خادم الحرمين الشريفين... مليار وأكثر
| القس هاني عزيز
وانا أتأمل يوميات العالم الإسلامي والعربي وما تحيط به من تحديات قفزت من ذاكرتي كلمات سمعتها من زمن بعيد من سيدة غيورة على العالم العربي والإسلامي قالت لي وبكل حماس ومحبة : “ان خادم الحرمين الشريفين قادر بإشارة من إصبعه الأصغر أن يجمع حوله أكثر من مليار شخص مسلم وعربي”.
السؤال هو لماذا قفزت إلى ذهني هذه الكلمات الآن بمجرد أني شاهدت مقطع فيديو يسجل اجتماعا لبعض الأشخاص توهموا أنهم قادرون على السيطرة والاستحواذ على العالم الإسلامي والعربي عبر تسويق الباطل، وإبراز شخصيات ومنحها صفة الزعامة وهم ليسوا اهلًا لها، ولا يتمتعون بمواصفات القيادة التي منحها الله لحماية بيته.
هؤلاء المجتمعون تناسوا أن قلب المسلمين هو المكان الذي فيه الكعبة وقبر رسول الإسلام، وهناك تحديدا سيكون مكان خادم الحرمين الشريفين زعيم المسلمين.
هل ستراجع هذه الجماعة أطروحاتها المتسرعة؟ هل ستعود إلى عقلها وصوابها؟
إن عالمنا العربي والإسلامي أحوج ما يكون إلى النزوع لنبذ الفرقة والابتعاد عن الأوهام والأفكار الهاتكة لنسيجه، بل على كل الجماعات والتيارات الفكرية والدينية أن تعي اللحظة الحرجة التي يمر بها عالمنا بعد أن عصفت بِنَا الأزمات خلال عشر سنوات مضت بسبب الأوهام وشهوة الكراسي، وأن تعلم أنه لا خلاص إلا بالالتفاف حول خادم الحرمين، الشخص الوحيد القادر على تحقيق أملنا في توحيد المليار شخص حوله؛ باعتباره الأجدر بشهادة الواقع الذي يشهد عطاء وجهودا لا يمكن ان ينكرها أحد عليه، فلولا قيادته للمرحلة الصعبة التي مررنا بها لكان الله وحده أعلم بما كانت ستؤول إليه حال أمتنا.
أقولها بلسان تلك المرأة البسيطة المحبة لدينها ولوطنها: “عودوا إلى رشدكم وكونوا، رهن إشارة خادم الحرمين فتسلموا ونسلم جميعًا”.