فاطمة النهام تقدم “يوميات أخصائية اجتماعية” عن مجهولي الأب

| وديعة الوداعي

“يوميات‭ ‬أخصائية‭ ‬اجتماعية”‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬أطلقت‭ ‬الأخصائية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فاطمة‭ ‬النهام‭ ‬وليدها‭ ‬الأول‭ ‬كما‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬عنه‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭: ‬“‭ ‬ترقبت‭ ‬طويلًا‭ ‬وباشتياق‭ ‬قدوم‭ ‬مولودي‭ ‬الأول‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬ذا‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬يبصبر‭ ‬النور،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تلامس‭ ‬طفولته‭ ‬شغاف‭ ‬قلوبكم”‭. ‬

ويتحدث‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬حصيلة‭ ‬تجارب‭ ‬المؤلفة‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العمل‭ ‬المدرسي،‭ ‬حيث‭ ‬طرحت‭ ‬عدة‭ ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬مزجت‭ ‬بحبر‭ ‬الخيال‭ ‬وسلطت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬إنسانية‭ ‬مؤثرة،‭ ‬ضحيتها‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭ ‬وفتيات‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الزهور‭. ‬ونقلت‭ ‬الكاتبة‭ ‬للقراء‭ ‬عبر‭ ‬شخصية‭ (‬ميساء‭ ‬جاسم‭) ‬كل‭ ‬قصصها‭ ‬وخبرتها‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬وإخفاقاتها‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬مشكلات‭ ‬طلبتها‭ ‬وهمومهم،‭ ‬وتتنوع‭ ‬قصص‭ ‬الكتاب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إنسانية‭ ‬واجتماعية‭ ‬أبرزها‭ (‬فئة‭ ‬مجهولي‭ ‬الأب،‭ ‬الإهمال‭ ‬الأسري،‭ ‬العطاء‭ ‬والتضحية‭ ‬للآخرين‭ ..)‬،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬الأخرى‭. ‬

يذكر‭ ‬مساهمة‭ ‬الفنانة‭ ‬أمل‭ ‬خالد‭ ‬أمين‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬رسمة‭ ‬إبداعية‭ ‬لغلاف‭ ‬الكتاب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬الرسومات‭ ‬التعبيرية‭ ‬للقصص‭ ‬القصيرة‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬أسيل‭ ‬خالد‭ ‬أمين‭. ‬وتم‭ ‬إصدار‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬يافا‭ ‬العلمية‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬بالمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬وقريبًا‭ ‬ستوزع‭ ‬في‭ ‬المكتبات‭ ‬والدور‭ ‬الثقافية‭ ‬والمعارض‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭. ‬

وتقول‭ ‬النهام‭: ‬“كثرة‭ ‬الأعباء‭ ‬والمهام‭ ‬التي‭ ‬تأخذني‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة‭ ‬كانت‭ ‬أحد‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬أثناء‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار،‭ ‬فأولا‭ ‬أنا‭ ‬اختصاصية‭ ‬إرشاد‭ ‬اجتماعي‭ ‬أولى‭ ‬ولدي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقي،‭ ‬ثانيًا‭ ‬أنا‭ ‬أم‭ ‬حريصة‭ ‬جدًا‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬أولادي‭ ‬في‭ ‬مدارسهم‭ ‬واسعى‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬مواهبهم،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المسؤوليات‭ ‬لم‭ ‬تمنع‭ ‬أبدًا‭ ‬عشقي‭ ‬للأدب‭ ‬والكتابة‭ ‬ولم‭ ‬تتركني‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أقف،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬حافزًا‭ ‬للاستمرار‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمي‭ ‬والوصول‭ ‬لهدفي‭. ‬

وترى‭ ‬النهام‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬للكتاب‭ ‬هو‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬اجتماعية‭ ‬وإنسانية‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولكنها‭ ‬ممزوجة‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬الخيال‭. ‬أما‭ ‬الهدف‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬أحد‭ ‬أحلامها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أثرًا‭ ‬ومكانًا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬الذي‭ ‬تعشقه‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭. ‬

وعن‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة‭ ‬وجهت‭ ‬فاطمة‭ ‬نصيحة‭ ‬للكتاب‭ ‬الجدد‭ ‬والهواة‭: ‬“القراءة‭ ‬ثم‭ ‬القراءة؛‭ ‬لأنها‭ ‬توسع‭ ‬مدارك‭ ‬الكاتب‭ ‬وتعطيه‭ ‬مجالًا‭ ‬خصبًا‭ ‬لتوسعة‭ ‬خياله،‭ ‬كما‭ ‬أنصحهم‭ ‬بتنويع‭ ‬قراءاتهم؛‭ ‬ليمتلكوا‭ ‬فكرًا‭ ‬متفردًا‭ ‬ولتتطور‭ ‬لديهم‭ ‬المهارات‭ ‬الكتابية‭ ‬واللغوية،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬هدف‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يسعوا‭ ‬له‭ ‬بالعزيمة‭ ‬والإرادة‭ ‬وعدم‭ ‬اليأس؛‭ ‬لأن‭ ‬الكتابة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الوقت‭ ‬والصبر‭ ‬والاستمرار”‭.‬