عدسة “البلاد” تواكب موسم الخلاص والخنيزي.. والسلال تكسو رفوف الباعة

النخلة عروس الأرض وعناقيد الرطب ذهبها

| راشد الغائب | تصوير خليل ابراهيم | العنوان بخط علي جمعة

يعمل‭ ‬الزميل‭ ‬علي‭ ‬جمعة‭ ‬مصمما‭ ‬بقسم‭ ‬الانتاج‭ ‬بصحيفة‭ ‬البلاد،‭ ‬ولكنه‭ ‬متحرر‭ ‬من‭ ‬قيد‭ ‬الوظيفة،‭ ‬وله‭ ‬صولات‭ ‬بالإبداع‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني،‭ ‬سواء‭ ‬بكتابة‭ ‬القصائد‭ ‬أو‭ ‬المخطوطات‭.‬

وعلاقته‭ ‬الودودة‭ ‬بقصبة‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬شجّعت‭ ‬إدارة‭ ‬التحرير‭ ‬بصحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬لعودة‭ ‬وهج‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ببعض‭ ‬عناوين‭ ‬أخبارها‭ ‬وتحقيقاتها‭ ‬وتغطياتها‭.‬

ربما‭ ‬لمسقط‭ ‬رأس‭ ‬الزميل‭ ‬علي‭ ‬جمعة‭ ‬سبب‭ ‬في‭ ‬انحيازه‭ ‬الدائم،‭ ‬بروحه‭ ‬المرحة،‭ ‬للطبيعة‭ ‬البحرينية‭. ‬كل‭ ‬من‭ ‬أنجبتهم‭ ‬بوري‭ ‬يكتسبون‭ ‬جمالا،‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬قريتهم،‭ ‬التي‭ ‬تُكنى‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الخضراء،‭ ‬وحتى‭ ‬أعين‭ ‬الزميل‭ ‬وابنتاه‭ ‬الجميلتان‭ ‬تميل‭ ‬للاخضرار‭!. ‬

لك‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬الزميل‭ ‬علي‭ ‬بتخيل‭ ‬شخص‭ ‬وهبه‭ ‬الله‭ ‬مَلكة‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر،‭ ‬وموهبة‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬وعاش‭ ‬وسط‭ ‬العيون‭ ‬العذبة،‭ ‬ويجول‭ ‬بين‭ ‬البساتين‭ ‬مع‭ ‬أقرانه،‭ ‬وفي‭ ‬صباه‭ ‬تعبّث‭ ‬بالجداول‭ ‬وشاغب‭ ‬القطط‭ ‬المشاكسة‭.‬

نعيش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬موسم‭ ‬الرطب‭. ‬وبدأت‭ ‬كراتين‭ ‬وسلال‭ ‬أنواعه‭ ‬المختلفة‭ ‬بألوانه‭ ‬النضرة،‭ ‬الحمراء‭ ‬والصفراء‭ ‬والشهلاء،‭ ‬تكسو‭ ‬رفوف‭ ‬العرض‭ ‬بالسوق‭ ‬والباعة‭ ‬الشعبيين‭ ‬عند‭ ‬نواصي‭ ‬الشوارع‭.‬

موضوع‭ ‬“البلاد”‭ ‬اليوم‭ ‬زاوج‭ ‬بين‭ ‬قصيدة‭ ‬عن‭ ‬النخلة،‭ ‬فاضت‭ ‬بها‭ ‬قريحة‭ ‬الزميل‭ ‬المبدع‭ ‬علي‭ ‬جمعة،‭ ‬وصور‭ ‬بعدسة‭ ‬الزميل‭ ‬المبدع‭ ‬ابن‭ ‬قرية‭ ‬المالكية‭ ‬خليل‭ ‬ابراهيم،‭ ‬وتوِّجت‭ ‬بكتابة‭ ‬عنوان‭ ‬الموضوع‭ ‬بالخط‭ ‬العربي‭ ‬بقصبة‭ ‬جمعة‭.‬

ويسلك‭ ‬جمعة‭ ‬في‭ ‬قصيدته‭ ‬عن‭ ‬النخلة‭ ‬مسار‭ ‬شعراء‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬دأبوا‭ ‬التغزل‭ ‬بالنخلة،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬جزءا‭ ‬رئيسا‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والعربية،‭ ‬وحجزت‭ ‬مكانها‭ ‬الوازن‭ ‬بالذاكرة‭ ‬والتاريخ‭ ‬باعتبارها‭ ‬رمزا‭ ‬للعطاء‭ ‬والسخاء‭ ‬والوفاء‭ ‬والتسامي‭ ‬والعطف‭. ‬وفي‭ ‬قصيدة‭ ‬جمعة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحنين‭ ‬للذكريات‭ ‬الجميلة‭ ‬والشجون‭ ‬والشغف‭ ‬والعتب‭.‬

