تجربتي مع سينما السيارات في خليج البحرين

| طارق البحار

تاريخيا‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬دائما‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬افكار‭ ‬السينما‭ ‬بانواعها‭ ‬المتنوعة‭ ‬والافلام،‭ ‬فمنذ‭ ‬أواخر‭ ‬الخمسينات‭ ‬وبداية‭ ‬الستينات‭ ‬ظهر‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬السينما‭ ‬المتنقلة‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬بدأتها‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭. ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬الشركة‭ ‬بعرض‭ ‬الأفلام‭ ‬التثقيفية‭ ‬والتربوية‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين‭ ‬مستغلة‭ ‬مباني‭ ‬الأندية‭ ‬أو‭ ‬الباحات‭ ‬العامة،‭ ‬وكانت‭ ‬العروض‭ ‬تتم‭ ‬باشراف‭ ‬المخرج‭ ‬البحريني‭ ‬القدير‭ ‬خليفة‭ ‬شاهي،‭ ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬الاول‭ ‬لحضور‭ ‬سينما‭ ‬السيارات‭ ‬لاول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬تجارب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭. ‬حضرت‭ ‬الافتتاح‭ ‬والتجربة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ممتازة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬وصعبة‭ ‬من‭ ‬اخرى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭.‬

هي‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬عشاق‭ ‬الفن‭ ‬السابع‭ ‬تجربتها،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الإغلاق‭ ‬المؤقت‭ ‬لصالات‭ ‬السینما‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائیة‭ ‬الحالیة،‭ ‬والموقع‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اختياره‭ ‬للعرض‭ ‬السينمائي‭ ‬الخارجي‭ ‬في‭ ‬خلیج‭ ‬البحرین،‭ ‬حيث‭ ‬تتجه‭ ‬كبريات‭ ‬شركات‭ ‬السينما‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬احياءه‭ ‬مجددا،‭ ‬وتعتبر‭ ‬فكرة“Drive-In”‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬السينما‭ ‬وتتألف‭ ‬من‭ ‬شاشة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬ومنصة‭ ‬عرض،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مساحة‭ ‬واسعة‭ ‬تأخذ‭ ‬السيارات‭ ‬أماكنها‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الفيلم،‭ ‬ويمكن‭ ‬للفرد‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬من‭ ‬سيارته‭ ‬الخاصة،‭ ‬عبر‭ ‬تضبيط‭ ‬الصوت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محطة‭ ‬معينة‭ ‬بالإذاعة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬700‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بشكل‭ ‬مريح‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتسع‭ ‬أحيانًا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬سيارة‭ ‬داخل‭ ‬أرضيات‭ ‬المسرح‭ ‬بموقع‭ ‬مناسب‭ ‬لمشاهدة‭ ‬العرض،‭ ‬وهي‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يسعد‭ ‬أصحاب‭ ‬السيارات‭ ‬وبتكلفة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬السينمات‭ ‬العادية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬اي‭ ‬اتصال‭ ‬بشري‭!‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬دعوتي‭ ‬للجميع‭ ‬للذهاب‭ ‬وتجربة‭ ‬سينما‭ ‬السيارات‭ ‬ومشاهدة‭ ‬الافلام‭ ‬هناك،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬ملاحظات‭ ‬احب‭ ‬ان‭ ‬ابينها‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬شخصية،‭ ‬وهي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الجلوس‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬السيارة‭ ‬ربما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭  ‬الجسم‭ ‬خصوصا‭ ‬واذا‭ ‬السيارة‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬مريحة،‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تشغيل‭ ‬السيارة‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭ ‬تصل‭ ‬احيانا‭ ‬الى‭ ‬‮٣‬‭ ‬ساعات‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬كفاءة‭ ‬السيارة‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬قديمة‭ ‬بالطبع،‭ ‬مع‭ ‬الطقس‭ ‬الحار‭ ‬والرطوبة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬التوقف‭ ‬ومشاهدة‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬سياراتك‭ ‬بدون‭ ‬المكيف‭! ‬وايضا‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬هو‭ ‬قلة‭ ‬الانتاج‭ ‬السينمائي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬هولييود‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سيعرض‭ ‬فيها،‭ ‬وهذه‭ ‬مشكلة‭ ‬دولية‭ ‬وليست‭ ‬محلية‭ ‬ابدا،‭ ‬لذلك‭ ‬السينما‭ ‬تعرض‭ ‬افلام‭ ‬قديمة‭ ‬للاسف‭ ‬مع‭ ‬انتظار‭ ‬الافلام‭ ‬التي‭ ‬تأجلت‭ ‬للعرض‭!‬

 

 

لكن‭ ‬اشدد‭ ‬بضرورة‭ ‬تجربة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السينما‭ ‬كتجربة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وللعلم‭ ‬تباع‭ ‬التذاكر‭ ‬على‭ ‬فئتین،‭ ‬إما‭ ‬لشخصین‭ ‬أو‭ ‬لأربع‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سیارة،‭ ‬بإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفیر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطعمة‭ ‬والمشروبات‭ ‬المتنوعة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬عروض‭ ‬تسبق‭ ‬الأفلام‭ ‬مثل‭ ‬العروض‭ ‬الموسیقیة‭ ‬والعروض‭ ‬الخاصة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العروض‭ ‬الكومیدیة‭ ‬الحیة‭ ‬خلال‭ ‬أیام‭ ‬نهایة‭ ‬الأسبوع‭.‬