الهاجري: من الواجب الأخذ بالتوجيهات الربانية... ومطر: الصبر من مقامات الدين

“كورونا” نبهت الناس لأهم النعم

| المنامة - بنا

الهاجري‭: ‬الشرع‭ ‬جاء‭ ‬بضرورة‭ ‬الأخذ‭ ‬بالأسباب‭ ‬لمنع‭ ‬الإصابة‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬العدوى مطر‭: ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يعوِّد‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الصبر

 

قال‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأوقاف‭ ‬السنية‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬الهاجري‭ ‬إن‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وهي‭ ‬بلاء‭ ‬كورونا،‭ ‬تنبه‭ ‬الناسُ‭ ‬إلى‭ ‬فقدهم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النعم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يوما‭ ‬يشعرون‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬هذه‭ ‬النعم‭ ‬نعمة‭ ‬الصحة،‭ ‬كما‭ ‬أخبر‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“نِعْمَتَانِ‭ ‬مَغْبُونٌ‭ ‬فِيهِمَا‭ ‬كَثِيرٌ‭ ‬مِنَ‭ ‬النَّاسِ‭: ‬الصِّحَّةُ‭ ‬وَالفَرَاغُ”،‭ ‬وقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬مَنْ‭ ‬أَصْبَحَ‭ ‬آمِنًا‭ ‬فِي‭ ‬سِرْبِهِ،‭ ‬مُعَافًى‭ ‬فِي‭ ‬جَسَدِهِ،‭ ‬عِنْدَهُ‭ ‬طَعَامُ‭ ‬يَوْمِهِ،‭ ‬فَكَأَنَّمَا‭ ‬حِيزَتْ‭ ‬لَهُ‭ ‬الدُّنْيَا‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬فضل‭ ‬الصبر‭ ‬على‭ ‬البلاء‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬المحمودة‭.‬

وأكد‭ ‬الهاجري‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ ‬ضرورة‭ ‬الأخذ‭ ‬بالتدابير‭ ‬الوقائية،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬الشرع‭ ‬بضرورة‭ ‬الأخذ‭ ‬بالأسباب‭ ‬المشروعة‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬وتمنع‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بالعدوى‭ ‬أو‭ ‬نقلها‭ ‬للغير،‭ ‬كقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“‭ ‬لَا‭ ‬يُورِدُ‭ ‬الْمُمْرِضُ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْمُصِحِّ“‭. ‬وكقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“فر‭ ‬من‭ ‬المجذوم‭ ‬فرارك‭ ‬من‭ ‬الأسد”‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حسن‭ ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬وحسن‭ ‬الظنّ‭ ‬به‭ ‬سبحانه‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬ربنا‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬القدسي‭: ‬“أنا‭ ‬عند‭ ‬ظن‭ ‬عبدي‭ ‬بي،‭ ‬إن‭ ‬ظن‭ ‬بي‭ ‬خيرا‭ ‬فله،‭ ‬وإن‭ ‬ظن‭ ‬شرا‭ ‬فله”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬بالتوجيهات‭ ‬الربانية‭ ‬ومنها‭ ‬المبادرة‭ ‬بفعل‭ ‬المعروف،‭ ‬فصناعة‭ ‬المعروف‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬عجيب‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬ورفع‭ ‬البلاء‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬نبينا‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“صنائع‭ ‬المعروف‭ ‬تقي‭ ‬مصارع‭ ‬السوء‭ ‬والآفات‭ ‬والهلكات‭ ‬“‭. ‬يقول‭ ‬ابن‭ ‬القيم‭ ‬–‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ -: ‬“‭ ‬فإن‭ ‬للصدقة‭ ‬تأثيراً‭ ‬عجيباً‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬أنواع‭ ‬البلاء‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬فاجر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ظالم‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬كافر،‭ ‬فإن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يدفع‭ ‬بها‭ ‬عنه‭ ‬أنواعاً‭ ‬من‭ ‬البلاء،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬معلوم‭ ‬عند‭ ‬الناس‭ ‬خاصتهم‭ ‬وعامتهم،‭ ‬وأهل‭ ‬الأرض‭ ‬كلهم‭ ‬مقرون‭ ‬به‭ ‬لأنهم‭ ‬جربوه‭.‬”،‭ ‬وكثرة‭ ‬ذكر‭ ‬الله،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬أخبر‭ ‬عنه‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬أن‭ ‬فيه‭ ‬حرز‭ ‬وكفاية‭ ‬لقائله‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الشرور‭ ‬والآفات،‭ ‬كقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“مَنْ‭ ‬قَرَأَ‭ ‬بِالْآيَتَيْنِ‭ ‬مِنْ‭ ‬آخِرِ‭ ‬سُورَةِ‭ ‬البَقَرَةِ‭ ‬فِي‭ ‬لَيْلَةٍ‭ ‬كَفَتَاهُ”،‭ ‬وقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“‭ ‬قُلْ‭: ‬قُلْ‭ ‬هُوَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬أَحَدٌ‭ ‬وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ‭ ‬حِينَ‭ ‬تُمْسِي،‭ ‬وَحِينَ‭ ‬تُصْبِحُ،‭ ‬ثَلَاثَ‭ ‬مَرَّاتٍ‭ ‬تَكْفِيكَ‭ ‬مِنْ‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬“‭.‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التوجه‭ ‬بالدعاء‭ ‬المخلص‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وسؤاله‭ ‬جل‭ ‬شأنه،‭ ‬العافية،‭ ‬فالواجب‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬ربه‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬العافية‭ ‬دائما،‭ ‬فقد‭ ‬مرَّ‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بقوم‭ ‬مُبْتَلِين‭ ‬فقال‭: ‬أَمَا‭ ‬كَانَ‭ ‬هَؤُلاءِ‭ ‬يَسْأَلُونَ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬الْعَافِيَةَ‭.‬

