أصبح التكدس الافتراضي حاليا هو المسيطر على المشهد

تجربة شراء ملابس عيد الأضحى هذا العام...“اونلاين“ أكثر!

| أميرة وليد

الزحام‭ ‬هو‭ ‬المشهد‭ ‬الاعتيادي‭ ‬للأسواق‭ ‬والمحال‭ ‬استقبالا‭ ‬لعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬وذلك‭ ‬لشراء‭ ‬الملابس‭ ‬ومستلزمات‭ ‬العيد‭ ‬خصوصا‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لتدخل‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬البهجة‭ ‬والسرور،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬التباعد‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وتتجه‭ ‬النساء‭ ‬لشراء‭ ‬الفساتين‭ ‬وأطقم‭ ‬المناسبات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬للتفصيل‭ ‬على‭ ‬أذواقهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لحضور‭ ‬المناسبات‭ ‬والتجمعات‭ ‬العائلية،‭ ‬وحتى‭ ‬الرجال‭ ‬يهتمون‭ ‬بشراء‭ ‬ملابس‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬تفصيل‭ ‬الثوب‭ ‬لحضور‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬وزيارات‭ ‬الأقارب‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تطل‭ ‬علينا‭ ‬وتسيطر‭ ‬على‭ ‬المشهد،‭ ‬وكما‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬فائتة‭ ‬وغيرت‭ ‬من‭ ‬طقوسها‭ ‬كطقوس‭ ‬رمضان‭ ‬والصلاة‭ ‬بالمساجد،‭ ‬وحتى‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬قد‭ ‬هل‭ ‬علينا‭ ‬بغير‭ ‬طلته‭ ‬كالسابق،‭ ‬فبدورها‭ ‬أيضا‭ ‬ستجبر‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬خططه‭ ‬ومظاهر‭ ‬احتفاله‭ ‬بهذا‭ ‬العيد‭ ‬وبطقوس‭ ‬تحضيراته‭ ‬له،‭ ‬فسيحل‭ ‬علينا‭ ‬عيد‭ ‬الاضحى‭ ‬مختلف‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ويحمل‭ ‬مظاهر‭ ‬مختلفة‭ ‬احتفالا‭ ‬به‭ ‬ومن‭ ‬ابرز‭ ‬تلك‭ ‬الاختلافات‭ ‬هي‭ ‬أساليب‭ ‬الشراء،‭ ‬خصوصا‭ ‬شراء‭ ‬ملابس‭ ‬العيد،‭ ‬فلن‭ ‬تكون‭ ‬تجربة‭ ‬دخول‭ ‬غرفة‭ ‬القياس‭ ‬مثلا‭ ‬كما‭ ‬السابق،‭ ‬فأصبح‭ ‬فرصة‭ ‬النزول‭ ‬للأسواق‭ ‬والمحال‭ ‬التجارية‭ ‬للتبضع‭ ‬ليست‭ ‬كالسابق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الدولة‭ ‬حرصا‭ ‬وأمنا‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬ولكبح‭ ‬جماح‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬التفشي،‭ ‬ولكن‭ ‬بالطبع‭ ‬لن‭ ‬يستسلم‭ ‬الناس‭ ‬لذلك‭ ‬الوضع،‭ ‬وستكون‭ ‬لديهم‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬تعويضا‭ ‬للنزول‭ ‬للشراء؛‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬سلامتهم‭ ‬وسلامة‭ ‬أهاليهم،‭ ‬وتجنب‭ ‬الازدحامات‭ ‬والاختلاط‭ ‬المباشر‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭.‬

ولعل‭ ‬اليوم‭ ‬الطريقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬الناس‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشباب‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬هو‭ ‬التسوق‭ ‬“أونلاين”‭ ‬كوسيلة‭ ‬شراء‭ ‬وقائية‭ ‬للتصدي‭ ‬لأزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬فأصبح‭ ‬التكدس‭ ‬الافتراضي‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬المسيطر‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التكدس‭ ‬في‭ ‬المحال،‭ ‬فيعرض‭ ‬أصحاب‭ ‬الحسابات‭ ‬والمحلات‭ ‬التي‭ ‬بالمجمعات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بضاعتهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬موقع‭ ‬“الانستغرام”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬الشراء‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وأشهرهم‭ ‬موقع‭ ‬أمازون‭ ‬بوصفه‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الرابحين‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ويقبل‭ ‬الناس‭ ‬بمختلف‭ ‬الفئات‭ ‬والأعمار‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وأذواقهم،‭ ‬وازدادت‭ ‬التعاملات‭ ‬أونلاين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬بها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المتعاملين‭ ‬الذين‭ ‬سهلت‭ ‬عليهم‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬لمختلف‭ ‬المنتجات‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها،‭ ‬فالفيروس‭ ‬قد‭ ‬أدخلنا‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭ ‬بالشراء،‭ ‬وهو‭ ‬عالم‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬

الإنسان‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬سعادته‭ ‬بنفسه،‭ ‬فيجب‭ ‬عليه‭ ‬ألا‭ ‬ينتظر‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬لتصنعها‭ ‬له،‭ ‬فكلنا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تلك‭ ‬الظروف،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬المجال‭ ‬للكورونا‭ ‬لتعكر‭ ‬علينا‭ ‬فرحتنا‭ ‬بالعيد،‭ ‬بل‭ ‬يمكننا‭ ‬تعويض‭ ‬جميع‭ ‬طقوسنا‭ ‬ببدائل‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬السعادة‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬حتى‭ ‬الأونلاين‭.. ‬وعيدكم‭ ‬سعيد‭.‬