رغم الجائحة... “الحية بيه” حاضرة بأهازيجها

| تقرير وتصوير سعيد محمد

قبل‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ - ‬أي‭ ‬في‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬عرفة‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ - ‬أو‭ ‬في‭ ‬عصرية‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة،‭ ‬وضمن‭ ‬موروث‭ ‬شعبي‭ ‬قديم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬يكون‭ ‬الأطفال‭ ‬وذووهم‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬رمي‭ ‬“الحيه‭ ‬بيه”‭ ‬في‭ ‬السواحل‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬سكنهم،‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬جميلة‭ ‬ربما‭ ‬ستتغير‭ ‬أو‭ ‬تنخفض‭ ‬أو‭ ‬تنعدم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السواحل‭ ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ومتطلبات‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬حضرت‭ ‬“الحيه‭ ‬بيه”‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬الذين‭ ‬تفننوا‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬طريقتها‭ ‬القديمة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬أصيص‭ ‬من‭ ‬حصير‭ ‬سعف‭ ‬النخيل،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أصايص‭ ‬البلاستيك،‭ ‬وشهدت‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الباعة‭ ‬إقبالًا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معتاد،‭ ‬إذ‭ ‬بيعت‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬لكي‭ ‬يمارس‭ ‬الأطفال‭ ‬رعايتها‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬التراث،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬سقايتها‭ ‬والاعتناء‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬رميها‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يردد‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬أهازيج‭ ‬معروفة‭ ‬ومشتركة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬“حيه‭ ‬بيه‭.. ‬راحت‭ ‬حيه‭.. ‬ويات‭ ‬حيه”،‭ ‬ويضيف‭ ‬عليها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬“على‭ ‬درب‭ ‬لحنينية‭.. ‬غذيناك‭ ‬وعشيناك‭ ‬ويوم‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬رميناك‭.. ‬لا‭ ‬تدعين‭ ‬علي‭.. ‬حلليني‭ ‬يا‭ ‬حيتي”،‭ ‬ويكتفي‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬بترديد‭ ‬عبارة‭ ‬“مع‭ ‬السلامة‭ ‬يا‭ ‬حيتي”‭. ‬ووفق‭ ‬المرويات‭ ‬الشعبية،‭ ‬فإن‭ ‬معنى‭ ‬“الحيه‭ ‬بيه”‭ ‬تعني‭ ‬“أن‭ ‬الحاج‭ ‬سيعود”‭.. ‬“الحجي‭ ‬بيجي”‭.. ‬وفيها‭ ‬دعوات‭ ‬لسلامة‭ ‬الحجيج‭ ‬وعودتهم‭ ‬من‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة‭ ‬سالمين‭ ‬غانمين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يؤدوا‭ ‬مناسك‭ ‬الحج،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬ظروف‭ ‬الحج‭ ‬والعيد‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬“الحيه‭ ‬بيه”‭ ‬واقتنائها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأهالي،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتجمع‭ ‬لرميها‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬عصرية‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬لإسعاد‭ ‬الأطفال‭ ‬ولكي‭ ‬يعيشوا‭ ‬لحظات‭ ‬جميلة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬التي‭ ‬توارثناها‭ ‬أبًا‭ ‬عن‭ ‬جد‭.‬