وقَفت‭ ‬اعلى‭ ‬التُّراب‭ ‬اب‭ ‬شُوق‭ ‬لِرمَال

لأمطار‭ ‬السِّما‭ ‬لمَّن‭ ‬تِصُبهَا

وفاتح‭ ‬قلبي‭ ‬يَم‭ ‬احروفها‭ ‬ابحُب

وجَالِس‭ ‬أستِمِع‭ ‬فَقرَة‭ ‬أدَبهَا

عَروس‭ ‬الأرض‭ ‬شَالت‭ ‬صَبر‭ ‬لِجبَال

وتِحمِل‭ ‬كِل‭ ‬عِشِق‭ ‬للي‭ ‬نِصَبهَا

ومِثل‭ ‬الأُم‭ ‬مَع‭ ‬أبنائهَا‭ ‬اشلُون

تِشُوف‭ ‬النَّخلة‭ ‬متعلقة‭ ‬ابتُرُبهَا

نَهر‭ ‬امن‭ ‬الرُّطب‭ ‬نَبعَه‭ ‬مِنِ‭ ‬اسنِين

تِمِيل‭ ‬النّفس‭ ‬تتذوّق‭ ‬عَذِبْهَا

ومِثل‭ ‬الَمكتَبة‭ ‬وسط‭ ‬البَسَاتِين

تأمّل‭ ‬خُوصها‭.. ‬هَذي‭ ‬كُتُبهَا

وفي‭ ‬كِل‭ ‬وَادي‭ ‬مِثل‭ ‬الغَيمَة‭ ‬تُوقَف

ويَا‭ ‬حظّه‭ ‬الذي‭ ‬ابجُهده‭ ‬رَكَبْهَا

واذا‭ ‬بالبيت‭ ‬تِغْنِي‭ ‬عَن‭ ‬حَديقَة

ورُوحَك‭ ‬دُوم‭ ‬تِتمنّى‭ ‬تِطُبها

وصَّانا‭ ‬النّبي‭ ‬نِكرُمهَا‭ ‬بالخَير

لذا‭ ‬واجِب‭ ‬نِظَل‭ ‬نِسعَى‭ ‬ال‭ ‬قُرُبها

إهِي‭ ‬عَمَّتنا‭ ‬واحنا‭ ‬ابناءها‭ ‬انكُون

ومِن‭ ‬باب‭ ‬العِشِق‭ ‬نِدخِل‭ ‬قَلُبهَا

نِغرسها‭ ‬ابزَوَايا‭ ‬الوَطَن‭ ‬والدّار

ونِسقِيها‭ ‬إذا‭ ‬احتاجَت‭ ‬شُرُبهَا

وحَدِيث‭ ‬المُصطفىٰ‭ ‬خلّا‭ ‬لهَا‭ ‬اليوم

مِن‭ ‬أعلى‭ ‬الرُّتب‭ ‬تِصبَح‭ ‬رُتبها

فَضَايلها‭ ‬علينا‭ ‬صَعبة‭ ‬تِنعَد

وجَافيناها‭ ‬واهملنا‭ ‬تعَبهَا

صَارت‭ ‬قَابِلة‭ ‬ال‭ ‬مَريم‭ ‬العَذرَاء

عَليها‭ ‬اتسنّدَت‭ ‬واخذت‭ ‬رُطبهَا

‭********‬

تِملك‭ ‬قَلب‭ ‬أبيض‭ ‬تِعشقه‭ ‬النَّاس

أعنِي‭ ‬ابقلُبها‭ ‬الأبيض‭ ‬جَدَبها

مِثلات‭ ‬الأميرة‭ ‬ولابسَة‭ ‬التَّاج

وكل‭ ‬النَّاس‭ ‬بالدنيا‭ ‬شَعَبها

‭********‬

النَّخلة‭ ‬عِشِق‭ ‬النّخلة‭ ‬تاريخ

النَّخلة‭ ‬نَسَبنَا‭ ‬من‭ ‬نَسَبْهَا

واذا‭ ‬عَمّتنا‭ ‬تِعتب‭ ‬عَالمُجَافاة

مِنو‭ ‬يقدر‭ ‬ويِتحَمّل‭ ‬عتبها

لذا‭ ‬واجِب‭ ‬عِلينا‭ ‬نِعتِب‭ ‬اليوم

عَلى‭ ‬هذا‭ ‬الزَّمان‭ ‬اللي‭ ‬سَلبهَا

قَضى‭ ‬العُمران‭ ‬وطره‭ ‬ومِن‭ ‬تِمدّد

تِعدّى‭ ‬اعلى‭ ‬جذايعها‭ ‬ونَهبهَا

أم‭ ‬القَلب‭ ‬الأنصَع‭ ‬باتَت‭ ‬الليل

حزنَانَة‭ ‬عَلى‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬رَعَبها

ومَا‭ ‬راعى‭ ‬السِّنين‭ ‬اللِّي‭ ‬تِقضّت

ومِن‭ ‬أرضه‭ ‬حَمَل‭ ‬فأسه‭ ‬وشَطَبها

لابُد‭ ‬عَالاقل‭ ‬نِحسب‭ ‬لها‭ ‬احسَاب

نِطَالع‭ ‬في‭ ‬كَرمهَا‭ ‬وفِي‭ ‬حَسبهَا

قِضَت‭ ‬أيَّام‭ ‬كانت‭ ‬مَصدَر‭ ‬الخَير

وعَناقيد‭ ‬الرُّطب‭ ‬كَانت‭ ‬ذَهبهَا

‭********‬

النّخلة‭ ‬وِفَا‭ ‬وتَاريخ‭ ‬واحسَاس

النَّخلة‭ ‬تِحِب‭ ‬كِل‭ ‬مَن‭ ‬يِحبهَا

النَّخلة‭ ‬عَزيزَة‭ ‬وتِرفع‭ ‬الرَّاس

بس‭ ‬تِحتاج‭ ‬من‭ ‬يتحمّل‭ ‬ابها