قتل وعنف وطلاق... “كورونا” يفضح العلاقات الأسرية

جناحي : للاستعجال بإقرار رؤية المحضون خلال الجائحة

| ليلى مال الله

أكدت‭ ‬حقوقيات‭ ‬خليجيات‭ ‬أن‭ ‬حائجة‭ ‬كورونا‭ ‬أظهرت‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬كل‭ ‬الخلافات‭ ‬والمشكلات‭ ‬الأسرية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مخفية‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬مما‭ ‬تسببت‭ ‬بزيادة‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬جرائم‭ ‬القتل،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الحلقة‭ ‬النقاشية‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬لجنة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬بجمعية‭ ‬الحقوقيين‭ ‬البحرينية‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التحدي‭ ‬والحلول،‭ ‬والتي‭ ‬إدارتها‭  ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬بجمعية‭ ‬الحقوقيين‭ ‬البحرينية‭ ‬المحامية‭ ‬هنادي‭ ‬الجودر،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الحلقة‭ ‬مشاركات‭ ‬مهتمين‭ ‬ومتخصصين‭ ‬بشأن‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭.‬

آباء‭ ‬محرومون

من‭ ‬جهتها،‭ ‬أكدت‭ ‬المحامية‭ ‬فوزية‭ ‬جناحي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الشبكة‭ ‬القانونية‭ ‬للنساء‭ ‬العربيات‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الموضوعية،‭ ‬ومنها‭ ‬قضايا‭ ‬النفقة‭ ‬ورؤية‭ ‬المحضون،‭ ‬فاستحالت‭ ‬رؤية‭ ‬الأبناء‭ ‬لآبائهم‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المغلقة‭ ‬ومن‭ ‬الآباء‭ ‬من‭ ‬حرم‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬أبنائه‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬البلاغات‭ ‬لمراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬وتسليم‭ ‬الأطفال‭ ‬فيها‭ ‬لامتناع‭ ‬الحاضن‭.‬

وتابعت‭ ‬“ناشدت‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬الرؤية‭ ‬وفتح‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أمام‭ ‬الحاضنين‭ ‬وإصدار‭ ‬قرار‭ ‬مستعجل‭ ‬للرؤية‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬عبر‭ ‬التطبيقات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬نتيجة”‭.‬

 

تأخر‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق

وذكرت‭ ‬جناحي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تأخيرا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق‭ ‬وذلك‭ ‬لاشتراط‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬التوافق‭ ‬الأسري،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬تؤخر‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬أسابيع‭ ‬لإيجاد‭ ‬تطبيق‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مشكلة‭ ‬النفقات‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭. ‬وبينت‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق‭ ‬ازدادت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ازدياد‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬قابلها‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الزواج‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭.‬

وطالبت‭ ‬جناحي‭ ‬بضرورة‭ ‬الاستعجال‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬مستعجل‭ ‬لرؤية‭ ‬المحضون‭ ‬لما‭ ‬تسبب‭ ‬بمشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬خلافا‭ ‬عن‭ ‬الانفصال‭ ‬وترتبت‭ ‬عليه‭ ‬تبعات‭ ‬نفسية‭ ‬الأبناء‭ ‬والأمهات‭.‬

 

ازدياد‭ ‬الطلاق

من‭ ‬جهتها،‭ ‬أوضحت‭ ‬المحامية‭ ‬العمانية‭ ‬نعيمة‭ ‬السعدية‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الطلاق‭ ‬والمشكلات‭ ‬الأسرية‭ ‬ازدادت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الحائجة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬بعد‭ ‬استئناف‭ ‬عمل‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬مؤقتا‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬السلطنة‭ ‬لم‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬كثيرة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬الرؤية‭ ‬وقضايا‭ ‬النفقة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قسم‭ ‬التنفيذ‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬قضايا‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬المحضونين‭ ‬وتنفيذ‭ ‬قضايا‭ ‬النفقة‭ ‬وإصدار‭ ‬أحكام‭ ‬الحجز‭ ‬للممتنعين‭ ‬عنها‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬وجهت‭ ‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬لدعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ومنها‭ ‬مشاريع‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬لسد‭ ‬العجز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭.‬

 

مباشرة‭ ‬“المستحدثة”

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬المحامية‭ ‬بيان‭ ‬زهران‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬سلاسة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الأنظمة‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأخيرة‭ ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬كثير‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التنفيذ‭.‬

وحسب‭ ‬القوانين‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬أبنائه‭ ‬إلا‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬تنظيمي،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الحظر‭ ‬صدر‭ ‬أمر‭ ‬ملكي‭ ‬بإيقاف‭ ‬الرؤية،‭ ‬وعادت‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬بعد‭ ‬فك‭ ‬الحظر‭ ‬بتسليم‭ ‬الأطفال‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬نظام‭ ‬التنفيذ‭ ‬يشترط‭ ‬عدم‭ ‬إيذاء‭ ‬الطفل‭ ‬نفسيا‭ ‬خلال‭ ‬تسليمة‭ ‬للرؤية‭ ‬أو‭ ‬القوة‭ ‬الجبرية‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬تكرر‭ ‬رفض‭ ‬تسليم‭ ‬الطفل‭ ‬للرؤية،‭ ‬فان‭ ‬العقوبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الحبس‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭.‬

وذكرت‭ ‬“صدرت‭ ‬آلية‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬مؤخرا‭ ‬لمباشرة‭ ‬القضايا‭ ‬المستحدثة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬فيها‭ ‬أحكام‭ ‬عبر‭ ‬مباشرتها‭ ‬بشكل‭ ‬إلكتروني‭ ‬وتنفيذها‭ ‬عبر‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ”‭.‬

 

جرائم‭ ‬قتل

وأكدت‭ ‬المحامية‭ ‬عذراء‭ ‬الرفاعي‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬بجمعية‭ ‬الحقوق‭ ‬الكويتية‭ ‬أن‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬الكويتية‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬روابطها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬القتل،‭ ‬فتكررت‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬الأزواج‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬وقتل‭ ‬الأبناء‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬آبائهم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الجائحة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ازدياد‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬وارتفاع‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭.‬

وتابعت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬تعود‭ ‬لبداية‭ ‬الحظر‭ ‬الجزئي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تزيد‭ ‬عدد‭ ‬ساعاته‭ ‬عن‭ ‬12‭ ‬ساعة،‭ ‬فشكل‭ ‬وجود‭ ‬الآباء‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬العادة‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬الاسر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إغلاق‭ ‬جميع‭ ‬المحاكم‭ ‬وقسم‭ ‬الاستشارات‭ ‬الزوجية‭ ‬وتسوية‭ ‬المنازعات‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬بعد‭ ‬الحظر‭ ‬الكلي‭ ‬بغلق‭ ‬كافة‭ ‬المنشآت‭ ‬كان‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬الكويتية‭ ‬والأسر‭ ‬المقيمة‭ ‬دون‭ ‬خلل‭ ‬أو‭ ‬خلافات‭ ‬بالتعاون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية‭. ‬

وقالت‭ ‬“بعد‭ ‬فترة‭ ‬الحظر‭ ‬وفتح‭ ‬المحاكم‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتوقع‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق‭ ‬والنفقات‭ ‬والمشكلات‭ ‬الأسرية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للرؤية‭ ‬منذ‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أحكام‭ ‬بفعل‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬مارسها‭ ‬الحقوقيون‭.‬