الزياني: 15 قاضيا خلال 6 سنوات أكدوا مشروعية الأدلة ضدهما

إقرار حكم الإعدام بحق متهمين قتلا شرطيا في العام 2014

| محرر الشؤون المحلية

أقرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بإعدام‭ ‬المتهمين‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬ومحمد‭ ‬رمضان‭ ‬عيسى،‭ ‬المدانين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬بدرجتيها‭ ‬بقتل‭ ‬الشرطي‭ (‬عبدالواحد‭ ‬سيد‭ ‬محمد‭) ‬والشروع‭ ‬بقتل‭ ‬آخران،‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬وقع‭ ‬بمنطقة‭ ‬الدير،‭ ‬بعدما‭ ‬نظرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬نظرا‭ ‬لظهور‭ ‬أدلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مطروحة‭ ‬حينها‭ ‬على‭ ‬المحكمة،‭ ‬إذ‭ ‬نقضت‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬وأعادته‭ ‬لمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬التي‭ ‬أيدت‭ ‬الحكم‭ ‬مجددا‭ ‬بإجماع‭ ‬الآراء،‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬طعنهما‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬سلامة‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية‭.‬

وعقب‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬صرح‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الفني‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬المستشار‭ ‬هارون‭ ‬الزياني،‭ ‬بأن‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬قد‭ ‬أقرت‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بإعدام‭ ‬متهمين‭ ‬اثنين‭ ‬لقتلهما‭ ‬شرطي‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬عمداً‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كمين‭ ‬أعد‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬استخدمت‭ ‬فيه‭ ‬عبوة‭ ‬متفجرة‭. ‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬تفصيلات‭ ‬الواقعة‭ ‬ذكر‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬عقدوا‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬وأعدوا‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬عبوة‭ ‬متفجرة،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬14‭/‬2‭/‬2014‭ ‬قاموا‭ ‬وآخرون‭ ‬بمهاجمة‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬بمنطقة‭ ‬الدير‭ ‬بواسطة‭ ‬الأسياخ‭ ‬الحديدية‭ ‬والزجاجات‭ ‬الحارقة‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬استدراجهم‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬يتسنى‭ ‬لهم‭ ‬تفجير‭ ‬العبوة‭ ‬وقتلهم،‭ ‬فقام‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬بالتعامل‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفريقهم،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬قام‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بتفجير‭ ‬العبوة‭ ‬المتفجرة‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬الشرطي‭ ‬عبدالواحد‭ ‬سيد‭ ‬محمد‭ ‬وإصابة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭.‬

وكانت‭ ‬التحريات‭ ‬آنذاك‭ ‬قد‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬ضلوع‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬بالإعدام‭ ‬بدور‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬حيث‭ ‬توليا‭ ‬التخطيط‭ ‬لارتكابها‭ ‬وإعداد‭ ‬الكمين‭ ‬لاستدراج‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬وقتلهم،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهما‭ ‬وآخرين‭ ‬ممن‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬الجريمة،‭ ‬وأسندت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬المذكورين‭ ‬وعشرة‭ ‬آخرين‭ ‬ارتكابهم‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬الشرطي‭ ‬المتوفى‭ ‬عمداً‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد،‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬باقي‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفجير‭ ‬العبوة‭ ‬بقصد‭ ‬إزهاق‭ ‬أرواحهم،‭ ‬وكذا‭ ‬جرائم‭ ‬إحداث‭ ‬تفجير،‭ ‬وحيازة‭ ‬وإحراز‭ ‬عبوة‭ ‬متفجرة‭ ‬ومواد‭ ‬مما‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬تصنيعها،‭ ‬وكذلك‭ ‬عبوات‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ (‬مولوتوف‭) ‬وذلك‭ ‬جميعه‭ ‬تنفيذاً‭ ‬وتحقيقاً‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬التجمهر‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬المؤثمة‭ ‬بمقتضى‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والقانون‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬وقانون‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭.‬

