الوداعي لـ “البلاد”: صاحب العقار تجاوز حد ملكه وتعدى على الحق العام

حاجز صخري يخترق البحر ويسد طريق العبور في باربار

| سيدعلي المحافظة

هل‭ ‬كان‭ ‬شعور‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬مالك‭ ‬أحد‭ ‬العقارات‭ ‬المحاذية‭ ‬لساحل‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ ‬لمد‭ ‬حاجز‭ ‬صخري‭ ‬ومنع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬منه،‭ ‬وممارسة‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الساحل؟‭.‬

هذا‭ ‬المشهد‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬انزعاجهم‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬حقهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬ساحل‭ ‬قريتهم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬تحريك‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬ساكناً‭ ‬لإزالة‭ ‬هذا‭ ‬الحاجز‭.‬

تلك‭ ‬الشكاوي‭ ‬دفعت‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬شبر‭ ‬الوداعي‭ ‬لسؤاله‭ ‬عن‭ ‬أحقية‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬هذا‭ ‬الحاجز‭ ‬ومدى‭ ‬مخاطره،‭ ‬والجهة‭ ‬المعنية‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حياله‭.‬

وقال‭ ‬الوداعي‭: ‬إن‭ ‬المنطقة‭ ‬الساحلية‭ ‬التي‭ ‬عمد‭ ‬صاحب‭ ‬أحد‭ ‬العقارات‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ ‬المقابلة‭ ‬للساحل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مصدات‭ ‬صخرية‭ ‬ومنع‭ ‬الأهالي‭ ‬من‭ ‬الانتفاع‭ ‬من‭ ‬الشريط‭ ‬الساحلي‭ ‬والمرور‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الساحلية‭ ‬الملاصقة‭ ‬للعقار،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬حق‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬تملك‭ ‬المنطقة‭ ‬الساحلية‭ ‬المقابلة‭ ‬لعقاره،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬تحرياته‭ ‬ومتابعاته‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنظر‭ ‬للقضية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬القانونية‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬الساحلية‭ ‬التي‭ ‬عمل‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مصدات‭ ‬صخرية،‭ ‬ومنع‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الانتفاع‭ ‬بالساحل‭ ‬كحق‭ ‬عام،‭ ‬يعتبر‭ ‬عملاً‭ ‬مخالفاً‭ ‬للقانون‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬بالوثائق‭ ‬الرسمية‭ ‬حقه‭ ‬المشروع‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬معاينته‭ ‬والتحري‭ ‬بشأنه‭ ‬مع‭ ‬المختصين‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬شكاوى‭ ‬الأهالي‭ ‬واعتراضهم‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬أحد‭ ‬ملاك‭ ‬العقارات‭ ‬المحادية‭ ‬لساحل‭ ‬باربار‭ ‬في‭ ‬منعهم‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬وحجزها‭ ‬بمصدات‭ ‬صخرية‭ ‬الى‭ ‬عمق‭ ‬المياه‭ ‬الساحلية،‭ ‬يتساوى‭ ‬مع‭ ‬مشهد‭ ‬المخالفة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬أبوصبح‭ ‬بقرية‭ ‬الدراز‭.‬

وتابع‭: ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬المقابل‭ ‬للساحل‭ ‬بإنشاء‭ ‬مرفأ‭ ‬للقوارب‭ ‬الخاصة‭ ‬ومد‭ ‬منصة‭ ‬المرفأ‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬المياه‭ ‬الساحلية،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬تنبيه‭ ‬بشأنه‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬مرفق‭ ‬معه‭ ‬الصور‭ ‬الثبوتية‭ ‬للمخالفة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الممثل‭ ‬البلدي‭ ‬لثانية‭ ‬الشمالية‭ ‬وتم‭ ‬مخالفة‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬وإجباره‭ ‬على‭ ‬إزالة‭ ‬المخالفة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬المقابل‭ ‬للساحل‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬المياه‭ ‬الساحلية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬حق‭ ‬عام‭ ‬ومحمية‭ ‬بموجب‭ ‬القانون،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬ينطبق‭ ‬عليه‭ ‬الإجراء‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬فرضه‭ ‬على‭ ‬المخالف‭ ‬في‭ ‬ساحل‭ ‬أبوصبح‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬اتخاذها‭ ‬تتطلب‭ ‬التحري‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬قانونية‭ ‬تصرف‭ ‬صاحب‭ ‬العقار،‭ ‬وتحديد‭ ‬مخالفته‭ ‬للقانون‭ ‬من‭ ‬عدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬التحري‭ ‬والتحقيق‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البلدي‭ ‬والبيئي‭ ‬والتخطيط‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية‭.‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬مخالف‭ ‬للقانون،‭ ‬فإن‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬إجبار‭ ‬المخالف‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬المخالفة‭ ‬وإرجاع‭ ‬الموقع‭ ‬إلى‭ ‬وضعه‭ ‬الطبيعي‭ ‬كما‭ ‬كان،‭ ‬واتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬قانوني‭ ‬وفق‭ ‬القوانين‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬المخالفة‭ ‬ومتطلباتها‭ ‬الإجرائية،‭ ‬وبما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬للعمل‭ ‬البلدي‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬للمصدات‭ ‬البحرية‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬اتجاهين‭ ‬رئيسين،‭ ‬حيث‭ ‬يتمثل‭ ‬الاتجاه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬ضياع‭ ‬الحق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬إرثه‭ ‬التاريخي،‭ ‬وعدم‭ ‬تمكن‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الانتفاع‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الترفية‭ ‬والسياحة‭ ‬البيئية،‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬احتمال‭ ‬حدوث‭ ‬نزاعات‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬والأهالي،‭ ‬وهو‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬نتمنى‭ ‬حدوثه،‭ ‬وينبغي‭ ‬أخذه‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭. ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬الآخر‭ ‬المقلق‭ ‬للأهالي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬أبنائهم‭ ‬اعتادوا‭ ‬التجول‭ ‬في‭ ‬الساحل،‭ ‬مما‭ ‬يضعهم‭ ‬أمام‭ ‬مخاوف‭ ‬تعرضهم‭ ‬للأذى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬محاولتهم‭ ‬تجاوز‭ ‬المصدات‭ ‬الصخرية،‭ ‬وليس‭ ‬بعيدا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬محاولتهم‭ ‬تجاوز‭ ‬المصدات‭ ‬الصخرية‭ ‬أن‭ ‬يتعرضوا‭ ‬الى‭ ‬السقوط‭ ‬وحدوث‭ ‬الإصابات‭ ‬الجسيمة‭ ‬والخطيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬مستعجل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬والجهة‭ ‬المعنية‭ ‬والمسؤولة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬المشكلة،‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬القانونية‭ ‬لمعالجتها‭.‬