الفواكه المحلية عالية الجودة.. ومرتفعة الطلب.. وشحيحة في العرض

المزارع البحريني... “أبجي على البمبرة وأبجي على التينة”

| علوي الموسوي

حفر‭ ‬العيون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تصريح‭ ‬مجرّم المياه‭ ‬الارتوازية‭ ‬بفواتير‭ ‬حاليًا الإنتاج‭ ‬البحريني‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يغزو‭ ‬الأسواق‭... ‬ولكن‭!‬

تشهد‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬والنموذجية‭ ‬والمتخصصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حشدًا‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضروات‭ ‬البحرينية،‭ ‬التي‭ ‬تعاقب‭ ‬على‭ ‬زراعتها‭ ‬وجني‭ ‬ثمارها‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬وحاليًا‭ ‬الأبناء‭.‬

ويقبل‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬وبالذات‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضروات‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬لكن‭ ‬الطاقة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬المزارع‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الثمار‭ ‬بدأت‭ ‬تقل؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لضغوط‭ ‬المرحلة‭ ‬وظروف‭ ‬وملابسات‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالزراعة‭ ‬والزحف‭ ‬العمراني‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭.‬

“البلاد”‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬المصور‭ ‬جابت‭ ‬بعض‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬والنموذجية‭ ‬ورصدت‭ ‬ووقفت‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬وهي‭ ‬تعكس‭ ‬الصورة‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الواقع،‭ ‬وكان‭ ‬البدء‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الفواكه‭ ‬البحرينية‭ ‬الموجودة‭.‬

 

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الثمار‭ ‬المحلية‭ ‬للفواكه‭ ‬تقتصر‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬البطيخ،‭ ‬الجيكو،‭ ‬الباباي،‭ ‬الرطب،‭ ‬البمبر،‭ ‬اللوز‭ ‬والتين‭ ‬الوزيري‭ ‬والأسعار‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دينار‭ ‬للكيلو‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬5‭ ‬دنانير‭.‬

حبيب‭ ‬البقالي‭ ‬الذي‭ ‬يزاول‭ ‬مهنة‭ ‬تداول‭ ‬وبيع‭ ‬الفواكه‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬جدحفص‭ ‬وسوق‭ ‬المنامة‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬الفواكه‭ ‬البحرينية‭ ‬موجودة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بغزارة،‭ ‬إذ‭ ‬يفوق‭ ‬حجم‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬المعروض،‭ ‬وهي‭ ‬ثمار‭ ‬تتميز‭ ‬بجودتها‭ ‬ومذاقها‭ ‬الطيب‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظائرها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬ذات‭ ‬المنتج‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الرطب‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الفاكهة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويقبل‭ ‬عليه‭ ‬المواطنون‭ ‬والأجانب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الفاكهة‭ ‬عليها‭ ‬طلب‭ ‬كبير‭ ‬لكن‭ ‬الرطب‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعه‭ ‬يظل‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬صيفًا‭.‬

وبين‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬سنة،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الفواكه‭ ‬وتصديرها‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬رؤية‭ ‬محكمة‭ ‬التطبيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بهذه‭ ‬المهنة‭ ‬والمنتج،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المزارع‭ ‬اليوم‭ ‬يعاني‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ومن‭ ‬جملة‭ ‬معاناته‭ ‬المياه،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المياه‭ ‬الارتوازية‭ ‬عليها‭ ‬فواتير‭ ‬اليوم‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مجانا،‭ ‬ولا‭ ‬تكلف‭ ‬سوى‭ ‬حفر‭ ‬عين‭ ‬وجهاز‭ ‬سحب‭ ‬مياه،‭ ‬بينما‭ ‬اليوم‭ ‬تصل‭ ‬فواتيرها‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬دينار‭ ‬شهريًا،‭ ‬وهذه‭ ‬العيون‭ ‬يمنع‭ ‬حفرها‭ ‬إلا‭ ‬بتصريح‭ ‬خاص‭.‬

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬الصعيد،‭ ‬أكد‭ ‬يونس‭ ‬عبدالله‭ ‬أن‭ ‬الفواكه‭ ‬البحرينية‭ ‬لا‭ ‬يضاهيها‭ ‬مثيل،‭ ‬وهي‭ ‬حلوة‭ ‬المذاق‭ ‬ومتميزة‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬الطعم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬منهج‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬المزارعين‭ ‬وتنمية‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬وهذا‭ ‬المنتج‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬سد‭ ‬حاجة‭ ‬السوق‭ ‬وتصدير‭ ‬البقية‭.‬

وقال‭ ‬“فاكهتنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬متميزة‭ ‬ويمكنها‭ ‬أن‭ ‬تغزو‭ ‬أي‭ ‬سوق‭ ‬وتتميز‭ ‬فيه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قلة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬وارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬محصول‭ ‬واف‭ ‬يسد‭ ‬الاحتياجات”‭.‬

وأردف‭ ‬“تتميز‭ ‬البحرين‭ ‬باللوز‭ ‬وهناك‭ ‬أنواع‭ ‬عديدة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬لكن‭ ‬الإمارات‭ ‬صدرت‭ ‬لنا‭ ‬لوزا‭ ‬بحجم‭ ‬جامبو‭ ‬يفوق‭ ‬نظيره‭ ‬من‭ ‬البحريني،‭ ‬ولذلك‭ ‬يعد‭ ‬اللوز‭ ‬الإماراتي‭ ‬متفوقا‭ ‬على‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لدينا‭ ‬فواكه‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فاكهة‭ ‬لمثيلتها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬كالرطب‭ ‬والتين‭ ‬الوزيري‭ ‬والباباي‭ ‬والجيكو‭ ‬والطماطم‭ ‬الصيقل‭.‬