وبتاريخ‭ ‬29‭/‬12‭/‬2014‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬وبإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬بإعدام‭ ‬المتهمين‭ ‬المشار‭ ‬إليهما،‭ ‬وبمعاقبة‭ ‬متهم‭ ‬آخر‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قضت‭ ‬بمعاقبة‭ ‬بقية‭ ‬المتهمين‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬9‭ ‬متهمين‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الاتهامات‭ ‬وبرأتهم‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬الآخر،‭ ‬فطعن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬وثمانية‭ ‬آخرين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬ونظرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الدعوى‭ ‬وقضت‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭/‬5‭/‬2015‭ ‬بإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬برفض‭ ‬الطعن‭ ‬وبتأييد‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭. ‬كما‭ ‬أقرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬16‭/‬11‭/‬2015‭.‬

وقد‭ ‬مثل‭ ‬محامي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬متهم‭ ‬أثناء‭ ‬المحاكمة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬درجاتها،‭ ‬ومُكن‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الترافع‭ ‬وتقديم‭ ‬دفاعه‭ ‬ودفوعه‭ ‬القانونية‭ ‬شفاهة‭ ‬وكتابة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬أوجب‭ ‬القانون،‭ ‬وأجابت‭ ‬المحكمة‭ ‬طلبات‭ ‬المتهمين‭ ‬ومحاميهم‭ ‬وحققت‭ ‬دفاعهم،‭ ‬واستمعت‭ ‬إلى‭ ‬شهود‭ ‬النفي‭ ‬الذين‭ ‬استعانوا‭ ‬بهم‭.‬

وكان‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬بالإعدام‭ ‬قد‭ ‬دفعا‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬ببطلان‭ ‬اعترافهما،‭ ‬ورفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بدرجتيها‭ ‬ذلك‭ ‬الدفع‭ ‬آنذاك،‭ ‬حيث‭ ‬استند‭ ‬الحكم‭ ‬بإدانة‭ ‬المتهمين‭ ‬إلى‭ ‬أقوال‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬وشهود‭ ‬الواقعة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الأدلة‭ ‬المادية‭ ‬والتقارير‭ ‬الفنية‭ ‬والطب‭ ‬الشرعي،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الأدلة‭ ‬رسائل‭ ‬نصية‭ ‬على‭ ‬هاتفي‭ ‬متهمين‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬والتنسيق‭ ‬لها‭.‬

وذكر‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الفني‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬صيرورة‭ ‬الحكم‭ ‬باتاً،‭ ‬وقفت‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيقاتها‭ ‬في‭ ‬شكويين‭ ‬مقدمين‭ ‬من‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬بالإعدام‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬طبية‭ ‬خاصة‭ ‬بأحدهما،‭ ‬ونظراً‭ ‬لما‭ ‬ثبت‭ ‬للوحدة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تحت‭ ‬بصر‭ ‬المحكمة‭ ‬عند‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬القضية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬قرر‭ ‬إحالة‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬لبحث‭ ‬إمكانية‭ ‬تقديم‭ ‬طلب‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬البات‭ ‬الصادر‭ ‬بإدانتهما‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لمقتضيات‭ ‬العدالة‭ ‬ولاحتمال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لتلك‭ ‬التقارير‭ ‬أثر‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تغيير‭ ‬رأي‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬ببطلان‭ ‬الاعتراف‭.‬

وكان‭ ‬ذلك‭ ‬اتساقاً‭ ‬مع‭ ‬مقتضى‭ ‬المادة‭ ‬253‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬فيما‭ ‬تشترطه‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬الأدلة‭ ‬القولية‭ ‬التي‭ ‬تُبتنى‭ ‬عليها‭ ‬الأحكام‭ ‬والتي‭ ‬تتفق‭ ‬في‭ ‬مؤداها‭ ‬مع‭ ‬المادة‭ ‬15‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬مناهضة‭ ‬التعذيب‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ووفقاً‭ ‬لما‭ ‬يجيزه‭ ‬القانون؛‭ ‬قدم‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬طلباً‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬تلبية‭ ‬لمقتضيات‭ ‬العدالة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬استنفاذ‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬القانونية‭ ‬وإلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إظهار‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ولكي‭ ‬تقيم‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تحت‭ ‬بصر‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الأدلة‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭.‬