ومن‭ ‬جهته‭ ‬قال‭ ‬خطيب‭ ‬جامع‭ ‬أبوبكر‭ ‬الصديق‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬مطر‭ ‬بمحافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ ‬إن‭ ‬الدنيا‭ ‬متقلبة‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬مصائب‭ ‬ونوازل‭ ‬وأمراض،‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬لأمور‭ ‬يحبها‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬يكرهها،‭ ‬فيحزن،‭ ‬ويتألم،‭ ‬والواجب‭ ‬هنا‭ ‬عدم‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الانزعاج،‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬الجزع‭ ‬واليأس‭ ‬وفقد‭ ‬الأمل،‭ ‬فلا‭ ‬عيشة‭ ‬لخائف،‭ ‬والمذعور‭ ‬الخائف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬ولا‭ ‬ينتج‭ ‬ولا‭ ‬يبني‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬كان،‭ ‬وإنما‭ ‬المطلوب‭ ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬والأخذ‭ ‬بالأسباب‭ ‬والتحلي‭ ‬بالصبر،‭ ‬وأن‭ ‬يحسن‭ ‬الظن‭ ‬بربه‭ ‬ويتفاءل،‭ ‬فبعد‭ ‬الشدة‭ ‬فرج‭ ‬وخير،‭ ‬وبعد‭ ‬العسر‭ ‬يسر،‭ ‬وبعد‭ ‬الحزن‭ ‬والخوف‭ ‬فرح‭ ‬وسعادة‭. ‬

وأوضح‭ ‬مطر‭ ‬أن‭ ‬الصبر‭ ‬مقام‭ ‬كريم‭ ‬من‭ ‬مقامات‭ ‬الدين،‭ ‬ومنزلة‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬العبودية‭ ‬لله‭. ‬وقد‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭: ‬“عَجَبًا‭ ‬لأَمْرِ‭ ‬الْمُؤْمِنِ‭ ‬إِنَّ‭ ‬أَمْرَهُ‭ ‬كُلَّهُ‭ ‬خَيْرٌ‭ ‬وَلَيْسَ‭ ‬ذَاكَ‭ ‬لأَحَدٍ‭ ‬إِلاَّ‭ ‬لِلْمُؤْمِنِ‭ ‬إِنْ‭ ‬أَصَابَتْهُ‭ ‬سَرَّاءُ‭ ‬شَكَرَ‭ ‬فَكَانَ‭ ‬خَيْرًا‭ ‬لَهُ‭ ‬وَإِنْ‭ ‬أَصَابَتْهُ‭ ‬ضَرَّاءُ‭ ‬صَبَرَ‭ ‬فَكَانَ‭ ‬خَيْرًا‭ ‬لَهُ‭ ‬“‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يعوِّد‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الصبر،‭ ‬فيصبر‭ ‬على‭ ‬تغيرات‭ ‬الأحوال،‭ ‬على‭ ‬الضراء،‭ ‬المصيبة،‭ ‬البلاء،‭ ‬المرض،‭ ‬فالأذى‭ ‬فالحياة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صبر،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬ندعو‭ ‬الله،‭ ‬ونأخذ‭ ‬بالأسباب،‭ ‬نحتسب‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭:‬”يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬اسْتَعِينُوا‭ ‬بِالصَّبْرِ‭ ‬وَالصَّلَاةِ‭ ‬إِنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬مَعَ‭ ‬الصَّابِرِينَ‭ ‬“وإن‭ ‬من‭ ‬رحمة‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يصيب‭ ‬العبد‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬وأحزان‭ ‬سبب‭ ‬لتكفير‭ ‬سيئاته،‭ ‬فكيف‭ ‬إذا‭ ‬أضيف‭ ‬إليها‭ ‬الصبر‭ ‬بفضائله‭. ‬واستطرد‭ ‬مضيفاً‭ ‬قال‭ ‬نبينا‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭:‬”مَا‭ ‬يُصِيبُ‭ ‬الْمُسْلِمَ‭ ‬مِنْ‭ ‬نَصَبٍ،وَلاَ‭ ‬وَصَبٍ،وَلاَ‭ ‬هَمٍّ،‭ ‬وَلاَ‭ ‬حُزْنٍ،‭ ‬وَلاَ‭ ‬أَذًى،وَلاَ‭ ‬غَمٍّ‭ ‬حَتَّى‭ ‬الشَّوْكَةِ‭ ‬يُشَاكُهَا‭ ‬إِلاَّ‭ ‬كَفَّرَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬بِهَا‭ ‬مِنْ‭ ‬خَطَايَاهُ‭ ‬“‭.‬