زينب فايز: المجتمع البحريني يقدر فئة الصم ومتعلمي لغة الإشارة

| وديعة الوداعي

زينب‭ ‬فايز‭ ‬فتاة‭ ‬عشرينية‭ ‬وطالبة‭ ‬إعلام‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬رغبتها‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭ ‬دفعتها‭ ‬إلى‭ ‬اختيار‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة،‭ ‬وإصرارها‭ ‬دفعها‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬رغم‭ ‬قلة‭ ‬المصادر‭ ‬وندرة‭ ‬الورش‭ ‬التخصصية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وسعيها‭ ‬لإيصال‭ ‬رسالتها‭ ‬أشعل‭ ‬حماستها،‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف،‭ ‬فكان‭ ‬لمسافات‭ ‬البلاد‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬معها‭: ‬

لماذا‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة؟‭ ‬

لدي‭ ‬حب‭ ‬اكتشاف‭ ‬الأشياء‭ ‬الجديدة‭ ‬والغربية،‭ ‬فجذبتني‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬تعلمها،‭ ‬ومنها‭ ‬عرفت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أشخاصا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬‭(‬الصم‭) ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬هذه‭ ‬اللغة؛‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬مساعدتهم‭. ‬

كيف‭ ‬وأين‭ ‬كانت‭ ‬البداية؟‭ ‬

من‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬ولكني‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬صحيح؛‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تختلف‭ ‬إشاراتها‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬لذلك‭ ‬قررت‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الصم‭ ‬البحرينية‭ ‬ومخالطتهم‭. ‬

ما‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬التعلم؟‭ ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬حولي‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الصم‭ ‬لتطبيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أتعلمه‭ ‬معه‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬أمارس‭ ‬اللغة؛‭ ‬حتى‭ ‬ترسخ‭ ‬في‭ ‬عقلي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الورش‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة‭ ‬قليلة‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وإن‭ ‬وجدت،‭ ‬فإنها‭ ‬تكون‭ ‬مستويات‭ ‬أولية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مستوى‭ ‬أدائي‭. ‬

ما‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة؟‭ ‬

الصم‭ ‬هم‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬والأفضل‭ ‬والأهم‭ ‬لتعلم‭ ‬اللغة،‭ ‬فمن‭ ‬خلالهم‭ ‬يستطيع‭ ‬المتعلم‭ ‬خوض‭ ‬تجربة‭ ‬التعامل‭ ‬معهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يستطيع‭ ‬معرفة‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬فيها‭ ‬ونقاط‭ ‬الضعف‭ ‬والقوة‭ ‬في‭ ‬لغته‭. ‬

برأيك‭ ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬تفاعل‭ ‬المجتمع‭ ‬مع‭ ‬متعلمي‭ ‬هذه‭ ‬اللغة؟‭ ‬

أرى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬يقدر‭ ‬جدًا‭ ‬متعلمي‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة‭ ‬والصم‭ ‬أيضًا‭ ‬وتفاعلهم‭ ‬معهم‭ ‬كبير‭ ‬جدًا،‭ ‬ناهيك‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافتها‭ ‬للانخراط‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭. ‬

ما‭ ‬رسالتكِ‭ ‬التي‭ ‬ترغبين‭ ‬في‭ ‬إيصالها‭ ‬للمجتمع؟‭ ‬

لغة‭ ‬الإشارة‭ ‬كسائر‭ ‬اللغات‭ ‬الآخرى‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬لديه‭ ‬حب‭ ‬وميول‭ ‬لتعلمها‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتقنها،‭ ‬إن‭ ‬رسالتي‭ ‬هي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬أساسيات‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬حتى‭ ‬يسهل‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬فئة‭ ‬الصم؛‭ ‬لأنهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لو‭ ‬أننا‭ ‬قمنا‭ ‬بزيارة‭ ‬بلد‭ ‬أجنبي،‭ ‬فسنقوم‭ ‬بتعلم‭ ‬اللغة‭ ‬الخاصة‭ ‬به؛‭ ‬لأننا‭ ‬سنضيع‭ ‬بينهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الصم،‭ ‬فهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالضياع‭ ‬بيننا؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التعامل‭ ‬معنا‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح‭. ‬

أخبرينا‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تنسيها‭ ‬من‭ ‬رحلتك‭ ‬مع‭ ‬لغة‭ ‬الإشارة؟‭ ‬

من‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬أنساها‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬بداياتي‭ ‬مع‭ ‬اللغة،‭ ‬حيث‭ ‬إنني‭ ‬كنت‭ ‬ضعيفة‭ ‬جدًا‭ ‬جدًا‭ ‬وكانت‭ ‬توجه‭ ‬لي‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ضعف‭ ‬وتردد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وجدت‭ ‬الصم‭ ‬يقفون‭ ‬بجانبي،‭ ‬فهم‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬لي،‭ ‬فأنا‭ ‬تطورت‭ ‬بسببهم‭ ‬ومازلت‭ ‬أحتاج‭ ‬التطوير‭.‬