وقد‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬فألغت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬الصادر‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها،‭ ‬وأحالت‭ ‬الدعوى‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬بدائرة‭ ‬مغايرة‭ ‬لتفصل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬نظرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الدعوى‭ ‬مجدداً‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬علنية،‭ ‬مثل‭ ‬فيها‭ ‬المتهمون‭ ‬واستمعت‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬باشروا‭ ‬إجراءات‭ ‬طبية‭ ‬نحوهما‭ ‬منذ‭ ‬القبض‭ ‬عليهما،‭ ‬وكذلك‭ ‬شهود‭ ‬الإثبات‭ ‬وشهود‭ ‬النفي‭ ‬الذين‭ ‬استعان‭ ‬بهم‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭.‬

كما‭ ‬استمعت‭ ‬إلى‭ ‬مرافعة‭ ‬الدفاع‭ ‬الحاضر‭ ‬معهما‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬8‭/‬1‭/‬2020‭ ‬بإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬بتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بالإعدام،‭ ‬وقد‭ ‬ورد‭ ‬بأسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬الآثار‭ ‬المثبتة‭ ‬بالتقارير‭ ‬الطبية‭ ‬غير‭ ‬متزامنة‭ ‬وغير‭ ‬مواكبة‭ ‬لإجراءات‭ ‬الشرطة‭ ‬أو‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬ولا‭ ‬تأثير‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬الاعترافات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬وليدة‭ ‬إرادة‭ ‬حرة‭ ‬واعية‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إكراه‭ ‬مادي‭ ‬أو‭ ‬أدبي‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتراف‭ ‬جاء‭ ‬مطابقاً‭ ‬للحقيقة‭ ‬ومتفق‭ ‬مع‭ ‬ماديات‭ ‬الواقعة‭ ‬ومع‭ ‬أقوال‭ ‬شهود‭ ‬الإثبات‭ ‬والأدلة‭ ‬الأخرى‭. ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يوجبه‭ ‬القانون‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬التي‭ ‬أقرته‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تثبتت‭ ‬من‭ ‬سلامته‭ ‬واتفاقه‭ ‬وأحكام‭ ‬القانون‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الفني‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المحاكمة‭ ‬بمراحلها‭ ‬السابق‭ ‬إيضاحها‭ ‬قد‭ ‬استوفت‭ ‬جميع‭ ‬متطلبات‭ ‬المحاكمة‭ ‬العادلة،‭ ‬مُكن‭ ‬خلالها‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬ومحاموهم‭ ‬من‭ ‬إبداء‭ ‬ما‭ ‬شاءوا‭ ‬من‭ ‬دفاع‭ ‬ودفوع،‭ ‬واستمع‭ ‬القضاة‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬اتصال‭ ‬بالظروف‭ ‬والملابسات‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬بالوقائع‭ ‬المتهمين‭ ‬فيها‭ ‬وإلى‭ ‬شهود‭ ‬النفي‭ ‬الذين‭ ‬استعين‭ ‬بهم،‭ ‬وقد‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المراحل‭ ‬والمحاكم‭ ( ‬15‭) ‬قاضياً‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬خلصت‭ ‬قناعاتهم‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬مشروعية‭ ‬الأدلة‭ ‬القائمة‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ثبوت‭ ‬مسؤوليتهما‭ ‬الجنائية‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليهما‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬كسائر‭ ‬الدعاوى‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حسب‭ ‬القواعد‭ ‬القانونية‭ ‬المقررة‭ ‬بقانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬الصادر‭ ‬سنة‭ ‬2002‭ ‬والتي‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المعتمدة‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وقد‭ ‬التزمت‭ ‬المحاكم‭ ‬الوطنية‭ ‬بتوفير‭ ‬كافة‭ ‬الضمانات‭ ‬للمتهمين‭ ‬خلال‭ ‬كافة‭ ‬مراحل‭ ‬المحاكمة‭.‬