قطعة جرادة... الجزيرة الساحرة

| طارق البحار

بعد‭ ‬انقطاع‭ ‬البحريني‭ ‬عن‭ ‬السفر‭ ‬للسياحة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬اتجه‭ ‬إلى‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وبالطبع‭ ‬اختار‭ ‬السواحل‭ ‬والشواطئ‭ ‬مع‭ ‬حرارة‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬تزامن‭ ‬إجازة‭ ‬المدارس‭.‬

ولعل‭ ‬أحدث‭ ‬الوجهات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬هي‭ ‬جزيرة‭ ‬قطعة‭ ‬جرادة،‭ ‬والتي‭ ‬استولت‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬البحرينيين‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وتعتبر‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬جزر‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬نواحٍ‭ ‬وأكثرها‭ ‬ندرة،‭ ‬فهي‭ ‬تظهر‭ ‬مع‭ ‬الجزر‭ ‬وتختفي‭ ‬تحت‭ ‬المد،‭ ‬وأصبحت‭ ‬المزار‭ ‬السياحي‭ ‬المحبب‭ ‬للبحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬الذين‭ ‬يختارونها‭ ‬للاستجمام‭ ‬والتمتع‭ ‬بالبحر‭ ‬الصافي‭ ‬ورمالها‭ ‬الذهبية‭ ‬الجميلة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬التلوث،‭ ‬وهي‭ ‬الوحيدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

للذهاب‭ ‬إليها‭ ‬هناك‭ ‬رحلات‭ ‬منتظمة‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬معينة،‭ ‬فهي‭ ‬تبعد‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬كيلومترا‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‭ ‬من‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق،‭ ‬وهي‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬مرافق‭ ‬سياحية،‭ ‬لكنها‭ ‬ساحرة‭ ‬جدا‭ ‬ومكان‭ ‬مفضل‭ ‬اليوم‭ ‬للسياحة‭ ‬أو‭ ‬الغوص‭ ‬أو‭ ‬السباحة،‭ ‬فهي‭ ‬جزيرة‭ ‬هادئة‭ ‬وبحرها‭ ‬فيروزي‭ ‬اللون‭ ‬جميل،‭ ‬ورمالها‭ ‬طبيعية‭ ‬نظيفة‭ ‬وذهبية‭ ‬بطريقة‭ ‬مذهلة‭ ‬جدا،‭ ‬ومن‭ ‬اشهر‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المرتادون‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬فيها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السباحة‭ ‬والغوص‭ ‬هو‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالمناظر‭ ‬البحرية‭ ‬الجميلة‭ ‬فيها،‭ ‬الغوص‭ ‬ومشاهدة‭ ‬الجدار‭ ‬المرجاني‭ ‬الجميل‭ ‬حولها‭ ‬أو‭ ‬اصطياد‭ ‬الأسماك‭ ‬هناك،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تحس‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬جميلة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬العمراني‭ ‬الزاحف،‭ ‬فهي‭ ‬جزيرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اسمنت‭ ‬أو‭ ‬شاليهات‭ ‬غرف،‭ ‬فالطابع‭ ‬الطبيعي‭ ‬للحياة‭ ‬البحرية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬تأسر‭ ‬القلوب‭ ‬إليها‭ ‬اليوم‭.‬

ومن‭ ‬عجائب‭ ‬قطعة‭ ‬جرادة‭ ‬أنها‭ ‬تتميز‭ ‬بظاهرة‭ ‬طبيعية‭ ‬فريدة،‭ ‬حيث‭ ‬إذا‭ ‬أصبحت‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬حالدة‭ ‬المد‭ ‬تنغمر‭ ‬غالبية‭ ‬أراضي‭ ‬الجزيرة‭ ‬وتصبح‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مستنقع‭ ‬مائي‭ ‬صافٍ‭ ‬ونقي‭ ‬بغزارة‭ ‬تقدر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬سنتيمترا‭ ‬فقط‭ ‬وتعتبر‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬على‭ ‬سطحها‭ ‬من‭ ‬ألطـف‭ ‬الدرجات‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬نقطة‭ ‬يابسة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬والشتاء‭.‬