ ‬بشرائه‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬مبينا،‭ ‬أن‭ ‬الجح‭ ‬يتصدر‭ ‬“السفرة‭ ‬البحرينية‭ ‬بالصيف،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬يقوم‭ ‬بفحص‭ ‬البطيخة‭ ‬بالضرب‭ ‬عليها‭ ‬بواسطة‭ ‬يده‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬سُمك‭ ‬القشرة؛‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬البطيخة‭ ‬قديمة‭ ‬أو‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الماء‭ ‬الذي‭ ‬تحتوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬يقطع‭ ‬البطيخ‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬مفضلا‭ ‬وضع‭ ‬البطيخة‭ ‬بشكل‭ ‬واقف‭ ‬ونحتها‭ ‬من‭ ‬الأعلى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬القاعدة،‭ ‬ثم‭ ‬يثبت‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬الحمراء‭ ‬أعوادا‭ ‬بلاستيكية‭ ‬بعد‭ ‬تشكيلها‭ ‬بأشكال‭ ‬جميلة‭ ‬متنوعة،‭ ‬ليصبح‭ ‬تناولها‭ ‬سهلا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬وهي‭ ‬طريقة‭ ‬مبتكرة‭ ‬ومحببة‭ ‬جداً‭. ‬

‭ ‬المواطنة‭ ‬أم‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬تحب‭ ‬هي‭ ‬وعائلتها‭ ‬البطيخ‭ ‬والشمام،‭ ‬مردفة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬موسمه‭ ‬وهو‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬تنتظر‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬بكل‭ ‬اشتياق‭ ‬وذلك‭ ‬لشراء‭ ‬الشمام‭ ‬الأصفر‭ ‬والذي‭ ‬يتميز‭ ‬برائحة‭ ‬مميزة،‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬البطيخ‭ ‬الأحمر،‭ ‬وحول‭ ‬سبب‭ ‬تفضيلها‭ ‬للشمام‭ ‬الأصفر‭ ‬عن‭ ‬البطيخ‭ ‬الأحمر،‭ ‬تقول‭ ‬أم‭ ‬علي‭ ‬إنها‭ ‬تقوم‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬بشراء‭ ‬الشمام‭ ‬الأصفر‭ ‬ذي‭ ‬الصنف‭ ‬الجيد‭ ‬والذي‭ ‬يتميز‭ ‬برائحة‭ ‬قوية‭ ‬ومذاق‭ ‬لذيذ،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بخلط‭ ‬قطع‭ ‬الشمام‭ ‬بالماء،‭ ‬والفانيلا،‭ ‬وماء‭ ‬الورد‭ ‬والسكر‭ ‬والثلج‭ ‬بواسطة‭ ‬وعاء‭ ‬الخلّاط‭ ‬ليصبح‭ ‬عصيرا‭ ‬بمذاق‭ ‬خيالي‭ ‬حسب‭ ‬وصفها،‭ ‬مضيفةً‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بتخزين‭ ‬قطع‭ ‬الشمام‭ ‬بواسطة‭ ‬تثليجه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الموسم‭ ‬وإعداد‭ ‬العصير‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬

العديد‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬الذين‭ ‬أوقفوا‭ ‬سيارتهم‭ ‬لشراء‭ ‬البطيخ‭ ‬والشمام،‭ ‬أكدوا‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أنهم‭ ‬يقومون‭ ‬بصنع‭ ‬عصير‭ ‬البطيخ‭ ‬والشمام،‭ ‬وأنه‭ ‬مفضل‭ ‬لديهم؛‭ ‬لأنه‭ ‬صحي‭ ‬ومفيد‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الصيف‭ ‬الحارة‭ ‬حاليا،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يضاف‭ ‬له‭ ‬الثلج‭.‬

أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬العصير‭ ‬الطازج‭ ‬الذين‭ ‬اختتمت‭ ‬البلاد‭ ‬الجولة‭ ‬بهم،‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬عصير‭ ‬البطيخ‭ ‬“‭ ‬الجح‭ ‬“‭ ‬المحلى‭ ‬بالسكر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عصير‭ ‬الشمام‭ ‬يلاقي‭ ‬إقبالا‭ ‬ملحوظا‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬لاسيما‭ ‬خلال‭ ‬شهري‭ ‬يوليو‭ ‬وأغسطس،‭ ‬حيث‭ ‬وفرة‭ ‬البطيخ‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭.‬

وختاما،‭ ‬فقد‭ ‬تلقت‭ ‬“البلاد”‭ ‬مطلبا‭ ‬خلال‭ ‬الجولة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬وناشدوا‭ ‬بنشرها،‭ ‬وهي‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دعم‭ ‬المزارعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬محاصيل‭ ‬زراعية‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬محميات‭ ‬مجهزة‭ ‬بكافة‭ ‬الإمكانات‭ ‬لإنتاج‭ ‬محاصيل‭ ‬محلية‭ ‬مهجنة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العام،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬البطيخ‭ ‬“الجح‭ ‬“‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشمام،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬منها‭ ‬عصائر‭ ‬طازجة‭ ‬تلبي‭ ‬محبي‭ ‬البطيخ‭ ‬والشمام‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وتكون‭ ‬متوفرة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المزارع‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تنتج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخضار‭ ‬والفواكه،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تؤسس‭ ‬لصناعات‭ ‬غذائية‭ ‬تدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬البحريني‭ ‬وتوظف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ .‬