أصبحت رقمية بتطبيقات إلكترونية بالإمارات والسعودية

العيدية في زمن “كورونا”... اختلفت الطريقة والهدف واحد

| طارق البحار

من‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يتذكر‭ ‬العيدية‭ ‬في‭ ‬الأعياد،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لا‭ ‬تحلو‭ ‬الاحتفالات‭ ‬إلا‭ ‬بها،‭ ‬فالسعادة‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الأطفال‭ ‬عندما‭ ‬يستلمون‭ ‬العيدية،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬أبدا،‭ ‬فهم‭ ‬ينتظرون‭ ‬العيد‭ ‬بشوق؛‭ ‬لينالوا‭ ‬الجائزة‭ ‬المالية‭ ‬المنتظرة‭ ‬ويبدأوا‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بصرفها‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬او‭ ‬احيانا‭ ‬تختفي‭ ‬عند‭ ‬الأبوين‭!‬

في‭ ‬موقع‭ ‬ويكيبيديا‭ ‬نجد‭ ‬تعريف‭ ‬العيدية‭ ‬بالتالي‭: ‬”العيدية هي‭ ‬عادة‭ ‬إسلامية‭ ‬سنوية،‭ ‬وتكون‭ ‬العادة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نقود‭ ‬أو‭ ‬هدية‭ ‬أو‭ ‬حلوى‭ ‬وغيرها‭ ‬تعطى‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬وأيضًا‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬وتعود‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬قرون‭ ‬قديمة“،‭ ‬وفي‭ ‬اللغة‭ ‬كلمة‭ ‬“عيدية”‭ ‬تعني‭ ‬العطاء‭ ‬والعطف،‭ ‬وهي‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬“عيد”‭ ‬ومعناها‭ ‬كثرة‭ ‬عوائد‭ ‬الرحمن‭ ‬على‭ ‬عبادة،‭ ‬وهي‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عوائد‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬روحانية‭.‬

واليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬العيدية‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الكورونا‭ ‬الذي‭ ‬نتمنى‭ ‬انتهائه‭ ‬سريعا،‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬النقود‭ ‬التي‭ ‬تعطى‭ ‬غالبا‭ ‬الأطفال‭ ‬والأمهات‭ ‬تسلم‭ ‬باليد‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬قوانين‭ ‬التباعد‭ ‬دخلت‭ ‬”بنفت‭ ‬باي“‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وأصبح‭ ‬الفرد‭ ‬يحول‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬كعيدية‭ ‬للأطفال‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬والديه،‭ ‬وبالطبع‭ ‬الإحساس‭ ‬مختلف‭ ‬تماما،‭ ‬فالطفل‭ ‬يسعد‭ ‬عندا‭ ‬يجمع‭ ‬هذه‭ ‬الآمال،‭ ‬بل‭ ‬يتفاخر‭ ‬بعددها‭ ‬أمام‭ ‬باقي‭ ‬أفراد‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭! ‬فمن‭ ‬أجمل‭ ‬احتفالات‭ ‬العيد‭ ‬سواء‭ ‬الفطر‭ ‬أو‭ ‬الأضحى‭ ‬هو‭ ‬تجمع‭ ‬الأطفال‭ ‬حول‭ ‬آبائهم‭ ‬وأقاربهم‭ ‬وأجدادهم؛‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬حظهم‭ ‬من‭ ‬النقود‭ ‬الورقية‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬مكان‭ ‬النقدية‭ ‬كما‭ ‬السابق،‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬ظهرت‭ ‬بوادر‭ ‬لتراجعها‭ ‬مؤخرا‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أشكال‭ ‬عينية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬النقود،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬الغالبية‭ ‬متمسكة‭ ‬بها‭ ‬باعتبارها‭ ‬أصبحت‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬معنوية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بذاكرتنا‭ ‬وصورتنا‭ ‬عن‭ ‬العيد‭ ‬وأجوائه،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيّل‭ ‬العيد‭ ‬من‭ ‬دونها،‭ ‬خصوصا،‭ ‬وأنها‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة‭ ‬وأيضا‭ ‬البعيدة‭.‬

بالطبع‭ ‬كإجراء‭ ‬احترازي‭ ‬يجب‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬توزيع‭ ‬العيدية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬احتمال‭ ‬انتقال‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تداول‭ ‬العملات‭ ‬الورقية‭ ‬والتقارب‭ ‬طبعا،‭ ‬وتنصح‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بتقليل‭ ‬التعامل‭ ‬بالعملات‭ ‬النقدية،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالخيارات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتوفرة‭ ‬عند‭ ‬الدفع‭ ‬لتنجب‭ ‬أي‭ ‬عدوى‭.‬

تاريخيا‭ ‬ظهرت‭ ‬العيدية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الفاطمي‭ ‬على‭ ‬يد الخليفة المعز‭ ‬لدين‭ ‬الله‭ ‬الفاطمي‭ ‬الذي‭ ‬أراد‭ ‬ازدياد‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حكمه،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬سعادة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬وكان‭ ‬يستخدم‭ ‬ذلك‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الدعايا‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭. ‬عرفت‭ ‬العيدية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬باسم‭ ‬الرسوم‭ ‬أو‭ ‬التوسعة‭ ‬وكانت‭ ‬الدولة‭ ‬توزع‭ ‬النقود‭ ‬والهدايا‭ ‬وكسوة‭ ‬العيد‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬ورجال‭ ‬الدولة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تهدي‭ ‬الدراهم‭ ‬الفضية‭ ‬للفقهاء‭ ‬وقراء‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭. ‬في‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬كان‭ ‬الخليفة‭ ‬يخرج‭ ‬على‭ ‬الرعية‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬للقصر‭ ‬وينثر‭ ‬الدراهم‭ ‬والدنانير‭ ‬الذهبية‭ ‬عليهم‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬للعيدية‭ ‬أشكال‭ ‬خاصة‭ ‬للتقديم،‭ ‬فبدل‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬النقود‭ ‬من‭ ‬المحفظة‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة،‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬”خصوصا‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات“‭ ‬يقدمنها‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬مغلفة‭ ‬جميلة،‭ ‬تتسابق‭ ‬في‭ ‬تصميمها‭ ‬والحجز‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المطابع،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانستغرام،‭ ‬وتتسابق‭ ‬النساء‭ ‬بتقديم‭ ‬العيدية‭ ‬بشكل‭ ‬مميز‭ ‬ومنفرد‭ ‬وبالطبع‭ ‬مع‭ ‬التصوير‭.‬

في‭ ‬الإمارات‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬لتطبيقات‭ ‬الخاصة‭ ‬للعيدية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬لتحويل‭ ‬العيدية‭ ‬النقدية؛‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة،‭ ‬وشجعت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لتنظيم‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬لتقديم‭ ‬عيديتهم‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬ورفعت‭ ‬شعار‭ ‬للحملة‭ ‬“عايدهم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وشاركهم‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭.‬

وفي‭ ‬السعودية‭ ‬أطلقت‭ ‬خدمة‭ ‬إلكترونية‭ ‬باسم”العيدية”‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬مشاركة‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬مع‭ ‬الأقارب‭ ‬أو‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬وذلك‭ ‬بإرسال‭ ‬العيديات‭ ‬الفورية‭ ‬رقميا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رقم‭ ‬الجوال‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وتشمل‭ ‬قائمة‭ ‬العيديات‭ ‬الرقمية‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬وبطاقات‭ ‬الألعاب‭ ‬والترفيه،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الهدايا‭ ‬المتاحة‭.‬